[align=right]دعاء بدعي باطل [/align]
في هذا المقام يُنكر على من يقولون: ( اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسـألك اللطف فيه) فهذا دعاء بِدعيّ باطل، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه) معناه أنه مستغن، أي: افعل ما شئت ولكن خفف؛ وهذا غلط، فالإنسان يسأل الله -عز وجل- رفع البلاء نهائيًّا فيقول مثلاً: اللهم عافني، اللهم ارزقني، وما أشبه ذلك.
وإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت)، فقولك (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسـألك اللطف فيه) أشد.
واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء، كما جاء في الحديث: (لا يرد القدر إلا الدعاء)
وكم من إنسان افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك، فإذا دعا الله أجاب دعاءه، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة فيدعو فيستجيب الله دعاءه.
قال الله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}[الأنبياء: 83]،
فذكر حاله يريد أن الله يكشف عنه الضر، قال الله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ}[الأنبياء: 84].
المرجع: شرح الأربعين النووية
تأليف: الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-