محمد عبدالمحسن العتيبي أحد الشباب السعوديين الذين شقوا طريقهم التعليمي باقتدار حتى نال درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة بورتلاند الأمريكية بمعدل 3.47 من أصل 4 .حاول مواصلة تعليمه ونيل الدكتوارة في نفس المجال، إلا أن الظروف في أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر حالت دون أن يحقق محمد طموحه.
عاد المهندس محمد إلى أرض الوطن وهو يحمل آمالا كبيرة، كان يحلم بوظيفة من خلالها يخدم وطنه الذي رعاه حتى نال درجة الماجستير في هذا التخصص النادر، لم ينتظر المهندس الطموح طويلا بعد العودة، حمل أوراقه وبدا رحلة البحث عن العمل، ظنها سهلة ولن تأخذ منه وقتا طويلا، فهو يحمل درجة علمية في تخصص نادر، ولكن طالت الرحلة، وما زال المهندس الشاب حتى اليوم يبحث عن الوظيفة ليحقق حلمه!!
من هنا كانت البداية
(الوفاق) التقت المهندس محمد العتيبي وتبادلت معه الحديث حول هذه القضية، حيث
قال" كانت أحلامي كبيرة ولكني اصطدمت بواقع مؤلم، كنت آمل مواصلة مشواري التعليمي، ولكن يبدو أنه لا فائدة من ذلك، فأنا أحمل الماجستير في الهندسة الكهربائية ولا وظيفة لي إلا بالبكالوريوس، فكيف يكون الحال إذا حصلت على الدكتوراه؟! ولهذا السبب فإني عاطل عن العمل منذ يوم تخرجي". ويقول العتيبي" لقد تحملت الكثير من أجل الدراسة ماديا ومعنويا، ولو أني أعلم أني سأكون عاطلا لما اجتهدت وتعبت فيه ". ويضيف" لا أحد يستطيع أن يشك في خبرتي لأني حاصل على شهادة تفوق في مجال تخصصي وقد كرمت من قبل الأمير بندر بن سلطان نتيجة هذا التفوق ".
ضاع الأمل
وعقب المهندس العتيبى على بعض أسئلتنا له قائلا " قبل العودة للوطن كنت أحمل آمالا وتطلعات، وكنت فرحا وأنا أقدم شهاداتي للشركات والمؤسسات الحكومية وغيرها، ولكن للأسف لم أجد اهتماما، بل كان الرفض المباشر، والسبب هو الماجستير، لأن من يريد أن أخدم معه يريدني بدرجة البكالوريوس فقط، ولأني إذا عينت من وجهة نظر تلك الجهت فإن راتبي سيكون كبيرا!! فلماذا كل هذا وهم لديهم البديل الأجنبي الجاهز وبراتب أقل؟! " .
ويمضى العتيبي قائلا " لقد قال لي أحد المسؤولين بأحد الشركات وهو سعودي ، " لا تعتقد أننا قبلنا طلبك للعمل معنا لا ننا نريد السعودة "، وقد عملت معهم لمدة عام وغادرت لأنني وجدت من المضايقات وعدم الترحيب وأسبابا تجعلني شخصاً غير مرغوب فيه، وقد علمت فيما بعد أنهم عينوا بديلا أجنبيا في مكاني. ومنذ تلك الحظة وما زلت في رحلة البحث عن وظيفة تستر الحال.
الرفض.. الرفض
يقول العتيبي إنه تقدم بطلب توظيف لعدد من الجهات منها شركة الاتصالات، موبايلي، مستشفى الملك فيصل التخصصي، سابك، بالإضافة إلى عدد من الشركات الأخرى ولكن لا شيء جديدا، ويضيف أنه قد تقدم كذلك بأوراقه للمعهد المهني والكلية التقنية ولكنهم طلبوا منه العمل لديهم بالبكالوريوس فقط حيث لا وظائف لهم لحملة الماجستير، ولهذا السبب وغيره تحطمت الآمال.
نظرة للمستقبل
لقد غطت علامات الأسى والحزن وجه المهندس الشاب، حين سألناه عن المستقبل فرد قائلا " أملي في الله كبير وسوف أستمر وأجتهد ولن أتوقف في البحث عن الوظيفة الملائمة، وطموحاتي كبيرة، ولكن دائما يخذلني الواقع، وسوف أكمل دراستي متى تهيأت الظروف لذلك لأنال الدكتوراة، ولا مكان لليأس عندي " .
منقول