[align=center]في حلم الفجرالبعيد.....
بيت على الماء.......
وسحاب احمر متوهج يجري في السماء..
واعشاش خاوية مفلوتة تنفض اجراس الافاعي...
ونساء فاتنات يتهامسن ... يبكين فوق رماد المداخن ..
يتمسكن بقضبان المهد الموثوق ...
يلفظن وحم السنين الكاذب في حضن الوليد ...
يغسلن ثياب الحلم العاري بمداد القصائد ...
يجلسن فوق الارائك يتجاذبن قلم التجارب ...
يعبثن بصفحات المجلد المهاجر ...
فتظلم دنيا الاحلام ..
فيضرب البرق سقف المنتصف الغابر ....
فتتجلى روعة التكوين المثيرة ...
تطل برأسها المتمدد فوق مخبأ السنين ...
تغمس ذهنها المذهول بين اطياف الزمن ......
فتسبقها عيناها هناك ..
هناك تهبط فوق مدرج النور المنمنم ..
تنفض وهج النجوم ...
تكتسي بشعاع البنفسج المفزوع ...
تكسر كأس الدموع المرسوم ...
تتشبث بهالة الدنيا السفلية ......
تفرز بقع سوداء متحركة مموهة تمحو جروح الساحات ...
تتنهد .. تفرد اجنحتها المفترضة ....
تغوص في اخاديد الخيال الذاهب ....
تكسر الباب الضيق من الداخل ...
تقتحم الضجيج ...
تتخطى رؤوس تتغنى ...
تتظلل تحت رزنامة البكاء ....
تتصنت لصيحات الوجه المكبل ...
تتراجع للوراء
تزاحم الطيور عند التفاف الحديد وتربيعة الغربال ....
تبكي ...
تمسح على رأس العجوز الابكم المهزوز ....
تتوجع فوق صرح الجنون الخالد الغارق .....
هناك تشعل مدفأة الصور الموقوفة ....
تسقيها ما تبقى من رذاذ الشتاء ...
فتشرق شمس العالم السوداء ...
فيصحو الولد مذهولا من مرقده ....
يخط على جبينه تجاعيد نشأة الفرح الاولى ....
ينطلق ...يجري بفانوسه المكسور في وادي القمر ...
بحثا عن بقايا اساطير المهاجر المدفونة ...[/align]