بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,أما بعد :
هذه البشرى لمن نزّه نفسه عن سماع الأغاني والمحرمات في الدنيا ,فهذا جزء بسيط مما أعدّه الله من نعيم لمن أتقاه ونهى النفس عن الهوى:
حدثني داود بن عمر الضيبي حدثنا عبد الله ابن المبارك عن مالك بن انس عن محمد بن المنكدر قال اذا كان يوم القيامة نادى مناد اين الذين كانوا ينزهون اسماعهم و انفسهم عن مجالس اللهو و مزامير الشيطان اسكنوهم رياض المسك ثم يقول للملائكة اسمعوهم تمجيدي و تحميدي
==
قال ابن ابي الدنيا حدثني محمد بن الحسن حدثني عبد الله بن ابي بكر حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار في قوله عز و جل و ان له عندنا لزلفى و حسن مآب قال اذا كان يوم القيامة امر بمنبر رفيع فوضع في الجنة ثم نودي يا داود مجدني بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به في دار الدنيا قال فيستفرغ صوت داود نعيم أهل الجنان فذلك قوله تعالى و ان له عندنا لزلفى و حسن ماب
==
ذكر حماد بن سلمة عن ثابت البناني و حجاج الاسود عن شهر بن حوشب قال ان الله جل ثناؤه يقول للملائكة ان عبادي كانوا يحبون الصوت الحسن في الدنيا فيدعونه من اجلي فاسمعوا عبادي فياخذوا باصوات من تهليل و تسبيح و تكبير لم يسمعوا بمثله قط
==
قال عبد الله بن الامام احمد في كتاب الزهد لابيه حدثني علي بن مسلم الطوسي حدثني سيار حدثنا جعفر حدثنا مالك بن دينار في قوله عز و جل و ان له عندنا لزلفى و حسن ماب قال يقيم الله سبحانه داود عند ساق العرش فيقول يا داود مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم فيقول الهي كيف امجدك و قد سلبتنيه في دار الدنيا قال فيقول الله عز و جل فاني ارده عليك قال فيرده عليه فيزداد صوته قال فيستفرغ صوت داود نعيم أهل الجنة
==
قال ابن ابي الدنيا حدثنا مسلم بن ابراهيم الحراني حدثنا مسكين بن بكير عن الاوزاعي عن عبيدة بن ابي لبابة قال ان في الجنة شجرة ثمرها زبرجد و ياقوت و لؤلؤ فيبعث الله ريحا فتصفق فتسمع لها اصوات لم يسمع الذ منها
==
قال رجل من قريش لابن شهاب هل في الجنة سماع فانه حبب الي السماع فقال أي و الذي نفس ابن شهاب بيده ان في الجنة لشجرا حمله اللؤلؤ و الزبرجد تحته جوار ناهدات يتغنين بالوان يقلن نحن الناعمات فلا نبأس و نحن الخالدات فلا نموت يتغنين بالوان فاذا سمع ذلك الشجر صفق بعضه بعضا فاجبن الحواري فلا ندري اصوات الحواري احسن ام اصوات الشجر
==
قال ابن وهب و حدثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد ان الحور العين يغنين ازواجهن فيقلن نحن الخيرات الحسان ازواج شباب كرام و نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط ونحن المقيمات فلا نطعن في صدر احداهن مكتوب انت حبي و انا حبك انتهت نفسي عندك لم تر عيناني مثلك
==
قال ابن المبارك حدثنا الاوزاعي حدثنا يحيى بن ابي كثير ان الحور العين يتلقين اوزواجهن عند ابواب الجنة فيقلن طالما انتظرناكم فنحن الراضيات فلا نسخط و المقيمات فلا نظعن و الخالدات فلا نموت باحسن اصوات و تقول انت حبي و انا حبك ليس دونك مقصر و لا وراءك معد
==
حدثنا أبو بكر بن يزيد وابراهيم بن سعيد قالا حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا رفعة بن صالح عن سلمة بن زهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال في الجنة شجرة على ساق قدر ما يسير الراكب في ظلها مائة عام فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم فيذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا
==
حدثنا ابراهيم بن سعيد حدثنا ابراهيم بن سعيد حدثنا علي بن عاصم حدثني سعيد بن سعيد الحارثي قال حدثت ان في الجنة اجاما من قصب من ذهب حملها اللؤلؤ فاذا اشتهى أهل الجنة يسمعوا صوتا حسنا بعث الله على تلك الاجام ريحا فتاتيهم بكل صوت يشتهونه
==
و لهم سماع اعلى من هذا يضمحل دونه كل سماع و ذلك حين يسمعون كلام الرب جل جلاله و خطابه و سلامه عليهم و محاضرته لم و يقرا عليهم كلامه فاذا سمعوه منه فكانهم لم يسمعوه قبل ذلك
==
و قد ذكر ابو الشيخ عن صالح بن حبان عن عبد الله بن بريدة قال ان أهل الجنة يدخلون كل يوم مرتين على الجبار جل جلاله فيقرا عليهم القران و قد جلس كل امرئ منهم مجلسه الذي هو مجلسه على منابر الدر و الياقوت و الزبرجد و الذهب و الزمرد فلم تقر اعينهم بشيء و لم يسمعوا شيئا قط اعظم و لا احسن منه ثم ينصرفون الى رحالهم ناعمين قريرة اعينهم الى مثلها من الغد
اللهم إني أسالك من فضلك.