معاناة مواطن بين البنك البريطاني ومؤسسة النقد
ان المعاناة ليست معاناتي وحدي، وانما هي معاناة معظم المواطنين، وان القضية قضية عامة وليست شخصية ابد
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة ادارة البنك البريطاني المحترمون
بعد التحية
• اولا، ارجو ان لا يكون بينكم من هو من فئة ال 80% من المواطنين السعوديين، الواقعين تحت وطأة الديون، والغير قادرين على تملك منازل، كما اشارت كل الصحف السعودية ومنها جريدتي الوطن والرياض، ممن فقدوا الحياة الكريمة جزئيا، وتحولت حياتهم الى جحيم لا يطاق، واصبحت كرامتهم، وصحتهم النفسية والجسدية، بل واستقامة وصلاح ونزاهة واعراض بعضهم على المحك، فبدأوا يحلمون –نوما ومستيقظين-بحقوق الحيوان، لا الانسان، كما فضلت نسبة منهم التخلص من حياتهم بالانتحار، ولجأت نسبة اخرى الى كسب الرزق عن طريق انشطة تضر بالمجتمع واعضائه، كترويج المخدرات والسرقة وبيع العرض وخلافه، رغم ان كونكم من ال 20% المرتاحين، سيصعب عليكم فهم هموم الغالبية العظمى من المسحوقين
• استغرب لماذا لجأتم الى ابلاغ جهة عملي، حول مشكلة تعثري في السداد لكم!؟، وهل هي طريقة مجدية؟ ام تقود الى التأزيم، هل فكرتم في ذلك؟ لا تجاوبوني، فانا اعلم ان البنوك لدينا تستطيع تحقيق ارباح فاحشة، بل وخيالية، دونما الحاجة الى التفكير،كل ما عليها ان تصطاد في الماء العكر، وان تتصف باقصى درجات الجشع واللا انسانية، وان تجيد التسويق بمفهومه الغربي، القائم على المكر والاحتيال والتغرير بالناس، وان تستفيد من ضعف المواطن وبساطته، بل وحتى دينه ومعتقداته، وان تجيد مهارة استغفاله والاستخفاف به والتلا عب بعواطفه، كما هو الحال مع دعاياتكم، نعم لا تحتاج بنوكنا الى تفكير ولا ادارة ولا قيادة ولا تنظيم ولا جودة ولا حتى الاهتمام بموظفيها، واذا احسنت –فوق ذلك- لعبة الحصول على شهادات الاداء العالمية، التي كثر اللغط حول مصداقيتها، وكذا لعبة خدمة المجتمع وفقا لتقنية القطارة، فهي حينئذ في القمة وان كانت في ذيل القائمة مقارنة مع البنوك العالمية، واللا اين ما يقوم به قطاعنا الخاص في مجال المسؤولية الاجتماعية، مما يقدمه بيل غيتس او وارن بافك، او حتى اوبرا وينفري من مليارات، في هذا المجال
• في الواقع، كون جهة عملي مؤسسة النقد، المشرفة على اعمال البنوك، فاني اقول ان مؤسسة النقد جزء من المشكلة وليس جزء من الحل، انها تتبع معكم سياسة "خل الدرعا ترعى" كما يقول د. عبدالرحمن محمد السلطان، في مقال له بجريدة الرياض انكم في ظل مؤسسة النقد تضربون بالقوانين والانظمة عرض الحائط، دون حسيب ولا رقيب، تنهبون اموال المواطنين، تسطون على مدخراتهم، تسيلون محافظ العملاء، تمنحون بطاقاتكم الربوية لمن لا يطلبها، وترفعون حدها الائتماني دون موافقة حاملها، وتفرضون الفوائد والاتاوات على من لا يستخدمها، وتقررون الفوائد الربوية المركبة على قروضكم، بخلاف المتبع في القطاع المالي العالمي، وتزعجون الناس في خلواتهم، وتقضون مضاجعهم في منازلهم، بل وتتعدون على حرماتهم واعراضهم، عندما تتحصلون بطرق غير نظامية على ارقام بناتهم وازواجهم وتبدأون في الاتصال بهن، حتى ان اقسام الشكاوى في مؤسسة النقد لتتلقى امواجا من الناس، لا نصير لهم عليكم الا الله، يكاد ينفجر احدهم من الغضب، وهم في اسواء حالاتهم النفسية، يجأرون الى الله من فرط ظلم البنوك لهم، وتعديها على حقوقهم، واستخفافها بهم،..الخ مما تعلمونه من المخالفات والاعيب، والتي هي القيم والمبادئ الحقيقية التي تحرككم، وتحكم عملكم، وليس ما تروجونه في وسائل الاعلام للضحك على الناس، ومن امن العقوبة اساء الادب، مما يجعل قطاع العصابات البنكية في بلادنا وبجدارة، احد العوامل الرئيسة، التي تغذي ثقافة العنف في مجتمعنا، اضافة الى مساوئها الاقتصادية والمالية، كمصاصة دماء فريدة ومتميزة، في استطاعتها ان تصدر تجربتها للخارج، لمن اراد من بنوك العالم ان يتحول من ادوات تنمية حقيقة لمجتمعاتها ودولها، الى دراكولا تقتات على دماء المستضعفين من النساء والرجال والولدان، والغريب ان العصابات العالمية، حتى المافيا من اكثر المنظمات بذلا للمال وفعلا للخير ومساعدة للناس
• ان مؤسسة النقد جزء من المشكلة، وليست جزء من الحل، اننا كموظفين نعيش في ظلها خلف الكواليس، وخصوصا في الآونة الاخيرة، في بيئة ادارية محبطة، ترد للعلاقات الانسانية، من جفوة بين المركز والفروع، واحباط وشعور بالظلم بين الموظفين، وغياب للعدل والمساواة، وضعف للولاء وتدن للدافعية؛ انتشار للامراض الاجتماعية من غيبة ونميمة، وتنافر وتدابر، وسواها؛ سيادة للسلبيات الادارية من مركزية وتسلط ومحسوبية، وشللية وتجميد وتهميش وغيرها، فانا مثلا محروم من الترقية والعلاوة اكثر من ثمان سنوات على العاشرة، وقبلها عشر سنوات على التاسعة، وقد حيل بيني وبين المساهمة في خدمة مجتمعي ووطني، باي شكل من الاشكال، وكل ما اعددته من مشاريع في هذا الصدد قد تبخر ادراج الرياح، في الوقت الذي يشغل فيه بعض الاشخاص عشرات الفرص والادوار، رغم انني احمل شهادتي الماجستير والدكتوراة من امريكا وبريطانيا، وقد ذكرت هذه الجزيئية الشخصية، لابين لكم انه لو انني لم اجمد بواسطة مؤسسة النقد -ظلما وجورا- كل هذه السنوات، لكان المبلغ التراكمي لعلاواتي السنوية يشكل مبلغا مجزيا جدا، قرابة الفين، في استطاعتي ان اسدده لكم كقسط شهري
احسب ان ما ذكر من مواصفات البيئة الادارية لمؤسسة النقد، ينطبق على البيئة الادارية لديكم، سيما في التعامل مع موظفيكم، لان المدير العربي، وبالذات السعودي، سواء اكان في القطاع العام او في القطاع الخاص، ليس لديه من الوعي ما يدعم الادراك الحقيقي لاهمية الموارد البشرية، فضلا ان يعمل بمقتضاه، لكنه يحسن الطنطنة حول ذلك كنوع من الدعاية، يقول الاستاذ احمد عبدالرحمن الجبير في مقال له بجريدة الرياض: "ان بنوكنا المحلية وشركاتنا المساهمة تغط في سبات عميق لا توطين للوظائف ولا تدريب ولا حتى تحفيز... رواتب متدنية حقوق مهضومة بدلات محجوبة"
• لقد كان هدفكم الاساءة الى سمعتي، ولكن صدقني ان مسألة السمعة، خصوصا الغير متعلقة بامور خلقية، لا معنى له عند المواطن من فئة ال80% المذكورة اعلاه، ممن يفتقد الى الحياة الكريمة الحقيقة، ولو رجعت الى نظرية ماسلو الشهيرة في الحاجات الانسانية، لوجدت ان حاجة التقدير والسمعة وحتى الكرامة، لا تبدأ عملها مع الانسان الا بعد تمتعه بحياة كريمة ومريحة، يتمتع فيها بكامل حقوقه، من حرية وعدالة ومساواة وغيرها، ويتقلب في امن مستتب، بمعناه العميق، الذي يشمل الامن النفسي والوجداني، والاطمئنان على مستقبل الابناء والاحفاد، وهذا لا يتحقق في ظل غلبة الدين وقهر الرجال، هاك مثلا بعض العناوين والاحصائات الواصفة لبعض احوال المواطنين المنشورة في الصحف السعودية، وخصوصا جريدة الرياض الرسمية: 80% من المواطنين غير قادرين على التملك، اسعار الاراضي خيالية وتجديد المنازل القديمة اوفر، 63% من المتقاعدين في المملكة لا يملكون مسكنا خاصا، 32% من المتقاعدين رواتبهم دون ال 2000 ريال، 54% من المتقاعدين يعانون مشاكل مالية، 61% من موظفي الدولة لا يملكون مساكن، متقاعدون تحت خط الفقر، هناك اساتذة جامعات واعضاء مجلس شورى ووكلاء وزارات لا يملكون مسكنا، المواطن البسيط سيبقى رهين الايجار، 30% متوسط تكلفة ايجار المساكن من اجمالي دخل الاسرة السعودية، ضعف القوة الشرائية يحول 8 ملايين سعودي الى استئجار المساكن بدلا من تملكها، المملكة بين دول المنطقة الاكثر تفاوتا بين ارتفاع مستوى الرواتب وارتفاع تكلفة المعيشة، الفرد السعودي هو الاقل خليجيا من ناحية تملكه للمسكن بنسبة لا تتجاوز 30%، 400 الف حجم قوائم الانتظار في صندوق التنمية العقارية، 20 عاما ينتظرها المواطن للحصول على قطعة ارض، 60% من سكان الاحياء العشوائية سعوديون واغلبهم تحت خط الفقر، الطبقة الوسطى لدينا مهددة بالانقراض، اذا لم تعالج الضغوط الاقتصادية سنتحول الى مجتمع يعتمد معظم افراده على الرعاية الاجتماعية في حين يرفل قلة من ابنائه في ثياب النعيم والترف، المجتمع يغرق في الديون والبنوك تتحايل في احتساب نسبة تكلفة القروض، 80% من المواطنين هم من الغارقين في الديون، ديون المواطنين تجاوزت 200 مليار ريال وتعثر 200 الف عميل لشركات التقسيط، الديون المتعثرة للقطاع المصرفي تفوق 2 مليار، البنوك وعقلية التاجر الجشع، اسر كادحة تسدد الدين بالدين، تزايد حالات الطلاق والعنوسة والمشاكل الاقتصادية، ازمة المياه تتجدد في بعض المدن السعودية، قرى تعيش وسط الظلام وبدون خدمات، مواطنون يسكنون تحت الاشجار وفي الصناديق والكهوف ويفطرون على الماء والدقيق وحليب الاغنام، ارتفاع معدلات الاصابة بالامراض النفسية والجسدية بين افراد المجتمع
احسب ان الملامح اعلاه، يفترض ان تكون في خطتكم الاستراتيجية، ضمن العوامل المؤثرة والتحديات الخارجية المتعلقة بالبيئة المحيطة، المهم ما اود التركيز عليه هنا هو ان من هكذا حياته، يصعب ان يكون انسانا راشدا او مواطنا ناصحا، فضلا عن ان يكون فردا مساهما في مسيرة التنمية ببلاده، ناهيك عن ان يكون منجزا مبدعا، الا عند من يتطلب في الماء جذوة نار، ولا احسب ان ذلك يخفى على حاذقين امثالكم
• وان انسى، فلن انسى ذلك الشيخ الطاعن في السن، الذي يعمل امام مسجد، الذي جاء من مدينة بعيدة الى مؤسسة النقد، يتميز غضبا ويتحسب على كل من كان السبب، حيث ذكر لنا انكم، اعتديتم على حسابه وسحبتم ما فيه، ثم جعلتم تطالبونه بدفع مبالغ على بطاقة اصدرتموها دون طلبه، لقاء استخدمات لم يقم بها، وليت الامر توقف عند ذلك، بل تسلطتم عليه عدة اشهر بالازعاج الهاتفي طيلة اليوم بواسطة عصبة من السعودين والغير سعوديين، كما اشار، ولم تقتصروا على ذلك، بل ذكر وهو يكاد يفقد صوابه، انكم ضاربين عرض الحائط بتقاليد المجتمع واعراف الناس، اهنتموه بالتعدي على محارمه والاتصال ببناته، على جوالاتهن الشخصية، لملاحقته من خلالهن
كيف لا يضرب التنظيم الربوي بتقاليد المجتمع واعراف الناس عرض الحائط، وقد اجتراء – من قبل- على الله، واستخف بالوعيد الشديد الوارد في حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولكن ما يدهشني هو كيف لا تحاسب هذه البنوك على سمعتها، وخصوصا على المدى البعيد، الذي قد يتغير معه الاحتكار الى منافسة مفتوحة، فمن المعروف ان كل صاحب تجربة سيئة مع تنظيم ما، سيتحدث عن تجربته السيئة تلك الى مائات الاشخاص، ضمن مجتمع يكاد يطبق افراده على جشع البنوك السعودية، ناهيك عن رباويتها، فهناك حاجز نفسي بين هذه البنوك وافراد المجتمع، واعتقاد سائد لدى الناس ان البنك الاجنبي ليس فقط سيكون انظم، بل سيكون انظم وارحم من البنك السعودي، الذي يفتقر الى الامرين، والعجيب ان هذه البنوك تكتمت لسبب او لآخر، على ديونها المعدومة البالغة مائات الملايين، بسبب الازمة المالية العالمية، مع شركات عائلية سعودية
انكم تتصرفون كما لو كنتم في محمية، وليس في دولة لها قوانينها وجهات التقاضي فيها، يسعى قادتها بكل جد، لتطوير منظومتها النظامية والقضائية، لتكون دولة قانون بحق، ان عملية ازعاج الناس بالهاتف هم ومحارمهم، طيلة اليوم ولعدة اشهر، لا احسب انه عمل قانوني، وليس من حقكم نظاميا فعل ذلك، بل هو ضرب من الفهلوة والتصرفات الصبيانية، المتنافية مع السلوك الحضاري المتمدن، لان وقوع الخلاف والمنازعات، بل والمشكلات بين المنظمات والافراد الذين يتعاملون معها، امر وارد في كل المجتمعات، وبالتالي اذا لم يتم التوصل الى حل بين الطرفين، فعلى التنظيم، سواء اكان بنكا او سواه، اللجؤ الى مقاضاة الشخص بالطرق النظامية، وليس اللجؤ الى ازعاجه وافساد حياته، هو ومحارمه، ورغم ان العقود التي يوقعها الناس مع البنوك عقود اذعان، يوقعها الشخص وهو مغلوب على امره، وبشروط تخالف معتقده وشرعه، على تحايل وخداع واستغفال له من قبلها، وذلك في ظل احتكار مقيت وغياب للمنافسة الحقيقية، ورغم انه ليس في ذمم الناس من اموال البنوك الا رؤوس الاموال، الا ان حكم جهات الاختصاص المبني على التصرف القانوني في النهاية، افضل من التصرف الشخصي الهمجي، اللا قانوني واللا انساني على حد سواء، فمثلا المستأجر، الذي لا يدفع الاجار، لا يستطيع صاحب المنزل ان يقطع عنه الكهرباء والماء من تلقاء نفسه، ولا ان يتسلط عليه وعلى اسرته بالازعاج والاذى، وذلك لعدم نظامية هذه التصرفات، وليس امامه الا مقاضاته الى الجهات الرسمية
وقد تحدث الكثير من الكتاب في الصحافة السعودية، عن تحايل البنوك السعودية في عقودها واستغفالها لعملائها بالتفصيل، منهم د. احمد بن صالح السالم، والاستاذ محمد نوفل من جريدة الرياض
• بالنسية لي، فقد بدأت علاقتي معكم بشكل نظامي، وقد كنت منتظما في السداد، لمدة اقدرها بثلاث سنوات، ربما سددت فيها ما يقترب من رأس المال، ثم طرأ التعثر والعجز عن السداد، فقمت باشعاركم - نظاميا- بذلك وطلبت اعادة الجدولة، بمعنى تأخير السداد لمدة سنتين، بعدها اعود للسداد كما كنت، والمبلغ الذي تحدده انظمتكم، وذلك لاسباب شرحتها لكم، من اهمها: 1- الازمة المالية التي قطعت عني اقامة دورات تدريبية، 2- تصاعد التضخم وانخفاض القيمة الشرائية للريال، وازدياد الاسعار وارتفاع تكلفة المعيشة، 3-تنامي الرسوم والغرامات الحكومية وتنوعها، 4- كارثة سوق الاسهم التي لم يسلم منها احد تقريبا،، 5- تجميد الترقية والعلاوة السنوية من قبل جهة عملي، 6-اتاوات ورسوم حكومية باهظة اغلقت مركز التدريب الاهلي التابع لي، 7- ترسب اسرتي الى طبقة الفقراء نتيجة لبدء تقلص الطبقة الوسطى في السعودية ، حيث كنت امام ثلاثة خيارات، اما ان اتوقف انا واولادي عن الاكل والشرب، واما ان اؤخر التسديد لكم لمدة سنتين، حيث تنتهي احدى مديونياتي، واما ان الجأ الى طرق غير شرعية لكسب المال كترويج المخدرات او السرقة، لكي ادبر لكم اموالا اسدد بها فوائدكم الربوية المركبة المتصاعدة، فاخترت تأجيلكم، وليس نكرانكم، علما بانني اسدد العديد من الديون والاقساط الشهرية، التي تحملتها لا لاعيش حياة باذخة، ولا لاسافر الى اوربا، ولا لاشتري شبحا، ولا حتى لادخل بها سوق الاسهم، وانما لاعيش حياة كفاف، حياة كريمة باقل مقوماتها، ولكن عز الطلب، فعندما استحالة مسألة شراء ارض وبناء بيت العمر كما يقولون، اشتريت بيتا قديما، وهانا اسدد اقساط شرائه، وكان البيت غير مؤهل للسكن، فاستدنت مبالغ لترميمه، وهانا اسدد اقساط الترميم، ولا بد لي من سيارة، فستأجرت سيارة، وهانا اسدد اقساطها، اما بطاقاتكم الائتمانية فكنت استخدمها في المناسبات كالاعياد ورمضان ووقت افتتاح المدارس، وغيرها من الاحداث الغير متوقعة، وكنت اسدد لكم ايضا، بالاضافة لكل ما ذكر، حتى عجزت، انها حياة عنت ومشقة، خالية من راحة البال وطمآنينة القلب، لا تحتمل معها نفسية الرجل المزيد، من الضغوط والالتزامات، وقد يلتمس الخلاص منها باي طريقة كانت، سيما وانه يشتوي بالفقر في بلد ذي غنى وثراء
بدأت اتصالاتكم الهاتفية تنهال علي كالمطر، وقد شرحت موقفي وعجزي، في ذل وصغار، لموظفيكم، مائات المرات، ولمدة اربعة شهور تقريبا، ولما افدت برفض طلبي، ذكرت لكم ان من حقكم اتخاذ الاجراءات النظامية ضدي، بمقاضاتي لدى لجنة تسوية النزاعات المصرفية الحكومية، وافدتكم انه ليس عندي من الكلام سوى ذلك، فمن يكون المواطن مقابل البنك، اني لا اخاله امامكم الا كحشرة حقيرة امام ديناصورهائل، فباستطاعتكم سجني، لانضم الى مائات الالوف من ارباب الاسر السعودية المسجونين، وفي استطاعتكم وضع يدكم على ما تبقى من راتبي، وانتزاعه من افواه افراخي ليضاف الى تريليوناتكم، لانضم واسرتي الى مائات، وربما ملايين الاسر السعودية، التي تعيش تحت خط الفقر المدقع، او حتى يمكنكم بيع منزلي، لانضم الى الاعداد المتزايدة من الاسر السعودية المشردة، وقوافل المتسولين، لكنكم كعادتكم -وكما فعلتم وتفعلون وستفعلون مع غيري- لجأتم الى اسلوب البلطجة والهمجية وسلطتم على جباتكم لازعاجي بالهاتف على مدار اليوم، ومنها ستنتقلون الى محارمي وبناتي، واقاربي واصدقائي، كما افاد احد الجباة، وكما اشار آخر الى ما معناه ان اللجؤ للاجراءت القانونية، من قبلكم لا يتم الا بعد طريق طويل، من التطفيش والفضيحة والتشهير وقلب حياة الشخص رأسا على عقب، وبداتم تفرضون غرامات تأخير تصل الى قرابة خمسة الآف في الشهر، من هنا قررت تجاهل مكالماتكم، ثم لجأت الى نشر هذا الخطاب في الانترنت، لاني رأيت ان المعاناة ليست معاناتي، وانما هي معاناة معظم المواطنين الا من رحم ربي، وان القضية قضية عامة وليست شخصية ابد
اما بالنسبة ل "سمة" فهى احدى اذرعتكم، ولقد انشأت لتقوية قبضة البنوك وشركات التقسيط، ومثيلاتها من الهوامير والديناصورات، على المستضعفين في الارض، هي في الدرجة الاولى في صفكم، ونسبة انتفاع الافراد، منها قليل جدا، الى درجة انه حتى اتصالهم بها هاتفيا يعد مستحيلا وضربا من ضروب الخيال، فلو حاول الشخص مائات المرات ولايام سيجد الخط مشغولا، ولا شك ان ذلك امر مقصود، في امكانكم وضع من تشأون في قوائمها السوداء، على الفور، دون اية معايير او ضوابط، او حتى تبرير، وحتى من يسوي اموره معكم، في امكانكم رفض منحه المخالصة، بعد استيفاء حقكم، او على الاقل التسويف والمماطلة فيها، والناس تتحدث بل حتى البرامج الاذاعية تتناول قصصا لمواطنين انهوا مشكلاتهم المالية مع البنوك، فلم ترفع اسماءهم من القائمة السوداء، لاشهر وربما سنين، لان البنوك قررت مواصلة الانتقام والثأر منهم، وتضييق الخناق عليهم من كل مكان، تأديبا للعبد من قبل السيد، وخصوصا انه لا مدخل امام الفرد ل "سمة"، الا من خلالكم، بل ان مؤسسة النقد جعلت تعاملكم معها، أي سمة مباشرا، بينما جعلت اتصال المواطن، لا يتم بها الا من خلالها
ولكم تحياتي
مواطن يعاني