ايه الاخوة اليوم فلنذهب مع الشاعر الرائع عمر بن ابي ربيعة ويليكم هذا الفصل من حياته .. ارجو أن يكون يثري الركن الادبي من هذا المنتدى الرائع...
كان عمر بن ابير ربيعة جالسا بمنى في فناء مضربه وغلمانه حوله اذ أقبلت عليه أمراة جميله عليها اثر النعمة ‘ فسلمت ‘ فرد عليها السلام . فقالت له: أنت عمر بن ابي ربيعة .؟ فقال لها: أنا هو‘ فما حاجتك؟ قالت له : حياك الله وقربمك! هل لك في محادثة أحسن الناس وجها. وأتمهم خلقا ‘ واكملهم ادبا‘واشرفهم حسبا! قال: ما أحب الى ذلك ! قالت: على شرط‘ قال قولي‘ قالت تمكنني من عينيك فاشدهما واقودك حتى اذا توسطت الموضع الذي اريد حللت الشد‘ ثم افعل ذلك بك عنداخراجك حتى أنتهي بك الى مضربك ‘ قال شأنك‘ ففعلت به‘ قال عمر فلما أنتهت بي الى المضرب الذي أردت ‘ كشفت عن وجهي فاذا أنا بأمرأة على كرسي لم ارى مثلها فط جمالا وكمالا‘ فسلمت وجلست ‘ فقالت: أ أنت عمر بن ابي ربيعة؟ قلت : أنا عمر قالت: أنت الفاضح للحرائر ؟ قلت: وما ذاك - جعلني الله فداءك؟ قالت : ألست القائل:
قالت وعيش أخي ونعمة والدي * لأنبهن الحي أن لم تخرج
فخرجت خوف يمينها فتبسمت * فعلمت أن يمينها لم تحرج
فتناولت راسي لتعرف مسه * بمخضب الاطراف غير مشنج
فلثمت فاها اخذا بقرونها * شرب النزيف ببرد ماء الحشرج
ثم قالت : قم فاخرج عني‘ ثم قامت من مجلسها ‘ وجاءت المرأة ‘ فشدت عيني ثم أخرجتني حتى انتهت بي الى مضربي‘ وانصرفت وتركتني . فحللت عيني وقد دخلني من الكأبة والحزن ما الله به أعلم. وبت ليلتي . فلما أصبحت اذا أنا بها. فقالت : هل لك في العود؟ فقلت : شانك. ففعلت بي مثل فعلتها بالامس حتى انتهت بي الى موضع. فلما دخلت اذا بتلك الفتاة على كرسي. فقالت: ايه يافاضح الحرائر! قلت: بماذا جعلني الله فداءك؟ قالت بقولك..
وناهدة الثديين قلت لها اتكي * على الرمل من جبانة لم توسد
فقالت: على اسم الله امرك طاعة * وان كنت قد كلفت ما لم أعود
لما دنا الاصباح قالت : فضحتني * فقم غير مطرود وان شئت فازدد
ثم قالت: قم فاخرج عني. فقمت فخرجت . ثم رددت .. فقالت لي : لولا وشك الرحيل وخوف الفوت ومحبتي لمناجاتك والاستكثار من محادثتك لأقصيتك .. هات الان كلمني وحدثني وأنشدني .. فكلمت أدب الناس وأعلمهم بكل شيء. ثم نهضت . وأبطأت العجوز. وخلا لي البيت . فأخذت أنظر. فاذا أنا بتور فيه طيب . فادخلت يدي فيه ثم خبأتها في ردني وجءات تلك العجوز فشدت عيني ونهضت بيتقودني حتى اذا صرت على باب المضرب. اخرجت يدي فضربت بها على المضرب. ثم صرت الى مضربي . فدعوت غلماني فقلت ايكم يقفني على باب مضرب عليه (خلوق) وهذا نوع طيب المراء.. كأنه أثر كف فهو حر وله خمسمائة درهم فلم البث أن جاء بعضهم فقال قم فنهضت معه فاذا انا بالكف طرية واذا المضرب مضرب فاطمة بنت عبدالملك بن مروان .. فأخذت في أهبة الرحيل فلما نفرت معها فبصرت في طريقها بقبقاب ومضرب وهيئة جميلة فسألت عن ذلك فقيل لها هذا عمر بن ابي ربيعة فساءها أمره وقالت للعجوز التي كانت ترسلها اليه قولي له نشدتك الله والرحم الا تصحبني ويحك! ما شأنك وما الذي تريد؟ انصرف ولا تفضحني ولاتشيط بدمك.. فسارت العجوز اليه فادت اليه ماقالت لها فاطمة. فقال : لست بمنصرف أو توجه الى بقميصها الذي يلي جلدها . فأخبرتها . ففعلت .. ووجهت اليه بقميص من ثيابها . فزاده ذلك شغفا. ولم يزل يتبعهم لايخالطهم حتى اذا صاروا على أميال من دمشق. انصرف وقال في ذلك :
ضاق الغداة بحاجتي صدري * ويئست بعد تقار الامر
وذكرت فاطمة التي علقتها * عرضا فيا لحوادث الدهر
وهذا جزء من حيات الشاعر الكبير عمر بن ابي ربيعة رحمه الله مع تقديري الكبير له ولمن احبه ..