يقول اللبيدي
رأيت أبا إسحاق في حياته
يُخرج ورقة يقرأها دائما
فلما مات نظرت في الورقة فإذا مكتوبٌ فيها
أحسن عملك فقد دنا أجلك
أحسن عملك فقد دنا أجلك
أحبتي
إن الذي يعيش مترقبا للنهاية يعيش مستعداً لها
فيقل عند الموت ندمه وحسراته
أردت من هذه الموعظة إيقاظ القلوب
إيقاظ القلوب من ثباتها
وزجر النفوس عن التمادي في غياتها وشهواتها
أردت من هذه الموعظة أن يزيد الصالح في صلاحه
وأن يستيقظ الغافل قبل حسرته وقبل مماته
لقد رايت الحياة تمضي مسرعة ومعظم أهلها في غغلة
أناسُُ يأتون وآخرون يرحلون
أرحام تدفع وارض تبلع
والناس غافلون
لا يستيقظون إلا عند معاينة الموت وسكراته
أحبتي
إن الحياة علي ظهر هذه الحياة موقوتة
إن الحياة علي ظهر هذه الحياة موقوتة محدودة
وستأتي النهاية حتما
سيموت الصالحون والطالحون
ويموت المتقون والمذنبون
ويموت الأبطال المجاهدون والجبناء القاعدون
ويموت الشرفاء الذين يعيشون للآخرة ويموت الحريصون الذين يعيشون لحطام ومتاع الحياة
ويموت اصحاب الهمم العالية ويموت التافهون الذين لا يعيشون إلا من أجل شهوات الفروج والبطون
قال الله جل في علاه
كل من عليها فان
وقال
كل نفس ذائقة الموت
ستموت
نعم ستموت
إنها الحقيقة التي نهرب منها دائما
إنها الحقيقة التي يسقط عندها جبروت المتجبرين وعناد الملحدين وطغيان البغاة المتألهين
إنها الحقيقة التي شرب من كأسها العصاة والطائعون
وشرب من كأسها الأنبياء والمرسلون
قال الله
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ
إنما حياتك إنما تبدأ بعد مماتك
يابن آدم أنت الذي ولدتك أمك باكيا والناس حولك يضحكون سروروا
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروروا