اليوم في صحيفة (عكاظ) :مشعل البراق يكتب عن :
حامل "لواء " الـ(sms) إلى الأوهام
لعل النص الذي جاء في كتب الأدب والمشير إلى أن "امرأ القيس حامل لواء الشعراء إلى النار " هو من أقوى المعطيات التي حدت القائمين على بعض مسابقات الشعر الفصيح إلى جعل الجائزة في مسابقتهم" بردة" ثقة في سعة اطلاع المتسابقين من تلك الشريحة وثقافتهم, ولربما خشية _أيضًا_ من تشاؤمهم من الجائزة فيما لو كانت لواءً من خلال ما تمليه ذاكرتهم الأدبية النخبوية , وكذلك لربما _أيضًا_ رغبة من القائمين على تلك المسابقات في التناص مع البردة التي وهبها الرسول _صلى الله عليه وسلم_ لكعب بن زهير رضي الله عنه, مع أن المعطيات تختلف والأطروحات هنا وهناك في غالب الأمر متباينة.
ولكن ومع الشريحة الشعبية، فمن المستبعد حضور مثل تلك النصوص والمعطيات في مخيلتهم الجمعية, لذا لم يبالِ القائمون على المسابقة الخاصة بالشعبيين من جعل اللواء جائزة يتسابق الشعبيون إلى حملها من مالهم أو مال قبائلهم أو حتى من عوائد الزيت الذي قال فيها الشاعر الراحل بندر بن سرور:"
سلط على النصراني اللي لقاء الزيت .......يا عل نبع الزيت يعمي عيونه
ولكن المتأمل يعلم أن الزيت أو أي جهة معنية بالانتفاخ الشعبي عندما تهب شاعرها الشعبي اللواء من خلال رسائل الـ(sms)، هي في حقيقتها تهبه الأوهام التي يلحظ أن الشاعر الموهوم نفسه يدركها , لذا فعندما أدرك زيد بن حارثة وجعفر الطيار وعبد الله بن رواحه _رضي الله عنهم_ قيمة اللواء الذي دفع لهم، ليتقطّعوا من دونه إربًا، ولا يفارقوه حتى تفارقهم الروح؛ يلحظ أن الشاعر الشعبي في المسابقات الشعرية يتخلّى عن لوائه طواعيةً، ولا يخوض من أجل الحفاظ عليه أي نزال, مع أن المنازلة سلمية ولا قتال فيها , بل فيها من عوائد الـ(sms) ما يغري أصحاب الشوارب الكثّة المفتولة !! وما ذاك إلا لعلم حامل لواء الأوهام بوهمه ورخاوة مدلولات لوائه التي لن تدفع حامله _قطعًا_ لأن يغرسه على جبل الدخان كما يغرس المتمسكون بأنواط الشرف مآثرهم على تلك الشواهق .
فعلاً فالبيرق أو اللواء التي تمنحه رسائل الـ(sms) في حقيقته "وهم " يضعه الموهم في زاوية من زاويا منزله, ولربما لاحظ من الزائرين نظرة تقول: كم خسرت على كذبتك التي صدقتها؟!! .. نعم_ قطعًا_ هو " وهم"؛ لأن السيادة في الفكر أو الشعر أو الأدب أو الثقافة عمومًا لا يمكن أن تطلقها مذيعة بصوتها الشجي متّكئة على ما يأتيها من أخبار الدفع عبر الـ(sms),وذلك للتنافر_ أولاً_ بين المال والأدب، حتى قيل "فلان مصاب بحرفة الأدب" , وثانيًا: لأن الأدب _ولا سيادة فيه_ هو في حقيقته تجربة تمتد وعطاء _لربما_ لا يُتوّج إلا بعد موت صاحبه.
ولكن ولأننا في زمن "التيك أوي" فكل شيء أصبح معلبًا, حتى النجومية والأدب والشهرة تأتي معلبة مع قصائد معدودة مدعومة بالـ(sms) وهو الأهم, ليصدق بها حامل لواء الأوهام أو حتى المتسابق الخاسر في دروب اللواء أنه ممّن ستخلّد مآثرهم,, ولكن هل أعاد أصاحبنا الشعبيين الفكر وقالوا: في أي صفحة سنخلّد؟!!
للمعلومة استخدمت لفظة "التيك أوي" وهي لفظة غير عربية؛ لأن من الألفاظ الغير عربية والدارجة في زمن التعليب لفظة "البيرق " وهي لفظة تركية تعني اللواء أو الراية ليكتمل معها وهم الأصالة وتتبدد من خلال عجمتها آخر أحلام التراث وعبق الماضي,بل و _لربما_ تصبح عند من يستفيق من وهمه كابوسًا يؤرّق صفحات تاريخه
[align=center]ختاما: المقالة موجودة على الرابط :
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0205331135.htm[/align]