ِ~~على شواطئ جدة ذات ليل~~
أتيتكَ باعث الأموا جِ
من حزنيٍ ومن تعبي
أتيتكَ مرتجي فسحاً
فـقد سد العنا رُحبي
فهبها عين مصطبرٍ
تكاد تشيبُ بالنوبِ
وخفف من همومٍ
للفتى المشتاقِِ والعطبِ
أعاني ليتَ من قد أوقَدَ
الآلامَ يعلمُ بي
أعاني سقمُ آفاتٍ
بطول الصبر لم تغبِ
كفى ألما بإيلامي
فجرحي إن شدا طربي
لقد خانتني أزماني
وأطفأ ليلها شهبي
فقل لي بحر موعدنا
بقول صادقٍ أجبِ
أتلقى مثل ما ألقى
هموما مثلما نصبي
وتشقى ما شقا حالي
فهدركَ مثلَ منتحبِِي
أسيرُ كفاقدٍ أملاً
وكان اليأسُ مُصطحبي
بوجهٍ غابَ مبهجهُ
بويل الحـزنِ والكربِ
وأوردةٍ جرت ملأى
بإحبـاطٍ لمكتئبِ
بقلبٍ يصطلي ناراً
تريق النارَ في حطبي
فأضلاعي محرقةٌ
بأهآتٍِ كما اللهبِ
فما أبقت لي الدنيا
صدوراً تحتوي غضبي
أشدُّ بسطحها مدني
وأضربُ جوفها طُنُبي
وماذنبٌ جنتهُ يدي
لتلقى بُعدَ مغتربِ
تذوق الهجر أقساهُ
بمن نَسَّْبتها نسبي
بمن خلدتها عَلَماً
بعالي الشعرِ والرتبِ
وما ضرَّ الحبيبة أن
تجودَ الوصلَ في طلبي
ولو أني أخو ذنبٍ
على إحساسها الرطبِ
لأنصفت الجفا منها
كما ورضيت لي وصبي
وما ذنبي سوى حباً
يقدسها كحب أبِ
وقولي أنها عشقي
بكلَّ الحرفِ في كتبي
فأيـنَ العدل من أهوى
وقد وحدتكم طلبي
أسرَّك أن تري حالي
كبيتٍ بائسٍ خربِ
إذا ما الحبُ أضحى لـ
لوفا يرعى فلا تجبِ
فحالهُ لم يكن إلا
ضياعاً في ردى لعبِ
جوى في غير لقيا- لا
ووعدٌ كان من كذبِ
فلو جاءتكَ يا بحري
فعاتبها على عتبي
بأيَّ الحق جافتني
بلا جُرمِ ولا سببِ
وأخبرها بأسقامٍ
غزتني أنْبَتَت عطبي
ولا تسألنِ أفراحاً
فقد خطَّ الأسى أدبي
0*0
فهد العتيبي
__________________