* قلت: نعود إلى قصة كسرة هوازن ودخول جيش الرسول للطائف..؟
قال: عند الحول من قادم، وكان مالك بن النصر ومن معه قد دخلوا عند ثقيف بحصنهم، قالوا له: يا مالك، لماذا .. لأنتم أكبر قبيلة وأشرس قبيلة تهزمون يوم حنين..؟ فقال: يكفينا فخراً أننا حاربنا جنوداً من السماء وجنوداً من الأرض، ليس قبيلة في الأرض نزلت هذه الجنود إلا هوازن.. نسأل الله العافية، فعملت ثقيف على تقوية حصنها، وغزاهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكان معه رجلان من جرش للمنجنيق والدبابة، دبابة من خشب كلها وتستوعب )35( مقاتلاً، ووقف هو وجنده خارج الحصن، وثقيف بداخله، ودار سجال ولكن الله سبحانه عز وجل، لم يرد أن تفتح الطائف بالقوة، وكانت الطائف تصدر زبيب العنب إلى كافة الأقطار ومنها أوروبا وأفريقيا، يجمع من الأعناب وهو كالجبال، وعندما قتل من الصحابة من قتل،قال صلى الله عليه وسلم: اقطعوا أعنابهم، فقالوا من وراء الحصن، أعنابنا إن كانت الغلبة لك، تأكل أنت وأصحابك، وإن كانت لنا يأكله شيخونا وأطفالنا ونساؤنا فرحمهم عليه الصلاة والسلام، وترك الطائف، ودعا لهم ولم يدعُ عليهم قال: اللهم أهدِ ثقيفاً وأتي بها، وكان مالك بن النصر قد أسلم قبل ذلك، ثم أتت ثقيف طوعاً وأسلمت، وكانت الطائف بستان مكة ومصيف أهل الجزيرة منذ مئات السنين.
واجب أبناء الطائف.
* قلت: ماذا في استطاعة أبناء الطائف من مثقفين ومفكرين وغيرهم أن يقدموه لتظل الطائف في الصدارة سياحياً وتاريخياً وثقافياً..؟
قال: يجب عليهم تسهيل متطلبات المصطافين والزائرين، وأن يتحلوا بأخلاق المضيف وعدم الطمع في الإيجارات وأن يوفروا سبل الراحة لضيوفهم، وأن يسعوا إلى التعريف ببلدهم.
قيمة انتجاعية لابد من المحافظة عليها
* ثم قلت: اتخاذ الملك عبدالعزيز رحمه الله الطائف عاصمة صيفية له ولأبناء مملكته إجراء له دلالة مهمة أكسبت الطائف الكثير الذي جعلها عاصمة صيفية بحق.. كيف تفسر هذا التوجه من جلالته رحمه الله..؟
قال: في كل بلد من البلدان منتجعات للراحة والترفيه عن النفس.. والطائف منطقة لها طبيعة خلابة، وكانت مصيفاً بمعنى الكلمة وما زالت، ولكن توسعها الكبير ضيع بعضاً من طابعها بحيث أنها انتقلت إلى مصاف المدن الكبيرة الصاخبة، ولكن الطائف بقربها من مكة كانت مصطافاً للناس وهم يركبون الدواب، وما عملته الحكومة جزاها الله خيراً من طرق وخدمات ووسائل راحة وترفيه في أنحاء الطائف زاد من الإقبال عليها.
ضريبة للوطن .
* وقلت: وما هو المطلوب من رجال الأعمال والوجهاء والمسئولين للمساعدة على تطوير الحركة السياحية في الطائف..؟
قال: من الصعب أن تشير على الناس بما لا تطمئن إليه نفوسهم، ولكن كل مواطن عليه ضريبة لوطنه، فالمواقع الجميلة المعروفة على أهلها تشجع الزائرين لها وتقديم الدعم اللازم لتطويرها، وأرى تكثيف الدعاية والإعلام من قبل الحكومة والمسئولين ورجال الأعمال والإعلام للجذب نحو الوطن وأهله وتوثيق الانتماء لهذه البلاد ومليكها، ذلك أن حب الوطن من الإيمان.
من أجل عشيرة
* ثم قلت أخيراً: كان أبناء عشيرة وما زالوا في مقدمة العاملين على إعطاء صورة جيدة وانطباع حسن عن حب أبناء الطائف للضيوف والسياح والترحيب بهم.. وسؤالي عن تنشيط الحركة الرياضية والثقافية والسياحية بين أبناء عشيرة في السنوات الأخيرة.. كيف هو؟
قال: أما عشيرة، فإن شهادتي لها مجروحة، ولكني أرى والرأي هنا للمسئولين أن يعملوا على تنشيط السياحة نحو هذه البلاد الجميلة وأن يحققوا آمال أبنائها من المثقفين والرياضيين، وأن يعملوا على تحقيق ذلك في الهجر والقرى والمدن الكثيرة حول الطائف، وأما إذا أرادوا معرفة أكثر بحاجة البلدات والقرى لمثل ذلك، فعليهم بقوائم أعداد الطلاب من مدارس وزارة المعارف المنتشرة في عشيرة وغيرها فعلى هذا الأساس يتم القياس.
منقول عن صحيفة الجزيرة العدد10513
الطبعةالاولـي
الاربعاء 20 ,ربيع الثاني 1422
Wednesday 11th July,2001