[align=center]خرافة تلبس الجن(منقول)
1) حقيقة الجن:
نجيب على السؤال الكبير: هل يوجد خلق اسمه جن؟ والجواب نعم وقد وردت في كثير من الايات في القرآن الكريم، وهم مكلفون في الحياة الدنيا ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56))) – الذاريات، كما انهم مبعوثون ومحاسبون في الحياة الاخرة والايات في ذلك كثيرة. ويكفي وجود سورة كاملة باسم الجن.
أي باختصار الجن خلق موجود ولكن يصنف بالنسبة لنا كغيب لا نعلمه ولا نعلم طرق التواصل والعلاقة معه الا بدليل. ولنرى حدود العلاقة مع هذا الخلق.
2) رؤية الجن Vision:
يقول الله عز وجل في آية واضحة لا لبس فيها (( ... إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ... (27) )) – الاعراف.
فما اوقح من كذب هذا الاية وادعى بكل جرأة رؤية الجن، ويأتي بعض المشككين ويقول ان هذه الاية تتكلم عن الشيطان الذي اخرج ابوينا ادم، نقول له نعم ولكن لا ننسى انه هو ابليس والذي هو –في الاصل- من الجن كما قال الله عنه: ((... إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ...(50) )) – الكهف.
من الاية القبل الاخيرة (27:الاعراف) نستطيع ان نقول ان اتجاه الرؤية من الجن الى الانس ممكنة ولكن العكس غير صحيح:
الجن يرى =====> الانس
الانس لا يرى =====> الجن
3) محادثة الجن وسماعهم Conversation and Hearing:
لا يوجد أي دليل في القرآن الكريم يثبت لنا حقيقة سماع الجن من قبل البشر ولا أي امكانية للتخاطب معهم. ولكن كما في مثال الرؤية Vision في الفقرة السابقة، توجد اشارتين بأن الجن يسمعون حديث الانس:
((قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) )) – الجن
((وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29))) – الاحقاف.
من الايات السابقة نستنتج:
الجن يسمع =====> الانس
الانس لا يسمع =====> الجن
ولمن يعرف قصص الايات السابقة، فالمخاطب هنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونريد ان نسأل سؤال: ان كان حبيبنا وسيدنا وامامنا واشرف الانبياء والمرسلين لم يسمعهم ولا توجد اشارة بان البشر يسمعهم، فماذا نقول ونرد على من ادعى انه يسمع احاديث الجن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
4) الشفاء من الامراض Restoration:
لا يوجد أي دليل يوحي بان الجن يشفي او يسبب أي مرض، وقد حصر الشفاء بالله وحدة فقط ((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) )) – الشعراء. ولا توجد اشارة بأن الجن يمكن ان يسبب مرض للانسان.
5) تسخير/ استعباد الجن Slaving:
لا يوجد أي دليل ولا اية تشير الى امكانية تسخير الجن من قبل البشر او استغلالهم لخدمة البشر في القران الكريم، ولكنها تكثر عند كتب المشعوذين.
وتأتي قصص سليمان عليه السلام، ونحن لا ننكر ذلك ابدا ابد، ولكن ذلك تم بقدرة الله عز وجل بتغيير النواميس الطبيعية في الكون فهي معجزة خاصة بنبي (كمعجزة احياء الموتى وابرا الاكمه والابرص عند عيسى عليه السلام)، ولا ننسى ان تسخير الجن كان ايضا استجابة لدعوة سليمان عليه السلام في ملك لا ينبغي لاحد بعده ((قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35))) – ص. وفعلا، ملك لن ينبغي لاحد بعده كتسخير الرياح والمحادثة مع الطيور، وايضا الجن.
ولاحظ ان عملية تسخير الجن له بإذن الله ((.. وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ... (12) )) – سبأ، والجن لا يرغبون في هذا الشيء ولكنهم كانوا مهددون لانهم ان لم يخدموا سليمان عليه السلام، فالعذاب من نصيبهم ((... وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12))) – سبأ. ولا اعلم كيف يدعي هؤلاء المشعوذين بتسخير الجن!!!
6) تنبأ الجن ومعرفتهم لعلم الغيب Prediction:
يستند الكثير من احبابنا الى الاية التاسعة في سورة الجن بانهم يقعدون مقاعد للسمع (( وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) )) – الجن. ولا اعلم على أي دليل او اساس فسرت بأن استراق السمع هو معرفة لعلم الغيب، وحتى لا نجادل كثيرا في هذا الموضوع، لنفترض ان المعنى هو معرفة علم الغيب، لكن تأتي الاية التي تليها لتقول لنا انهم لا يدرون ماذا يراد بمن في الارض من خير وشر ((وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10))) – الجن. مما تنفي معرفتهم بعلم الغيب.
توجد اية –اعتبرها- اكثر وضوحا من الاية السابقة بخصوص معرفة الغيب، وهي قصتهم مع سليمان عليه السلام ((فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) )) – سبأ. )) فالجن لا يعلم الغيبَ كُلاً أو بعضاً ، فها هم في زمن سليمان عليه السلام مسخرون على خلاف طبيعتهم ، في أشد الشوق للعودة لطبيعتهم ، ويموت سليمان عليه السلام وهم يشاهدونه قائما ، ولا يعلمون أنه ميت.
فاذا جاء مشعوذ يدعي انه اتصل بالجن واخبره بعلم الغيب، تستطيع تسكيته بهذه الاية الواااااااااضحة...
7) تحولهم وتجسيدهم على مخلوقات Conversion or Imagining:
وجود قدرة للجن للتحول ، أو التمثل بالناس ، أو الحيوانات ، لا حقيقة له ، وليس عليه دليلٌ ، بل هذا الأمر مجردُ إدِّعاء ، إذ كلمة الجن تعني الستر ، أي عدم الظهور ، والمشاغبة بأحاديث الآحاد ، لا ينهض دليلا لوحده ، فكيف إذا تعارض مع القرآن الكريم ! ؟
ومن يدعي ان كلمة (جان) في قصة موسى عليه السلام (((( وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) )) – النمل. تعني جن، نقول: انها حية (ثعبان) وليست جن ، لا جنساً ، ولا تمثلاً ، واستعمال اسم الجان للحية ، أو بالحقيقة لنوع معين من الحيات ، وهي الحيات الرفيعة السريعة الحركة. فكما قال الفعل في الاية (تهتز). والاهتزاز هو الميل في الحركة والعودة في نفس الموضع بسرعة كما تفعل الحية. وكما حدث لجذع النخلة مع قصة مريم عليها السلام ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ... (25))) – مريم.
8) التلبس:
من الفقرات السابقة اكتشفنا انه لا توجد أي علاقة بين الجن والبشر، وتأتي حيلة المشعوذين الكبرى في الاية (( ... كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ... (275) )) – البقرة. ونقول لهؤلاء الدجالين اتقوا الله واقرءوا الاية كاملة على الناس حتى تفهم وتفضح زيفكم.. فالآية تتكلم عن الربا ونفسية اكلي الربا:
(( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) )) – البقرة
فهل يعني ان من يأكل الربا يدخل فيه جني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واذا كان الامر كذلك، فهؤلاء المشعوذين الدجالين يدعون ان كلمة "المس" في الاية تعني تلبس الجن، ولا اجد شخصيا أي اشارة توحي الى ذلك، فكلمة مس كلمة لها معاني كثيرة في الاصل العربي منها اصابة الشيء:
(( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) )) – يس
وقد تأتي بتعابير مجازية كثيرة، كالاتصال الجنسي:
(( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ... (47) )) – آل عمران
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ... (49) )) – الاحزاب
او كحدوث او وقوع امر:
(( ... قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ .. (88) )) - يوسف
(( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ... (140) )) – آل عمران
وغيرها من المعاني، وان اصر المشعوذون بالتلاعب بالألفاظ اللغوية وتفسير "يتخبطه الشيطان من المس" على انها تلبس الجن، وذلك بسب وجود اسم الشيطان، نقول لهم ماذا تقولون في ايوب عليه السلام حين قال: (( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) )) – ص. هل ايوب عليه السلام دخل فيه جني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اللهم اني استغفرك واتوب اليك...
[/align]