[align=center]الحور العين ... الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين المصطفى الأمين والسراج المنير محمد سيد العالمين.....وبعد
عند تصفحي لكتاب / إيقاظ أولى الهمم العالية إلى اغتنام الأيام الخالية
للشيخ / عبد العزيز السلمان
توقفت عند موضوع الحور العين وأعجبني كثيراً وأحببت أن انقله لكم
وأتمنى أن يعجبكم مثلي
تخيل أخي وأنت تتخطى في عرصات الجنان , في رياض الزعفران , وكثبان المسك , إذ نودي في أزواجك وولدانك وخدامك وغلمانك وقهارمتك , أن فلاناً قد أقبل , فأجابوا , واستبشروا لقدومك , كما يبشر أهل الغائب في الدنيا بقدومه.
كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
فبينما أنت تنظر إلى قصورك , إذ سمعت جلبتهم وتبشيشهم , فاستطرت لذلك فرحاً , فبينما أنت فرح مسرور بغبطتهم لقدومك لما سمعت إجلابهم فرحاً بك .
إذ ابتدرت القهارمة إليك وقامت الولدان صفوفاً لقدومك , فبينما أتت القهارمة مقبلة إليك , إذ استخف أزواجك للعجلة , فبعثت كل واحدة منهن بعض خدمها لينظر إليك مقبلاً.
ويسرع بالرجوع إليها بقدومك , لتطمئن إليه فرحاً, وتسكن إلى ذلك سروراً , فنظر إليك الخدم قبل أن تلقاك قهارمتك.
ثم بادر رسول كل واحدة منهن إليها فلما أخبرها بقدومك , قالت كل واحدة لرسولها : أنت رأيته , من شدة فرحها بذلك , ثم أرسلت كل واحدة منهن رسولاً آخر.
فلما جاءت البشارات بقدومك إليهن , لم يتمالكن فرحاً , فأردن الخروج إليك مبادرات إلى لقائك لولا أن الله كتب القصر لهن في الخيام إلى قدومك , كما قال مليكك : { حور مقصورات في الخيام } .
فوضعن أيديهن على عضائد أبوابهن . وأذرعهن برؤوسهن , ينظرن متى تبدو لهن صفحة وجهك , فيسكن طول حنينهن , وشدة شوقهن إليك , وينظرون إلى قرير أعنينهن , ومعدن راحتهن , وأنسهن إلى ولى ربهن وحبيب مولاهن .
فتوهم ما عاينت , حين فتحت أبواب قصورك , ورفعت ستوره , من حسن بهجة مقاصيره , وزينة أشجاره , وحسن رياضه , وتلألؤ صحنه . ونور ساحاته.
فبينما أنت تنظر إلى ذلك , إذ بادرت البشرى من خدامك ينادون أزواجك هذا فلان بن فلان قد دخل من باب قصره , فلما سمعن نداء البشراء بقدومك ودخولك , توثبن من الفرش على الأسرة في الحجال .
وعينك ناظرة إليهن في جوف الخيام والقباب , فنظرت إلى وثوبهن مستعجلات , قد استخفهن الفرح , والشوق إلى رؤيتك .
فتخيل تلك الأبدان الرخيمة الرعبوبة الخريدة الناعمة , يتوثبن بالتهادي والتبختر .
فتصور كل واحدة منهن , حين وثبت في حسن حللها وحليتها بصباحة وجهها , وتثني بدنها بنعمته .
فتوهم انحدارها مسرعة بكمال بدنها , نازلة عن سريرها إلى صحن قبتها , وقرار خيمتها , فوثبن حتى أتين أبواب خيامهن وقبابهن .
ثم أخذن بأيدهن عضائد أبواب خيامهن للقصر , الذي ضرب عليهن إلى قدومك , فقمن آخذات بعضائد أبوابهن .
ثم خرجن برؤوسهن ووجوههن , ينحدرن من أبواب قبابهن متطلعات , ينظرن إليك , مقبلات قد ملئن منك فرحاً وسروراً .
وتخيل نفسك بسرور قلبك وفرحه , وقد رمقتهن على حسن وجوههن , وغنج أعينهن .
فلما قابلت وجوههن حار طرفك , وهاج قلبك بالسرور , فبقيت كالمبهوت الذاهل من عظيم ما هاج في قلبك من سرور ما رأت عيناك , وسكنت إليه نفسك [/align]