لا يعرف الكثيرون طبيعة العلاقة التي جمعت بيني وبين الشعراء الذين شاركوا في البرنامج..ولاحظت في بعض الردود والتعليقات على موقع البرنامج أن بعضهم كانوا يعتقدون أنني “أضطررت لإسكات اللجنة لأن فيصل أحرج الدكتور وقال له هذا رأيي فأنا مسلم”.. وأنني اتخذت جانب الدكتور على حساب فيصل.. وما لا يعرفه هؤلاء أن هذا الاعتقاد بعيد تماما عن الواقع.. لأنني مذيع البرنامج وقبل ذلك مذيع الجولة وقريب من الجانبين إلى حد كبير.. وبالتالي فأنا لا أمثل اللجنة بقدر ما أمثل المتسابقين..
وهذا ما يدعوني للتحدث عن الموقف قليلا قبل أن اتطرق للهدف الأساس من الموضوع..وأوضح بعض الحقائق الغير معروفة
فيصل السواط شاعر رائع ودون شك فهو من أهم من شاركوا في الحلقة الثانية..وهو الوحيد الذي أخرجني عن رزانتي -المتكلفة بكل تعمد- عندما ناديته بأهلا بـ “شاعر التفاح” وفي هذه إشارة لقصيدة التفاحة الرائعة لفيصل والتي أسمعني إياها أكثر من خمس مرات .. بالسعودي يعني “صجني” وبالقطري والبحريني “سندرني”
ثانيا هو صديق.. وبيننا ضحكات وسهرات وأمسيات شعر.. واسألوا رسبشن ساندز!
فيصل تعرض لنقد مبالغ فيه وأقولها كرأي أنصف به شاعرية هذا الرجل الرائع والشاعر الرائع..ربما أن فيصل ومع ارتباك المسرح لم يستطع ترتيب رد يوضح ماهية “يسوع” وفي هذه أؤكد أن استخدامه لها يمكن أن يكون أكثر رجاحة من عدم استخدامها.. لأن هناك قولاً بأن التسمية ألصقت بسيدنا عيسى عليه السلام جزافاُ… وأن يسوع ليس هو نفسه النبي عيسى أو Jesus.. ربما أن فيصل لا يعرف هذه المعلومة ولكنها مخرج جميل يغني عن اتهام قصيدته بالتجاوز..
الأهم من ذلك كله أن سبب قطعي لنقد اللجنة كان بأمر من المخرج (ولمن لا يعرف فإن المخرج يملك كل الحق في إلغاء أو اختصار أي فقرة) وكان مبرره آن ذاك أن اللجنة تأخذ أكثر بكثير من الوقت المخصص للنقد مما يربك تسلسل الفقرات.. وفي لغة الإعلام هذه مسألة خطيرة لأن لكل فقرة في أي برنامج مدة محدد مسبقاً يتم على أساسها حساب مجموع وقت الحلقة.. فإن تأخرت في أولها فإنها لن تصل لنهايتها في الوقت المناسب.. مما يعني أننا كدنا أن نخسر فقرة إعلان الفائزين .. ولك أن تتخيل أن ينقطع البث ويتحول لبرنامج “المدار” قبل أن نعلن عن فائزي الحلقة.. (ولو أنها في الحلقة الثانية بالذات كانت بتكون أحلى السالفة)
واللبيب كان سينتبه إلى قولي أن “الوقت أدركنا والتقييم يأخذ وقت طويل”..
هذا توضيح للبس الحاصل في الأمر
بعيداً عن الحلقات وبشكل عام.. أنا أحس أنني كسبت كل شيء أتمناه من البرنامج منذ أن اكتسبت معرفة كثير من أمثال فيصل..
حقيقة أفتقد 95% من الشعراء الـ 48 لأن هذه النسبة ببساطة خارج الدولة.. فالمتسابقون يذهبون ويعودون عند بدء حلقاتهم.. ولو أن بعضهم ما يقصر ويتصل بي من حين لآخر
الغريب الذي لم أستوعبه حتى الآن .. أنني وبعد لقائي بأكثر من 4000 شخص من مختلف الدول ممن شاركوا في البرنامج وجدت أن الدنيا لازالت بخير…
بين هؤلاء شامخون وأذكياء وكرماء ومتواضعون وعقلاء وحكماء وأصدقاء وظرفاء وشعراء على مستوى غير عادي…
للأسف أن نظام المسابقة وضغط العمل أجبرني في النهاية على أن أبقى قريباً من 48 منهم فقط
لكن حتى هؤلاء يملكون في إنسانيتهم أكثر مما أعتقد أنني أستطيع أن أذكر وأكتب..
ما يحزنني أنني سأودع بعضهم لخروجه من المسابقة..
وربما أننا لن نلتقي سريعاٌ فطريق المليون طويل..
لكنني أتمنى من كل قلبي أن أكون قد وضعت لنفسي عندهم مكانة تجعلني في ذاكرتهم.. وقاموس صداقتهم..
ولمن قصرت في حقه وقدره أقول.. سامحني..
محمد الهاشمي - دافي الجرح