من فقه حديث (( مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ )) للعلامة محمد أمان الجامي
قال عليه الصلاة والسلام:-
((مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي المَضَاجِع))( 1).
الصغير الذي دون السبع لا يعقل, لذلك أُمرنا أن نأمر أولادنا بالصلاة لسبع, لأنهم قبل ذلك لا يعقلون, وحَدُّهُ سبع سنين, ثم يؤمر بالصلاة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((مروا أبناءكم بالصلاة لسبع اضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع)), هذه آداب إسلامية ينبغي التقيد بها، أمر الأطفال بالصلاة لسبع, وليس معنى أمرهم أن تقول له صلي بس، يلزم من أمر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أن نأمر أطفالنا بالصلاة أن نعلمهم الصلاة, وإلا فكونك تقول للطفل -الذي يلعب عند الباب- إذهب إلى المسجد صلِّ، وأنت لا علمته الطهارة ولا علمته كيف يصلي، لا تخرج من العهدة, وإنما تخرج من العهدة إذا علمته الطهارة ثم قلت له صلي، هنا امتثلت، وأما تساهل كثيرٍ من الناس قد يحمل طفله إلى المسجد إما لسبعٍ أو دون السبع على غير طهارة, وبدون معرفة للصلاة, فيُوقف في الصف؛ فيُعتبر هذا الصف مقطوعاً بوقوف هذا الطفل في الصف؛ لأنه غير مصلٍ, ينطبق على هذا الشخص قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((من وصل الصف وصله الله، ومن قطع الصف قطعه الله)), تحمل طفلاً لا يعقل الصلاة, يُوقف في الصف الأول خلف الإمام معك، والناس تسكت مجاملة، وهو ليس في الصلاة، ربما ليس على طهارة حتى في بدنه, لأنك أخذته من أمام البيت قبل أن تعلمه الطهارة والصلاة, هذا تصرف خطأ, فالواجب أن تعلمه في البيت كيف يتطهر وكيف يصلي؛ ثم تعلمه أين يقف, لا يقف في الصف الأول، وإنما يقف حيث تقف الأطفال, إن كان المأمومون يتكونون ويتألفون من صفين, فلهم الصف الثاني -أي آخر الصفوف- بعد صفوف الرجال, هكذا أدبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيجب أن نلتزم بهذه الآداب, فإذا بلغ الطفل عشر سنين، وحصل منه نوعٌ من عدم الامتثال والتمرد, يضرب ضرب تأديب وتخويف حتى يصلي, مع المحافظة عليه.
وفي هذا السن يفرق بينهم في المضاجع كل طفل ينام منفرداً, هكذا أدب الإسلام.
نقلاً من كتاب شَرْحُ مَتن شُرُوط الصَّلاَة وَأَرْكَانِها وَوَاجبَاتهَا
تأليف شيخ الإسْلام محمَّد بن عَبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى
شرح فَضِيلَةِ الشَّيْخِ العَلاَّمَة / مُحَمَّدْ بْنُ أَمَان بْنُ عَلي الجَامِيّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى
إعداد وترتيب :
أبي عبد الله الآجُّري
.