أقارب العائدين من غوانتانامو: الشكر لله ثم لقيادتنا لدعمها أبناء الوطن

[هوازني عتيبي]

اكتظ بهو فندق قصر الرياض بعشرات الأسر والأقارب القادمين من مختلف المناطق لاستقبال معتقلي غوانتنامو العائدين إلى أرض الوطن

والبالغ عددهم ستة عشر مواطناً ووقفت عدد من الحافلات خارج الفندق لنقل الأسر إلى مكان تواجد المعتقلين.

"الرياض" كانت متواجدة في الفندق، وحاولنا الوصول ومحاورة أمهات وزوجات وأخوات المعتقلين، إلا أننا لم نجد التجاوب الكافي منهن،

وبالتالي قمنا بلقاء عدد من ذوي وأقارب السجناء الذين تحدثوا عن مشاعرهم وردة فعلهم عند سماع خبر عودة أقاربهم من المعتقلين.

البداية كانت مع أقارب المعتقل بجاد ضيف الله العتيبي والبالغ من العمر 37عاما، والذي كان بطلاً سابقاً لألعاب القوى في نادي اليمامة حسب

أقاربه. تحدثنا أولا إلى خاله عيد العتيبي الذي وجه شكره وتقديره للقيادة، وشكر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية

وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الذي قام شخصيا بتبليغهم بخبر عودة بجاد، وقال: لمس

الكثير من الاهتمام والمتابعة من قبل الحكومة في الموضوع. وأضاف بأن الأسرة والأقارب لم يفقدوا الأمل بعودة ابنهم. ويضيف: "لقد كنا نطمئن

على أحوال بجاد من خلال الرسائل التي تصلنا عن طريق وزارة الداخلية، وقد ذهبت لزيارته بالأمس ووجدته يتمتع بصحة جيدة، وكانت معاناته

كمعاناة أي شخص يعيش داخل السجن. حيث قضى ثماني سنوات في
المعتقل".


من ناحية أخرى، التقينا بفيصل بجاد العتيبي، وهو ابن عم العائد بجاد العتيبي، حيث عبر عن سعادته بعودة ابن عمه، وأخبرنا بأنهم قبل مدة

سمعوا بشائعة وفاته، وقاموا بإقامة مراسم العزاء، إلا أنه بعد خمسة شهور من الخبر، أبلغتهم وزارة الداخلية بأن بجاد ما يزال على قيد الحياة

وهو ما أعاد الأمل إليهم. مضيفاً بأن الأسرة والأقارب اجتمعوا اليوم للاطمئنان عليه، حيث حضرت أمه وأخواته وعماته وبنات عمه لزيارته.

وبعد محاولات متكررة لمحاورة والدة بجاد، استطعنا أن نأخذ منها كلمات موجزة، علما بأنها أم لثلاثة أبناء، أكبرهم بجاد. وقد عبرت والدموع في

عينيها عن سعادتها أخيرا برؤية ابنها بعد غياب دام ثماني سنوات. وأخبرتنا بأنها بقيت في حالة حزن شديد لفترة خمسة شهور بعد أن وصلها

شائعة وفاته. وحمدت أم بجاد الله تعالى، ثم توجه شكرها الجزيل لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده، ووزارة الداخلية وعلى رأسها صاحب

السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وللأمير محمد بن نايف الذي سهل لهم الإقامة والتنقل لرؤية ابنهم، ووعدت بإقامة احتفال

كبير لابنها.


التقينا أيضا أقارب العائد سعود دخيل الله الجهني، والبالغ من العمر 31عاما، حيث تحدثنا مع عمه داخل مصلح الجهني الذي ذكر بأن الأسرة

كانت تتواصل مع ابن أخيه خلال ست سنوات عن طريق وزارة الداخلية، ورغم أن الرسائل كانت قليلة إلا أن اليأس لم يتسلل إلى قلوبهم يوما ما،

حيث كانت معنوياته مرتفعة وكان لديه أمل بالعودة إلى أرض الوطن. وقد كانت ثقتهم في الله ثم في حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -

كبيرة. وأضاف: "حضرت اليوم مع والده ووالدته وإخوته وأخواله لرؤيته، لأننا لم نقم بزيارته بالأمس".

وأخيرا، تحدثنا مع أقارب العائد بندر بن عايض الشيباني 28عاما. حيث التقينا ابن عمه بندر بن ذيب الشيباني، الذي يعمل في قوات الطوارئ

الخاصة، الذي أخبرنا قائلا "كنت أتواصل مع بندر على مدار ست سنوات بالرسائل عن طريق وزارة الداخلية والصليب الأحمر". ويضيف "لم أقم

بزيارته حتى الآن، ولكن اخوته قاموا بزيارته وأخبروني بأنه يتمتع بصحة جيدة وقد حفظ القران الكريم". علما بأن بندر كان طالباً جامعياً في كلية

الهندسة، ولم يبق على تخرجه من الجامعة سوى سنتين.