أين الصدق ؟
عجيبة علاقة الإنسان بالإنسان !! رغم أن الجميع يحملون ذات
القلب والعقل والحواس .... إلا أنهم يختلفون في التعامل ...
يختلفون في المشاعر ... يختلفون في مدى صدقهم مع بعضهم
البعض ... (( وحتى مع أنفسهم )) !!
ولماذا كل هذا ؟؟رٌب عدو صادق خير من ألف صديق كاذب!
ما أجمل الوضوح !! وما أروع رؤية الأشياء كما هي بكامل
ملامحها وألوانها الحقيقية دون تزييف أو خداع !! وكل هذا
مندرج تحت مسمى (( الكذب )) وما أشد بشاعته وقبحه ..
لو أنه كائن حي لمات كل بني آدم من رائحته النتنة ...
تصور عندما نتعلق بشخص ما ويصير أمامنا مثل الملاك الطاهر
تتلاشى عيوبه عن أعيننا رغم كثرتها ولكن الحب أعمى كما
يقولون لاسيما عند الشخص الصدوق الصادق .. وهكذا نظل نركض
خلف من نحب .. نضحي ... نعطي ... نبكي خوفا من فقدانه ...
نسعى لرضاه ولو كان على حساب قناعتنا ؟؟.......
يا الله ما أقوى الصاعقة !!
يا الله ما أقوى الانهيار الذي سيزلزل أرض القلب المعشبة بالأحلام
والحب والآمال !!!!! عندما نتيقن بعد فترة ضائعة من العمر أننا
كنا في وهم !! عندما نتيقن مدى تفاهة من نحب !! مدى وضاعته
وكذبه !! لاشيء أقسى من كذب أعز الناس !! لاشيء أبشع من
احتقارنا واستصغارنا له عندما يكذب ... !!
من نحبه نريده دائما فوق في الأعالي مثل القمر تماما ... طاهر
أبيض ... جميل بكل مايحمل من صفاء ونقاء .. وأعلم أن هذا
مستحيل !!! فكلنا نخطئ .. نسئ ونذنب !! لكننا نختلف حتى في
هذا فالبعض أصبح الكذب في نظرهم شيء مباح حللته المصالح
والعلاقات الشخصية ... بل ويعتبرون أنهم هم الأذكى والأفهم للحياة
وكم أتمنى أن يتلاشى هؤلاء كــــــــــــــــــــــــــآفة ...!!
ليت الجميع يأخذون هذا الأمر موضع الجدية .. ويجعلون حياتهم
بالصدق وبدونه لاحياة !! ........
ليتنا لانكذب ! أبدا لانكذب ! مهما تعاظمت الأمور وتأزمت
المواقف ! فالصدق منجاة .. وما أعظمه !
يخلق الراحة ويجلب الإطمئنان ... فحينما نصدق مع الناس
ويصدقون معنا تتولد الثقة وتحلق عصافير المحبة مع الكل ويخيم
الأمان !! وحينما نصدق مع أنفسنا سنعرف مالنا وما علينا !!
ومتى نأخذ ومتى يجب أن نعطي ... !! وبذلك تتحقق لنا الأماني
وتنبسط كل الدروب الوعرة ... صدقوني لا أبالغ في كل ما كتبت ..
لأن من يجرب الصدق ويتخذه سياسة له في الحياة لن يرتاح
أويعيش بدونه ......
أحبتي من كان يعانق الصدق منكم فليستمرعلى عناقه وهنيئاَ له
بهذا ومن كان خلاف ذلك فأنا فعلا حزينة لحاله وضعف تفكيره
وضيق أفقه !!
وأرجو أن يتوب وينسى ما مضى ويترك صفحات الماضي مقلوبة
ليسجل ما يشرفه على صفحات مستقبله التي تتلهف شوقا لما
يريح البال والضمير.. ويجعل الرأس مرفوعا ...والأقدام تسير
واثقة الخُطا ...والأيدي مرتفعة لدعاء الخالق سبحانه دون حرج
من كثرة الذنوب........
وهذا ما أريد وأتمنى ..........!!
(( لكني مازلت أسأل أين الصدق في هذا الزمــــــــان ؟؟؟؟ ))
بعض من كتاباتي أتمنى تنال رضاكم ...
أختكم العصيميه ...