[align=center]عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة ، فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة ،
فجاءها فسألها أن ترقيه ، فقالت : و الله ما رقيت منذ أسلمت ، فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالت الشفاء ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء ، فقال اعرضي علي ، فعرضتها عليه فقال :
" ارقيه ، و علميها حفصة ، كما علمتيها الكتاب ، و في رواية الكتابة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 289
و الحق أن الكتابة و القراءة ، نعمة من نعم الله تبارك و تعالى على البشر كما يشير إلى ذلك قوله عز و جل :{ اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم } ، و هي كسائر النعم التي امتن الله بها عليهم وأراد منهم استعمالها في طاعته ، فإذا وجد فيهم من يستعملها في غير مرضاته ، فليس ذلك بالذي يخرجها عن كونها نعمة من نعمه ، كنعمة البصر و السمع و الكلام
و غيرها ، فكذلك الكتابة و القراءة .
فلا ينبغي للآباء أن يحرموا بناتهم من تعلمها شريطة العناية بتربيتهن على الأخلاق الإسلامية ، كما هو الواجب عليهم بالنسبة لأولادهم الذكور أيضا .
فلا فرق في هذا بين الذكور و الإناث .
والأصل في ذلك أن كل ما يجب للذكور وجب للإناث ، و ما يجوز لهم جاز لهن ولا فرق كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إنما النساء شقائق الرجال " . رواه الدارمي و غيره ، فلا يجوز التفريق إلا بنص يدل عليه ، و هو مفقود فيما نحن فيه .
بل النص على خلافه وعلى وفق الأصل وهو هذا الحديث الصحيح ، فتشبث به و لا ترض به بديلا ، و لا تصغ إلى من قال :
ما للنساء و للكتابة --=*=-- و العمالة و الخطابة
هذا لنا و لهن منا--=*=-- أن يبتن على جنابة !
فإن فيه هضما لحق النساء و تحقيرا لهن ، و هن كما عرفت شقائق الرجال .
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإنصاف و الاعتدال في الأمور كلها . [/align]