الاخوة الذين سألوا عن الرسالة و كيف يجدونها لابنة الوطن المرحومة ان شاء الله عواطف غازي العتيبي لجريدة الوطن تذكر بها شكواها ........
ويذكر ان هذه الرسالة سيمت من احد الاشخاص بمبلغ وقدرة (3000) وذلك للتصدق بثمنها واجرها لها
اليكم الرسالة ...
رسالة من إحدى المعلمات الضحايا: حلم "الترسيم" طال انتظاره فهل من حل؟
أمسكت عواطف غازي العتيبي إحدى المعلمات من ضحايا الحادث المأساوي بقلمها مساء أول من أمس، وراحت تسطر رسالة حزينة، تقطر ألما ومرارة حول أوضاع معلمات بند محو الأمية في محافظة عفيف. ولم تكن تعلم- بالطبع- ما خبأته لها الأقدار. كانت تكتب سطرا ثم تتوقف قليلا، كما بدا من سطور رسالتها، وكأن الأمل لديها في حل مشكلتها هي وزميلاتها يكاد يكون معدوما.
وما إن انتهت من الكتابة حتى دست الرسالة في حقيبة يدها، وفور خروجها من اختبارات أمس في مدرستها حتى أسرعت بإرسال الرسالة إلى "الوطن" عبر الفاكس. ولم تكتف بذلك، وإنما أجرت اتصالا على الصحيفة، للتأكد من وصول رسالتها.
وكان هذا الاتصال- على ما يبدو- هو آخر اتصال لها في الحياة، فقد وقع الحادث بعدها مباشرة، ولفظت المعلمة أنفاسها الأخيرة على الطريق قبل أن يتحقق حلمها هي وزميلاتها المعلمات على بند محو الأمية في الترسيم، ومساواتهن بزميلاتهن المعينات.
تقول سطور الرسالة الأليمة، التي وجهتها إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم عبر "الوطن":
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إلى من يهمه الأمر من الإخوة المسؤولين في وزارة التربية والتعليم يحفظهم الله.
أتقدم باسمي وباسم جميع موظفات بند محو الأمية في محافظة عفيف من خريجات دبلوم كلية التربية المتوسطة بعفيف بالنداء الحار إلى مسؤولي الوزارة الموقرة بالنظر في حالنا الغريب ووضعنا الأليم حيث عملنا بمدارس المحافظة دون كلل أو ملل لنقوم بمناصفة المعلمات المرسمات جميع أعمال المدرسة من شرح وتدريس من مختلف المواد والقيام بجميع الأعمال والأنشطة الصفية واللاصفية يداً بيد لا فرق بيننا.
إخوتي ... إنني أتأمل أن تمنحونا من وقتكم الثمين ببضع دقائق بالنظر إلى وضعنا الأليم ولو عن بعد لتروا إلى أي حال وصلت معاناتنا.. إننا نخرج في أواخر الليل إلى مدارس قد لا تتوقعون كم تبعد عن مقر سكننا في طريق تحطيه المخاوف والأخطار لنجوب الصحارى والوديان وفي مواسم هطول الأمطار نذهب لمقر عملنا وصاعدات من أجل الحفاظ على هذه الوظيفة ذهاباً وإياباً طيلة العام الدراسي وليت الحال يبقى على هذا فنفاجأ كل عام بتجديد عقدنا في مدرسة غير التي كنا بها العام الماضي حسبما تراه إدارة التعليم بحجة سد العجز في أي مدرسة كانت لو شاءت ولا يهم كم تبعد وأين تقع؟.
لنتقاضى أجراً بسيطاً لا يتجاوز ألفي ريال نهاية كل شهر.. ليحصل السائق الذي يقوم بنقلنا للمدرسة على أجرته التي قد تصل أحياناً إلى ثلث الراتب.
ومع هذا تقطع تلك المكافأة البسيطة أو هذا الراتب البسيط في فترة العطل والإجازات دون مراعاة لأي حق. لنقعد في منازلنا محبطات ومكسورات على أمل الانتظار في تجديد العقد في عام دراسي جديد وقد لا يعود مرة أخرى.. في كلتا الحالتين لا شيء جنيناه سوى التعب والمشقة ومع هذا كله صمدنا في طريق مواصلة العمل الذي أنهينا الدراسة من أجله لنجمع سنوات من الخبرة التي تؤهلنا لمواصلة سير التعليم في بلادنا وحصلنا على تقارير في أدائنا الوظيفي لا يقل عن تقدير جيد جداً.
إخواني...
كلنا يعلم أن أعباء الحياة لا يستطيع أن يحملها رجل بمفرده فما بالكم بامرأة ضعيفة... كما يجب أن تعلموا أن فينا الأرامل والمطلقات والأيتام والفقيرات... نريد منكم أن تراعوا ظروفنا وتحسوا بمسؤولياتكم تجاهنا، فما ظننا فيكم إلا خير...
فكما ساوت الوزارة بيننا وبين المعلمات المرسمات من حيث إسناد الأعمال في المدرسة نأمل بأن تساوي بيننا من حيث الأوضاع والحوافز والظروف ولو بالشيء القليل، فنحن نشغل حيزا كبيرا في مدارسنا ونقوم بسد العجز بجميع أنواعه أيا كان ومهما وصلت صعوبته علينا، وقد يكون في الأمر شيء من الغرابة لو تعلمون أن محدثتكم في هذا الخطاب مديرة مدرسة ابتدائية على بند محو أمية مدة ثلاث سنوات إضافة إلى قيامي بتدريس اللغة الإنجليزية للصف السادس الابتدائي، وفي قرية تبعد 78 كيلومتراً عن مقر السكن وهذا هو أقل تقدير لمسافة المدرسة التي أعمل فيها هذا العام.
وحالي هو حال أية معلمة على بند محو الأمية تعاني من ذلك البند الظالم والقاسي على حياتنا الذي أخذ منا كثيراً ولم يعطنا سوى أقل من القليل نفسه وحتى لا أطيل عليكم الحديث. نرجو جميعنا من مسؤولي وزارتنا الموقرة النظر العاجل بوضعنا المرير ولو بطرح أبسط الحلول لتحسين هذه الأوضاع ولو بالشيء القليل، وأخيرا... ندعوكم بعد الله تعالى من خلال ميزانية هذا العام أن يشملنا منها الخير الكثير، فأنتم أهل الجود من أرض الخير والجود.
معلمات بند محو الأمية في محافظة عفيف