قال العلامة التجاني في كتابه الموسوم بـ (ـتحفة العروس ، ص194) بما هو نصه :
"فصلٌ في ذِكرِ الخدودِ : من -اوصاف- الخدود :
- الاشجع ، وهو المتسع ، وضده السهل ، وهو الذي فيه طول يُستحسن ، وكذلك الاسِيلُ .
قال امرؤ القيس :
تُصدِّ وتُبدي عن أســـــــــــــيل وتتقي *** بناظرة من وحــــــــــــــشِ وَجْرَةِ مُطفلِ
وقال الاخطل :
أسيلة مجرى الدمع أما وِشــــــاحُها *** فيجري واما القُلْب منها فلا يجــــــــري
- والوجناتُ من الخدود ما ارتفع منها .. وانشد ابن ابي طاهر :
له وجنتان من بياض وحُمــــــــــــرةٍ *** فحَافَاتُها بيضٌ واوساطُها حثمْــــــــــــرُ
رِقـــــــــــــاقٌ يجولُ الماءُ فيها كانها *** زجاجٌ أجيلت في جوانبها خَمْـــــــــرُ" .
وقال في (ص196) بما هو نصه :
"فصلٌ في ذكرِ الشفاهِ واللثاثِ :
الشفاهُ : جمع شَفَةٍ .. .
واللِّثاث : جمع لَثة ، وهو اللحم المغَشِّى لاصول الاسنان .. .
.. ومن المستحسن من الشفاه :
- الشفة اللَّميَاء ، واللَّمَى .. سُمرة يسيرة مستحسنة تكون على الشفاه واللثاث .. وأنشد القاني لجميل :
تبسمَ عن ثنايا واضحــــــــــــــــــــــات *** عذاب الطعم زينها لماهـــــــــــــــــــــا
- .. ويُستحسن منه ايضا الشفة (الحُوّاء واللعساء) والحُوّة : .. سُمرةٌ يسيرة ، وهي نحو اللمياء ، وربما كانت اشد منه ، قال ذو الرمة :
لمياءُ في شفتيها حُــــــــــــــــوّة لعس *** وفي اللثاث وفي انيابهــــــــــــــا شنب
اللعس : سُمرة شديدة تَضرِبُ الى السواد .. .
- ومن الشفاه المستحسنة : الشفة الظمياء ، والظمى .. سُمرة يسيرة مع رقّة وضمور ، ومعنى ذلك في الشفة ظاهر .. ورقّة الشفاه مما يُستحسن ، وضده الدَّلَم .. والمرأة : دلماء ، وقال ابو عبيدة في كتاب النقائص عند قول الفرزدق :
دعون بقضــبان الاراك التي جنى لها *** الركب من نعمان ايــــــــــــام عرّفـوا
فمحن به عذب الثنايا غَـــــــــــــروبُة *** رِقاق وأعلى حيثُ ركين أعجـــــــــفُ
قال -ابو عبيدة- : قوله (حيث ركين) اراد به لحم اللثة ، يُخبِرُ أنها قليلة اللحم ، والعربُ تمدحُ بقلَّتهِ وتذمُ بكثرتهِ ، فلذلك ذكرَ (العجف !!) .
قال -ابو عبيدة- : ويستحبُّ ايضا في الشَّفة (الحُموشَة) وهي الرّقة ، فان غلظت قيل : شفة بثعاء .. .
قال -ابو عبيدة- : ويُقال في مثل ذلك امرأة شفاهية ، اي كبيرة الشفة ، ورجل شفاهي . انتهى كلام ابي عبيدة"