الحكم بالسجن 60 عام لطالب سعودي
وجهت المحكمة العليا في مدينة هيوستن، بولاية تكساس الأميركية، تهمة القتل من الدرجة الأولى أول من أمس الى الطالب السعودي محمد علي العايد، لقتله زميله الاسرائيلي آريل ساشا سيللوك، بسكين سددها الى عنقه وأرداه متخبطا بدمه داخل شقته بالذات. معظم تفاصيل الجريمة التي وقعت منذ 5 أشهر، أصبح معروفا عبر التحقيقات، سوى أسبابها التي ما زالت مجهولة مع اصرار العايد على أن لا يكشف عنها الى الآن، علما بأن الادعاء، ومعه عائلة القتيل، يؤكدان بأن سيللوك، وهو من عمر العايد البالغ 23 سنة تماما، قضى بجريمة دافعها الكراهية، وهو ما يحجم العايد عن تأكيده تملصا من حكم بالمؤبد قد ينتظره حين لفظ الادانة بمارس (آذار) المقبل، بدلا من السجن 60 سنة، بحسب ما يتوقع المتابعون لتفاصيل جريمة حدثت فجأة وفي أقل من 5 دقائق تقريبا، وفق وقائع التحقيق.
وفي التحقيق أن العايد كان صديقا للطالب الاسرائيلي منذ 3 سنوات، وأنه خرج معه يوم 6 أغسطس (آب) الماضي، وعادا معا الى شقة العايد، المقيم في هيوستن كطالب بموجب تأشيرة انتهت مدتها ولم يقم بتجديدها، وهناك ومن دون أي شجار أو تلاسن بينهما قام العايد فجأة نحو سيللوك وفي يده سكين وسددها نحو عنقه، على مرأى من خادمة البيت، التي أخبرها وهو مضطرب بأنه سيغادر سريعا الى السعودية، لكنه غادر البيت بعدها الى مسجد محلي في هيوستن، ومنه لم يعد يظهر له أي أثر حتى اعتقلته الشرطة بعد 8 أيام في شقة صديق، أحجمت التحقيقات عن ذكر اسمه، فزجوه وراء القضبان، ثم أطلقوا سراحه بعد شهرين بكفالة قيمتها 5 ملايين دولار، حتى حانت محاكمته يوم أول من أمس.
وفي المحكمة قال محامي الادعاء ضد العايد إن تقرير التشريح الطبي «وكذلك صور القتيل وهو غارق بدمائه على الأرض في الغرفة، وبعضها هو أبشع ما رأيته طوال 35 عاما من ممارستي للمحاماة، تجعلني أطلب عدم عرضها على المحلفين». وقال إن العايد غيّر روايته مرات عدة حين التطرق الى ذكر الأسباب التي قادته الى قتل الاسرائيلي «وهي الكراهية ولا شيء سواها» على حد تعبيره. ويشمل ملف التحقيق مع العايد، الذي كان يتسلم 5 آلاف دولار شهريا من عائلته في السعودية كمصاريف دراسته واقامته في هيوستن، ما ذكره ميشال سيللوك، وهو والد القتيل، المغربي الاصل الذي هاجر منذ 22 سنة من اسرائيل الى هيوستن، اذ روى أن الصداقة بين ابنه والعايد «كانت قوية الى درجة أنهما كانا شريكين بكل شيء تقريبا.
ثم بدأ السعودي يتغير منذ عامين.. أصبح يتردد على مسجد المدينة باستمرار، فتغيرت علاقته بعض الشيء بآرييل. وفي يوم الجريمة اتصل هاتفيا به ودعاه للخروج معا، فارتادا مقهى، ثم عادا معا الى شقة العايد عند منتصف الليل، وهناك قتله».