ثمة معايير ونظم وموازين تجتمع لتكوّن عملية تقيميّة تسمى " النقد "وهذه العملية لا تقترن بأي مؤثرات أو تأثيرات ولا تقتصر على شخصية الناقد, إنما هي نظرات متقابلة تضع نصاً ما وتبين محاسنه وعيوبه وتطرح طرق معالجتها مؤيدة ذلك بالأدلة وما يؤكدها..
هنالك عدة عوامل تتجلى لك عند متابعتك لعملية النقد هناك الأهواء والميول وعدم الإنصاف وهنالك هروب من قبل الطرف الآخر الذي يخضع نصه لتعاليم النقد، هذا الهروب ينم عن أسباب عدة حيث إن كاتب النص يأخذه الغرور بما يكتب, ويضع بعض الشهادات كمؤيد له, ويتولد لديه انغلاق تجاه الآخر، أما الناقد فيكون في موقف لا يرى فيه سبيلا لبيان رأيه في النص " المغرور"، لكن هناك شيء مهم يستحق الوقوف عليه وهو الأهواء والميول في جدلية النقد , فحين تعرف النقد ووظيفته فوَظيفة النقد النظر في الأعماقِ، ودراسة الأبعاد والمكونات وتحليل العناصر ذات العلاقة**
كما عُرف النقد ومصطلح النقد بأنه فــَن التمييز بين الأساليب أو هو الكشف عن ميزات الأعمال الأدبية وعيوبها، ومن دراسة النصوص الأدبية وتقويمها.
وتأتى تبعا لذلك بمعنى الكشف عن المحاسن والمساوئ عموما فليس القصد هو التعريف بالنقد والشرح عن المعنى بقدر ما أريد أن أبين " الأهواء والميول التي تحصل في" النقد ". فالنقد يمثل الميزان المعادل والحاسم بمعايره في تحديد ماهية النص أو الأطروحة وتناولها بطريقة النقد من كل جوانبها وتحتاج عملية تقويم النص إلى رأي موحد بين النقاد وقد تختلف بعض الأشياء الشكلية في النص حسب مزاج الناقد وذوقه الخاص، لكن تبقى الأسس العامة في النص ذات قدسية وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها للناقد مهما كان. وقد برزت حالة الأهواء والميول وعدم صواب الرأي عند إعطائه للنص وتجتمع عدة عوامل وتكون السبب في عدم صواب رأي الناقد والتي منها :
- عدم اطلاع الناقد على الأسس التي تقوم عليها المجالات الأدبية.
- قلة التجربة في المجال النقدي والأدبي.
- طغيان الجانب العاطفي اثناء عملية النقد أو التقييم.
- بروز روح المجاملة والمهاجمة لدى شخصية الناقد.
- نقص المناعة الثقافية والأدبية المكتسبة عند الناقد مما سبب فيما بعد مرض خطير اسمه نقص المناعة الثقافية المكتسبة " إيدز ثقافي " وهذه الأسباب الخمسة تنعكس سلبا على العملية النقدية وتشكل مؤثرا خطيرا يسهم في إخماد جذوة الطاقات الشابة التي تكاد لا تميز بَيْنَ لُجة الآراء وتفاوتها وتضيع بَيْنَ الاختلاف. وهنالك عدة قصص واقعية حول الظلم الذي تعرضت له هذه الأقلام(( بسبب عدم معرفة الناقد)).
اخوكم : غـــازي