[align=center]" الزهد المحمدي "
أن المراد بالزهد الزهد في الدنيا ، وذلك بالرغبة عنها..
وعدم الرغبة فيها..
وذلك بطلبها طلباً لا يشق .. ولا يحول دون أداء الواجب ..
وسد باب الطمع في الإكثار منها والتزايد في متاعها..
وهو ما زاد على قدر الحاجة ..
وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول :ـ
((أزهد في الدنيا يحبك الله، وأزهد فيما عند الناس يحبك الناس))
وقد كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا ،،
وأقلهم رغبة فيها ..
حتى كان الزهد خلقاً من أخلاقه الفاضلة وسجية من سجاياه الطيبة الطاهرة...
والمواقف التالية تدل على ذلك وتشهد له وتقره:ـ
•قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح:ـ (( لو كان ليمثل أحد ذهباً لما سرني أن يبيت عندي ثلاثا قلت فيه هكذا وهكذا إلا شيئا أرصده لدين))
•قوله صلى الله عليه وسلم لعمر وقد دخل عليه فوجده على فراش من أدم حشوه ليف فقال أن كسرى وقيصر ينامان على كذا وكذا ،، وأنت رسول الله تنام على كذا وكذا ، فقال له صلى الله عليه وسلم :ـ (( مالي وللدنيا يا عمر ، إنما أنا فيها كراكب أستظل بظل شجرة ثم راح وتركها)).
فكان هذا أقوى مظهر من مظاهر الزهد المحمدي الصادق..
•عرض عليه ربه تعالى أن يحول ما بين الأخشبين ذهبا وفضه، وذلك بعد عودته من الطائف جريحاً حزيناً..
قال :ـ (( لا يا رب ، أشبع يوماً فأحمدك وأثني عليك ، وأجوع آخر فأدعوك وأتضرع إليك))....
•وأكبر مظهر لزهده صلى الله عليه وسلم سؤاله المتكرر :ـ
(( اللهم أجعل قوت آل محمد كفافا )) . وفي لفظ قوتا أى بلا زيادة ولا نقصان .
وكان يقول :ـ (( قليل يكفي خير من كثير يلهي ،، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى أو أطغى))..
وبالتأمل في هذه المواقف تتجلى الحقيقة الواضحة وهي أن الزهد الحق كان خلف النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
وهو القائل :ـ (( الدنيا دار من لا دار له ،، ومال من لا مال له ،، ولها يجمع من لا عقل له))..
فصل اللهم وبارك وسلم على عبدك ورسولك أزهد الزهاد ،, وأفضل العباد ..إلى يوم التلاقي والميعاد...[/align]