حتى أواخر السبعينيات الميلادية كان خطابُنا الإعلامي , والثقافي , وحتى الأدبي خِطاباً تقليدياً 0
وفي أوائل الثمانينيات قدم إلينا فكر الحداثة . وقد كان المفهومُ الحداثي حينها لا يتجاوز عند معتنقيه ظاهر اللفظ فقط .
دون وعيّ لـ دلالاته الفكرية والأفكار المتناقضة ومنظومة الرؤى التي حملها ذلك التيار 0
وظلت الحداثة الأدبية مرتبطة بالنسق الأدبي كنص شعري , أو قصصي أو روائي , لسنوات طويلة 0
غير أنّ الحداثة بمفهومها العام تتجاوز ذلك المُصطلح وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعصر اجتماعياً وأدبياً وأخلاقياً 0
فهي تتسق باللحظة الشعورية الكونية 0 فأصبحت الحداثة الفكرية ثورة على كلّ ما يعيق تقدّم الحياة 0
نادت الحداثة بعولمة الفكر وتجاهل الخصوصية , والثورة على وجه كلّ قديم ونعته بــ [ المتهالك ]0
كانت الذهنية لدينا متلقية فقط , فهي تلتقط كلّ شيء دون تمييز . فتعارضت الحداثة مع القيّم الدينية والمجتمعية 0
واتسقت مع الخطاب الأدبي فقط 0 من عيوب التيار أنه أراد الاستيطان بغثه وسمينه , ونٌقل إلينا كما هو من بيئة أخرى ,
لتختلف الأجواء على هذا المولود الذي ما لبث أن أحتضر على رماح الرفض والمعارضة
لا شك أننا بحاجة إلى التواصل مع المعارف والمعلومة والكتابة برؤى تتجاوز الخاص إلى العام 0
لكن ذلك يجب أن لا يمسّ الثوابت العقدية والفكرية , ولا يتطاول على الموروث وتهميشه 0
.