[align=center]حكي أن هارون الرشيد قرأ يوم( ونادى فرعون في قومه، قال: ياقوم أليس لي ملك مصر وهذه الآنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون؟؟.
قال الرشيد أطلبوا لي شخصا أنذل ما يكون حتى أوليه مصر. فطلبوا شخصا مخبلا كما أراد الخليفة فولاه مصر وكان اسمه (خصيبا) لما ولي مصر أحسن السيرة وباشر الكرم وانتشر ذكره في البلاد حتى قيل فيه:
اذا تزر أرض الحصيب ركابنا
فاين لنا أرض سواه نزور
فتى يشتري حسن الثناء بماله
ويعلم أن الدائرات تدور.
فقصده شعراء العراق وأبو نواس معهم وهو صبي. لما دنوا من مصر قالوا ذات يوم : نحن من أرض العراق وندخل مصر فلا ياخذن علينا المصريون خطأ أو عيبا!! ليعرض كل واحد منا شعره حتى نعتبره ، فأن كان شيء منها محتاجا الى اصلاح اصلحناه . فاظهر كل واحد ما معه على القوم ، فقالوا لآبي نواس : هات ماعندك . فقال:
واليل ليل والنهار نهار
والبغل بغل والحمار حمار
والديك ديك والدجاجة زوجه
والبط بط والهزار هزار.
فضحكوا وقالوا : هذا ايضا له وجه للمضاحك! لما دخلوا على الخصيب وضعوا كرسيا كل واحد من الشعراء يقف عليه وينشد شعره حتى أنشدوا جميعهم. وبقى أبو نواس فقال بعض الشعراء : ارفعوا الكرسي، مابقيى أحد! فقال ابونواس: اصبروا حتى أقول بيتا واحدا ثم بعد ذلك ان أردتم فارفعوا، فأنشأ يقول:
أنت الخصيب وهذه مصر
فتشابها فكلاهما بحر
فتحير الشعراء وأنشد قصيده خيرا من قصائدهم كلهاد[/align]