زار الضــياء عيوني بعد ظلمتها
والنور من ألق الأحبابِ لقـــياها
جاءت إليَّ فزان الكونُ لي وجرى
ماءُ الغـرامُ بأعماقي فأحياها
قالت أتعشق من تهواك من زمنٍ
ومن تراك ببحر الحــب مرساها
وهل لعشقي وحسي في فؤادكَ من
أفياء دارٍ يرومُ القــلبُ سكناها
فقلتٌ لولاك ما قد كان لي وطنٌ
في العشقِ أو بلدٌ في الحب ُّ مبنَّاها
وذا فؤادي وذا عزفي بنضبتهِ
ما كنت إلا التي قد كان ناجاها
وقد تعاهد نبراتي وراقبها
عن ودَّغيركِ ينـهاني وينهاها
لما أجبت على ما كان يشغلها
واستأنست بجوابِ الحب عيناها
مدَّت إليَّ يديها والحنين بها
ترجو العناق فشوق الهجرأعياها
ضممتها والهوى مني يتوقُ لها
والروح للروح مأوىً لسكناها
لاتسألن ذراعي عن معانقتي
ولا تقول لصدري كيف أرواها
ولاتلومنَّ إن روح الفتى فجرت
إن العناق إذا ما زادأغواها
ما كنت أعلم أن النهد فاكهةٌ
ولا الشفاهُ خمور الثغرلولاها
إني أغار من الأشعار تكتبها
واحسب الشعر لا يرقى لمعناها
تلك الجميلة والحسناء لو وُصِفتْ
شعراً لصار جميع الناس أسراها
في الغيد يا أيها الناس التي سألت
عن غيد كوكبنا ما قلتُ إلاها
مالغيد إلا جمالٌ جوف أعيننا
وكنت من برضاً اختار أحلاها
أهوى هواها واشتاق اللقاء بها
ولا أرى النور إلا حين لقياها
لو تعلمون يقيناً كيف تعشقني
لأنصف العذل دمعي حين شكواها
_________
*فهد العتيبي