في ليله أشبه ماتكون بظلام الجرح ... وفي غياب أنيس وحدتي قمري المكتمل ...
وفي ثاني أيام العام الجديد... أستقبل دموعي وأبارك أول طعنات البشر ...
أبارك لك دموعي يامن سكبها فأنت أول من أهدى لي دموعي بمناسبة العام الجديد...
مددت يدي لأصافح عام/ن جديد أودعت فيه أحلام طفولتي فنحرتها بجبروت الزمان وعلى مسرح الحياة قتلت نصفي وتركت نصفي يبكي نصفي الأخر... بعد أن تركتوني في سيل الدموع تحركت نحو فراشي علي أجد نصفي المجروح!!
فعلي أهرب من عيون تخشى أن تراني أنوح وأبكي وأشكي الجروح...
تشبثت بوسادتي وضمتها لصدري شكيت لها أجحاف الزمان وغدر الخلان وفرقت الأحباب سألتها عن من كانوا بالأمس هنا مابالهم اليوم رحلوا؟!
... هنا تركوني وحيده أسائل عنهم وعن مابقي من ذكراهم أين هم وكيف حالهم وهل يذكروني كما أذكرهم أم نزلوا منزلا/ن ينسى الحبيب به الحبيب !
متى ألاقيهم فروحي تريدهم وأن رحلوا لدار/ن لايعود بها المهاجر أليها أشتقت لهم فقد سأمت الدموع على فراقهم هل سأجدهم يوم/ن ماء؟! أم من المحال أن أصافحهم كما كنت وكانوا!!
آخ من جور الزمان ... وفرقت الأحباب ... وغدر الأصحاب...
قربت وسادتي ألى صدري علها تخفف من حرقته أو تهدئ لوعته...
فسمعتها تأن ... ورأيتها تبكي ... فلمست الدموع المسكوبه على وسادتي ... فكأنها نارا تلضى فسألتها مابالكي تبكين وصدركي يرتجف ... فقالت ماتلك ياصغيرتي دموعي ولست أنا من أبكي؟!
أنها دموعكي أغرقتي بها خدك وجائنا منها نصيب ولست أرتجف فقد هزني من صدرك التنهيد ...
فرفعت يدي ألى خدي ولملمت جراحي ... وأخمدت بذكرك يالله براكين تفجرت بداخلي ... وسقت الخطى ألى نافذتي ... فقد غاب القمر وأفلت النجوم ... وأطلقت صرخه في السماء أني أحبكم ... فمتى تكتمل أيه القمر كي أناجيك وأسألك عن حال من رحلوا !!! ذهبوا وتركوني وحيده بدونهم ... هل مازالوا يذكرون أياما" أمضيناها هنا سويا .... أرسلت قبله في الهوى تائه علها تجد خد جريح فتقع عليه لتخفف بعض جراحه...
وأتجهت لوسادتي وتشبثت بها وكني أخشى هي الأخرى أن ترحل وتتركني وحدي...
تحدثت أليها طويلا" فهي الوحيده في زماني لم تجرحني... منذ أن عرفتها...
فتوجهت برفقتها لسريري الذي فتح ذراعه لستقبال جسدي المثقل بالجراح ... فما أن أرتميت بين يديه ولملم جسدي المتعب حتى أحسست وكأني بين يدي أمي الحبيبه....
فتقلبت في دفئة يديه ورميت صدري لصدره عله يستقبل جراحي أو يوقف تنهيدي ... فتقلبت بين يديه تارة" على صدره وتارة" .... حتى أستوى جسدي في أحضانه فقربت لصدر وسادتي وتوشحت بغطاء يحمي جسدي من برد الشتاء القارص وأسلمت نفسي لنوم/ن برفقت دموعي وبعض جراحي وزفرة" بالصدر تحرقني ...
عل غدا يرسل تباشيره مع عصافير الصباح ... كم أشتقت لغناء تلك العصافير على نافذتي...