السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بعض الناجيين يرون قصص النجاه التي حدثت في عرض البحر الأحمر،، أثناء غرق السفينه المصريه الإسبوع الماضي،،
"تشبثت ومعي 8 أفراد ببرميل النجاة طيلة نحو 16 ساعة في عرض البحر، وتوالى
سقوطهم واحدًا تلو الآخر بفعل برودة الجو والأمواج المتلاطمة، إلى أن أصبحنا
أربعة.. وكلما تهاوت قواي وشممت رائحة الموت تحديته لرؤية وليدي الذي بشرتني
زوجتي في مصر بقدومه؛ إلى أن تغمدني الله برحمته ونجاني. إنها نعمة كبرى من
المولى سأظل أحمده عليها إلى أن ألقاه".
بهذه البداية روى صالح أحمد من السعودية لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الأحد
5-2-2006 قصة نجاته من غرق العبارة (السلام 98) وهو يصارع الموت ومعه نحو 1400
راكب في عرض البحر الأحمر.
وفي الوقت الذي نجا فيه صالح بحياته، فقد فقدت هبة محمود (50 عامًا) من
المنصورة ابنها الذي لم يتعد عمره 15 عامًا في مشهد آخر جرت وقائعه بين
الأمواج.
وتروي لـ"إسلام أون لاين.نت" قصتها فتقول: "عشت في السعودية ما يقرب من 20
عامًا وسافرت ومعي ابني إلى القاهرة على متن عبارة الموت لقضاء الإجازة
والعودة".
وتابعتْ باكية: "بعد أن شب حريق في محركات العبارة، طمأننا طاقم العبارة وقالوا
لنا: لا تقلقوا سنخمده. وعندما ساءت الأمور بشدة أخذ الطاقم قوارب الإنقاذ
وتركونا على السفينة".
وأضافت: "اضطررت أنا وابني إلى القفز في عرض البحر وأنا لا أجيد السباحة
تمامًا، وتعلقنا بلوح خشبي، وظللت متشبثة بيد ابني ودعوته للصمود ولذكر الله،
غير أن قوة دفع الأمواج كانت أقوى منه وأبعدته بعيدًا عني إلى مكان الله وحده
أعلم به. عزائي الوحيد أن آخر كلمة سمعته ينطق بها هي: يا رب".
إسراء إبراهيم عبد الرحمن (18 عامًا) طالبة بكلية الهندسة -جامعة القاهرة- عبّرت
في حديثها لـ"إسلام أون لاين.نت" عن مشاعر امتزج فيها الفرح والحزن.
وتروي قصتها قائلة: "بعد استحالة التواجد في العبارة، لم أجد أمامي سوى القفز
في البحر والتعلق بلوح خشبي طيلة 14 ساعة من الساعة الثالثة ليل الخميس حتى
الساعة الخامسة عصر الجمعة". ومضت تقول: "بعدها لم أستطع المقاومة أكثر أو
التشبث في اللوح الخشبي وشعرت أن جسدي تجمد تماما إلا من حركة اللسان الذي لهج
بذكر الله ومناجاته.. عندها لاح الأمل من حيث لا أدري".
تتوقف إسراء للحظات بعد أن غالبتها دموعها، قبل أن توضح قائلة: "وجدت بجانبي
قاربًا مطاطيًّا عليه مجموعة رجال في قارب جذبوني إليه، بعدها ظهرت لنا في الأفق
طائرة ظننا فيها النجاة والأمل، لكن سرعان ما تلاشى الأمل وابتعدت الطائرة
عنا".
وبلهجة غاضبة تقول: "الغريب أن طائرات الإنقاذ عادت إلينا بعد 5 ساعات كاملة
من ظهور هذه الطائرة، فبقيت 25 ساعة يحيط بي الموت من كل جانب، ورغم ذلك لم
أيأس من رحمة الله فوجدت نفسي أتمتم بلا توقف تقريبًا: يا رحيم ارحمني برحمتك".
أما عمر أحمد قناوي (35 عاما) وهو عامل بإحدى شركات المقاولات السعودية فروى
الساعات التي قضاها بين الموت والحياة بالقول: "قفزت إلى البحر وأنا أقول
لنفسي: إما ستتلقفني العناية الإلهية أو سيتلقفني سمك البحر ليبتلعني، لكنها
كانت ولله الحمد عناية ربي".
وأضاف: "تعلقت بقارب مطاطي من الساعة الثالثة صباحًا حتى حضرت فرق الإنقاذ".
ووصف قناوي الحالة التي كان عليها بقوله: "رأيت الجثث تطفو من حولي.. رأيت
الموت بعيني في كل دقيقة في المياه، والآن لا أخشى من الموت فقد صاحبني
وصاحبته طيلة 25 ساعة عمر وجودنا فوق صفحة الماء المالح". وتابع بحسرة: "نعم
أنا حي لكن ما زلت أشعر بأني في عرض البحر".
والتقت خيط الحديث باكيًا ياسر الخضر محمود (30 عامًا) قائلاً: "الحمد لله على
الحياة كما كنا سنحمده لو قابلنا وجه كريم". وحول قصة نجاته قال: "في الحادية
عشرة مساء الخميس لم يبقَ أمامي للنجاة إلا القفز من على العبّارة بعد أن أيقنا
جميعًا أنها تحترق تمامًا قفزت إلى مياه البحر وتشبثت بقارب مطاطي وقفز عليه ما
يقرب من 25 فردًا وظللنا عليها مدة 4 ساعات تقريبًا، لكن مع الحمولة الزائدة على
المركب ومع الأمواج انقلب القارب في المياه وفارق الحياة أمامي 10 أشخاص".
واستطرد قائلاً: "لم أجد أمامي سوى لوح خشبي مسكت به، وكان ذلك تقريبًا في منتصف
الليل، وظللت معلقًا بلوح الخشب إلى أن شاهدت من بعيد سفينة إنقاذ علمت فيما
بعد أنها هندية، فشرعت أسبح باتجاهها ساعدني على ذلك إجادتي للسباحة، وقوتي
البدنية وقبلها وبعدها عناية الله وحده".
وفاء 22 عامًا وهي ابنة لأب سعودي وأم مصرية استحضرت وقائع فيلم "تيتانيك"
الشهير وظلت متعلقة بالسفينة وهي تغوص في المياه حتي أصبحت ممسكة بآخر جزء
يظهر منها. وأضافت "لحظتها جرفتني الأمواج وأنا لا أعرف السباحة فنطقت
بالشهادتين ووجدت حولي عشرات الناس يرددون.. لا إله إلا الله محمد رسول الله..
فرددت معهم وأنا موقنة أننا في اللحظات الأخيرة من الحياة، في هذه اللحظة لمست
يدي لوحًا خشبيًّا من حطام السفينة فتعلقت به وظللت أصارع الموت".
وتابعت: "بقيت أتخبط في الجثث الطافية، بينما أسمع من حين لآخر نداءات استغاثة
من ركاب يرددون الشهادة ثم يختفون في أعماق البحر، ولم أشعر بشيء بعد ذلك سوى
بعد وصولي لمستشفى الغردقة. لا أصدق أنني ما زلت على قيد الحياة، لكن حياتي لن
يكون لها قيمة قبل أن أعرف مصير والدي وأشقائي".
كان الله في عونهم،، واعطاهم الصبر على فقدان أهلهم وذويهم،، ورحم الله من إختار منهم،، اللهم أمين،،