ترد الام عاد انا علمتك وانتي ابخص صوت ابو نجلاء يقطع عليهم الحديث وهو ينادي من الصاله ( ياهيه اطلعي انتي وبنتك وخلي البنت تجي للمجلس للشوفه ) بصوت منخفض تقول الام ( يالله يالله بسرعه قومي ادخلي عليهم ) فتقوم نجلاء مثقلة من الخجل وتمشي الهوينا وفي مشيتها تصطدم ركبتيها ببعض وتكاد لاتحملها اقدامها من قوة الزلزال الانتفاضي الذي تحس به يهز جسمها من اعلى رأسها حتى أخمص قدميها ,تمشي باتجاه المجلس عبر الصالة في استحياء وباب المنزل يفتح على الصاله وفي تلك اللحظة يدخل اخوها ناصر من باب الشقة ونظرة استغراب تملاء عينيه وهو محدق النظر في اخته ويباغتها بصوته الجهوري مناديا .. نجلاء .. تلتف عليه مفجوعة من الصوت ثم تقف يكمل ناصر وهو لايعلم بالخطبه ... على فين ان شاء الله وش دخلك هنا انتي ماتسمعين ان ابوي عنده ضيوف هيا ارجعي داخل لا أفك وجهك إنتي ماتخلين اللقافه عنك ترجع نجلاء الى صالة النساء مكلومة من خوفها من اخوها الذي مرهبها من صغرها ويلحق بها ناصر وهوينادي على والدته باللهحة المحلية المعروفه ... يمه ...يمه تعالي شوفي بنتك تخرج الوالده من المطبخ وهي تحمل بيت يديها صحن فناجيل القهوة مع ثلاجتها ... خير ..خير ان شاء الله انت ماتترك رجتك ياناصر يرد ناصر بعد مايأخذ الثلاجة ويعبئ له فنجال قهوه ويبدأ في الشرب وينتقلون جميعهم في هذه اللحظة من الصالة الى المطبخ بعد ان تتطلب منهم الوالدة الدخول لكي لايصل صوت خصامهم الى مسامع خالد ووالده ويكمل ناصر ويقول تريني لقيتها عند باب المجلس وابوي عنده ضيوف تقاطعه امه اولاً هاذولاءيابورجه ماهم ضيوف هاذولاء خطاب في اختك نجلاء هنا يتوقف ناصر عن شرب القهوة ويضع الفنجال في الصحن وينظر بنظرة غضب لنجلاء ومثلها لأمه ويقول .. ومن هو عريس الغفله ترد أمه عيب عليك هذا الكلام العريس اسمه خالد وهو اخو نوف صديقة اختك .. يرد ناصر وهو متهكما ويوجه كلامه لأخته ويقول .. الله الله اغيب في الثمامة يومين وأجي وانتي طابخة الطبخة من وراي انا ماقلت ان صديقي عادل طلبك مني وانا وافقت وقلت اني ابفاتح ابوي في الموضوع وش فيه عادل علشان انه مطلق مرتين ماتبينه مايكفي انه من اكبر شريطية المعارض في الرياض .. تقاطعه امه بصوت حاد وتقول .. ناصر انته اهبل ولا اهبل من انت عشان تقرر مصير اختك وابوك موجود ... وتزيد من حدة صوتها وتكمل تقول ترا والله لأزهم عليه يشوفلك صرفه الحين وقبل مايرد ناصر يصدر صوت الاب وهو في الصالة مجلجلاً ... ساعه ... ساعه انتي وبنتك ويدخل المطبخ ويتفاجأ بوجود ناصر ويقول له بلهجة تهكمية .. هلا يالتحفه من متى وانت هنا .. ومتى جيت من البر .. وليه ماجيت ترحب بالضيوف هنا ناصر تبدأ فرائصه ترتعد فأبوه بالنسبة له يخوف فيرد خائفاً الحين وصلت وملابسي وسخانه من البر واستحي ادخل عليهم كذا اباخذ شور واجيكم ويخرج ناصر ويهمس الاب للأم .. وش يباخذ ..؟ ترد نجلاء التي دائماً تلزم الصمت إذا احتدم النقاش في البيت يبتروش يابوي ., الاب يهز رأسه ويقول يالله وانا بوك البسي عباتك على رأسك زين وتعالي معي للمجلس .. ثم يدخلون جميعاً للمجلس فيجدون خالد ووالده فيغمز والد نجلاء لوالد خالد والغمز لمن لايعرفه (* إشارة تؤدى برمش العين تستخدم كثيراُ تعني ابغاك في موضوع واكثر مايستخدمها المعاكسين ) فيستجيب والد خالد ويقوم من مكانه ويقول والد نجلاء احنا بنتركم خمس دقائق ونرجع لكم (* ملاحظه بعض العوائل يتركون العرسان في الشوفة الشرعية وبعظهم لابد ان يكون معهم احد في المكان ) تجلس نجلاء في مكان مجاور لخالد وتبعد بينهم مسافة كانت متر ونصف لولاء ان خالد اثناء خروج والديهما قلصها الى متر واحد فقط بعد ان زحف قليلاً باتجاه نجلاء ويأخذ زمام المبادرة في الكلام وهذا طبع الرجال ويقول .. ياهلابك .. ماشاء الله .. ماشاء الله وش هذا الجمال .. لا لآ انا لازم اعطي اختي نوف دروس تقوية في التعبير لأنها ماتعرف توصفك لي زين ... تبتسم نجلاء ونظرها الى اسفل مرتكز على كفيها الصغيران التي شبكتهما ببعض ودستهما بين ركبتيها من خجلها المبالغ فيه .. يعود خالد للكلام ... تكلمي ليش ساكته..؟ ودي اسمع صوتك.. تبتسم نجلاء وهي على نفس وضعها السابق وتقول .. وش اقول .؟ يرد خالد قولي كيف حالك .. ترد نجلاء في استحياء .. طيب كيف حالك .. يرد عليها خالد .. قولي هاه كملي .. ترد نجلاء وقد وصل الخجل منتهاه وش اقول كمان يرد خالد ضاحكاً انتي مره خجوله وهذا من حظي الزين قولي لي طيب متى ودك نخلي الزواج وش تحبين وش تكرهين وبعدين تريني ابقولك اني شفتك مرتين مع اختي نوف وانا باخذها من الجامعه وكان جسمك حلو مره في العبايه تبدأ نجلاء في قضم نصف شقتها السفلى باطراف اسنانها العليا ولسان حالها يقول ياليت ابوي يدخل الحين ويفكني من الاحراج هذا (( *ولسان حالي انا الان يقول وين اللي مثل نجلاء اليوم في خجلها لم يعد هناك من تخجل بهذه الطريقه اللذيذة بل والعياذ بالله بعظهن هي التي تصف للخاطب مكان البيت بالجوال وبعظهن تكون شوفتها الشرعية في المولات )) نعود للحايه وكأن الله استجاب لها فهاهما والديهما يدخلان ويقول ابو نجلاء .. هاه ان شاء الله كل شي تمام .. يرد خالد ماشاء الله ياخالي والله عرفت تربي الله يحفظها لك (* عندنا في نجد يقول العريس لأبو البنت ياخال ) في هذه الاثناء واثناء حديثهما كانت نجلاء قد انسحبت من تلقاء نفسها لتتفاجأ بأختها الصغيرة الشقية ( اروى )تتلصص عليهما فعندما تشاهد نجلاء تجري وهي تقهق باتجاه امها وهي تقول متهكمة على نجلاء ..تستحي ,, خجوله ,, وماتعرف تتكلم .. وتلحق بها نجلاء مهرولة ,, وانتهت مراسم الخطبة والشوفة الشرعية ويتم الاتفاق على موعد الزواج ان يكون في اول خميس في عطلة نصف السنة الدراسية 1430هـ أي بعد مايقارب الشهرين ويخرج خالد وابوه من منزل ابو نجلاء قبل ان يلتقياء بناصر فهو لازال يردد موالاته الغنائية وهو يستحم في عادة له مستمره وفي اثناء خروج خالد مع والده وقبل ان يركبا السياره حصل امراً غريب ومحير . صوت صراخ وعويل يخرج من منزل ابو نجلاء انه صوت ام نجلاء وصوت نجلاء نفسها واختهما الصغيرة واخوهم ناصر .. وقف خالد وابوه وقفة التعجب والاستغراب وبدأ الوالد يحوقل ويردد خالد .. بسم الله بسم الله ..ياساتر يارب وش السالفه ورجع خالد للباب وبدأ يدق الجرس دقاً مستمرا بينما اخرج ابوه جواله من جيبه واخذ يجري اتصالاً على جوال والد نجلاء ولكن لا اجابه .. والصياح يزيد والبكاء يزيد وكلاماً غير مفهوما يسمع مع العويل ارتفع هرمون الأدرينالين في دم خالد وانخفض السكر في دم والده وعلامة استفهام بكبر الجبل على راسيهما وفجاءة سكت الصراخ والصياح والبكاء سكتة واحده وخيم الهدوء وبدأت علامات التعجب تملأ المكان وإذا بالباب يفتح ويخرج لهم .......