نحن نؤيد تدريب الطلاب بأعلى مستوى ونعلم أن علاج المريض يقتضي أحيانا الفحص الدقيق على جميع أجزاء جسمه. ولكن من الذي بدأ بتدريب الطلاب الرجال قبل التخرج على المريضات النساء ؟
وحتى لا يظن القراء أن الأمر يسير إليكم نبذة عن الفحص الطبي الصحيح ، ثم لننظر هل يقبل أحد أن يكون التدريب مختلطا ؟ المقال للدكتور صالح الصقير.
كيف يكشف طلاب وطالبات الطب على المرضى والمريضات
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
الحكم على الشيء فرع عن تصوره كما يقول جميع العقلاء. وحتى يتصور مثقفونا وإعلاميونا ما نحن بصدد الحديث عنه بخصوص التعليم الطبي فإنني أعرض بشفافية طريقة تدريب طلاب وطالبات الطب على فحص المرضى والمريضات كما هو متبع واقعا في كليات الطب في السعودية بصرف النظر عن موافقته أو مخالفته للدين أو أخلاقيات المجتمع. وينبغي ألا نضيق ذرعا بسماع بعض التفاصيل الحساسة والمحرجة ، فالعلم بها يعتبر مفصليا وحاسما في تبني القارئ للقرار الصائب... والله لا يستحيي من الحق.
تقبل جامعة الملك سعود - كمثال- في كلية طب سنويا نحو350 ما بين خريج وخريجة ثانوي، أما الجامعات الأخرى فالعدد أقل.
1- وفي مرحلة التدريس على المرضى (ما بعد السنة الثالثة) يتوزع الطلاب على مجموعات يتراوح عدد كل مجموعة ما بين 8-14 طالب أو طالبة. ويطلب من كل طالب وطالبة الكشف على جميع جسد المريض دون تفريق بين ذكر و أنثى .
ومراحل الكشف هي: التأمل بالبصر، ثم التحسس باليد.
2- يذهب الأستاذ مع مجموعة الطلاب الذكور مثلا إلى جناح النساء في قسم الباطنة أو الجراحة أو النساء والولادة أو غيرها، ثم يقوم الأستاذ أمام الطلاب بالكشف على جميع بدن المرأة بالتدريج، مبتدئا باليدين ثم الوجه والنحر. وعندما يصل إلى فحص الصدر تخلع المريضة ملابسها لتكشف المنطقة من النحر إلى أعلى البطن. ثم يقوم جميع الطلاب في وقت واحد بتأمل صدر المريضة لمدة دقيقة أو دقيقتين أثناء الشهيق والزفير من الأمام والخلف ، ثم وهي مستلقية ، ثم وهي جالسة مسدلة يديها، ثم بعد رفع اليدين، وذلك لملاحظة أي تغيرات في شكل الصدر والثدي من كبر أو صغر أو احمرار أو تغير في شكل الحلمة أو حجمها أو وجود تقرح وغير ذلك.
3- ثم يأمر الأستاذ طلابه بالتناوب بتحسس منطقة القلب، ثم الثديين للتقصي عن أورام أو التهابات وذلك بملاحظة ليونة الثدي أو قساوته أو دفء أحد الثديين مقارنة بالآخر، وأحيانا يأمرهم بالضغط على الثدي للتحقق من وجود حليب أو دم في الحلمة، وكذلك تحسس الإبطين للبحث عن الغدد.
ويحدث مثل ذلك عند فحص البطن ، فتكشف المرأة من أسفل الصدر إلى عظم العانة ، ويتم التأمل ثم التحسس للتقصي عن الكبد والطحال والكلى والمثانة البولية ، ثم تحس المنطقة الإربية للبحث عن فتاق أو غدد وغير ذلك .
وفي درس النساء والولادة تخلع المرأة ملابسها الداخلية فيتأمل الطلاب الشكل العام للعانة والأعضاء التناسلية وإن كان هناك تقرحات أو تضخم أو احمرار أو أورام . ثم يقوم الأستاذ بلبس القفازات المطاطية ثم يدخل أصبعيه السبابة والوسطى في فرجها ويتحسس المهبل وعنق الرحم وغير ذلك. ثم يطلب من بعض الطلاب إجراء نفس الخطوات.
وإذا كان مكان الشكوى هو الدبر فإن مجموعة الطلاب يكشفون على فتحة الدبر وما جاورها ، بالتأمل في البداية ثم يقوم بعضهم فقط بإدخال السبابة في فتحة الدبر ويتحسس جدار المستقيم وغير ذلك.
4- وإذا كان هناك درس توليد فإنه يتم تعرية المرأة من أعلى البطن حتى الركبتين، ثم تجافي الحامل ما بين فخذيها ، فيتأمل الطلاب مخرج الولد ويقوم أحدهم بإدخال أصبعيه في المهبل بعد لبس القفازين لتحديد مدى اتساع عنق الرحم ، ثم يقوم بتوليدها، ويلاحظ الطلاب الآخرون هذه العملية. وفي العادة يكون عدد الطلاب في درس التوليد خاصة أقل من المجموعات السالفة، كما أنه يطلب من كل طالب قبل نهاية العام الدراسي أن يولد عددا من المريضات.
5- وعند تدريس الطالبات على المريض الرجل تتم نفس خطوات التأمل ثم التحسس لجميع جسده؛ وبعد فحص البطن فإن الطالبات يقمن بالتناوب بفحص المنطقة الإربية للتقصي عن وجود فتاق أو غدد أو أورام، ثم يتم تأمل الشكل العام لمنطقة العانة، ثم يتحسسن كيس الصفن والأنثيين لملاحظة ما إذا كانت إحداهما أكبر أو أقسى من الأخرى وللتقصي عن الأورام. وإذا كانت الشكوى في الدبر فإن الطالبات يتأملن فتحة الشرج وما حولها للبحث عن بواسير أو أورام، ثم يقوم بعضهن بالتناوب بإدخال السبابة في فتحة الشرج إلى أقصى ما تستطيع لفحص المستقيم والبروستات.
أخيراً : فإنه من المتعارف عليه بين جميع الأساتذة والطلاب أن الزوج ينبغي أن لا يكون موجودا أثناء فحص الطلاب للمرأة أو توليدها، وذلك حتى لا يتدخل في الدرس أو يقع هو أو زوجته أو الفريق التعليمي بالحرج.
هذا باختصار ما يُطالب به الطلاب والطالبات في كلياتنا في السعودية، هذا بعد النظر لخصوصيتنا الدينية والاجتماعية، وإلا فإن المراجع المقررة تـُلزم الطلاب بتعرية المريض بشكل أكثر، كما أن الفحص على القـُبُل والدبر إلزامي حتى ولو كانت شكوى المريض والمريضة بعيدة عن ذلك.
ورغم أن بعض الأساتذة الفضلاء يلتزم - بصفة فردية- بضوابطنا الأخلاقية الإسلامية عند تعليم الطلاب والطالبات(وهذا يعتبر عند العمداء مخالفة!)، إلا أن إعلان قسم الجراحة لطلاب وطالبات كلية طب جامعة الملك سعود قبل بضعة أشهر يعتبر نموذجاً ميدانياً عملياً واضحاً للنظام المتبع والإجباري على طلاب وطالبات الطب في معظم كليات الطب (نشرت عدة مواقع للانترنت صورة ذلك الإعلان).
وفي نظري، وحتى يكون أي حديث عن التعليم الطبي موضوعياً وعقلانياً فإنه ينبغي ألا يكون تنظيرياً بحتاً بمعزل عن الواقع العملي المتعارف عليه والمطبق ميدانيا في كليات الطب..
والله الهادي إلى سواء السبيل. أهـ المقال.
مرة أخرى : الفحص الدقيق مطلوب ، ولكن ليقتصر تدريب الطلاب على الرجال ، وتدريب الطالبات على المريضات. وقد صدرت فتوى اللجنة الدائمة بهذا الخصوص ثم أوضحَ أساتذة الطب أن هذا ممكن ، فلماذا نرضخ لأهواء شرذمة قليلون لا يقيمون للدين ولا لأخلاقيات المجتمع وزنا ؟
يا أبو متعب : أنت لها ..
منقول من الساحات لاهميته