بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على حبيبنا المصطفى الصادق الأمين
الحمد لله أن بلغنا رمضان الفضيل
فشهدنا بفضله عشر الرحمة الأولى
و عشر المغفرة الوسطى
و ها نحن بإذنه نخطوا أولى الخطوات في عشر العتق من النيران
عشر فيهن من الخيرات و البركات ما فيهن
عشر فيهن أعظم ليلة ألا و هي ليلة القدر
و من منا لا يعرف ليلة القدر
ليلة القدر و ما أدراك ما ليلة القدر .. ليلة مباركة بخصائص أربع إن صح التعبير :
1- بسم الله الرحمن الرحيم " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) " سورة القدر
ليلة خير من ألف شهر .. ألف شهر إخوتي و أخواتي أي ما يعادل حوالي 84 سنة
84 سنة من الجد و الاجتهاد و العمل الصالح يمكننا جمعها في ليلة
واحدة إن نحن أدركناها .
2- ليلة يجاب فيها الدعاء فلنكثر من الدعاء والإلحاح على الله عز وجل
فلندعوا الله قضاء حوائجنا في الدنيا و لنسأله فردوسه الأعلى
و أن نجاور حبيبنا المصطفى عليه أزكى الصلاة و التسليم
فلنرفع أيدينا للسماء و ندعوا الله عز و جل فالله يستحي من عبده
يرفع إليه يديه فيردهما خائبيتين
3- بسم الله الرحمن الرحيم " تَنَزَّلُ الملاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سورة القدر
ليلة تنزّل فيها الملائكة و لم يقل الله عز و جل تنزل بل تنزّل
و كأنها أمطار هاطلة .
4- بسم الله الرحمن الرحيم " سَلاَمُ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)" سورة القدر
يا الله و ما أروع السلام
سلام طيلة الليلة فلم تحدد فيها لا ساعة معينة و لا وقت معين بل حتى طلوع الفجر .
و لا ننسى التطرق لــــــــــــسِـــرِّ هذه الليلة المباركة
حيث عندما سؤل الرسول عليه الصلاة و السلام عن الدعاء عند إدراك هاته الليلة
قال : " اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُو عَنِّي "
هنا في هذا الدعاء نسأل الله عز و جل باسمه " العَفُـــوْ " و صفته
" مُحِبْ الــعَفْوْ " أن " يــــعــفــو عنا "
إذن فسر هاته الليلة المباركة هو العفـــــــــــــو
قد يتساءل البعض .. هل العفو هو المغفرة ؟؟
لا فالعفو غير المغفرة على حد قول الدكتور عمرو خالد
فالمغفرة معناها غفران للذنوب و المعاصي و لكنها تبقى مسجلة في صحيفة العبد
بينما العفو فكأن شيئا لم يكن
فالعفو هو تخلية و تحلية
تخلية من الذنوب و تحلية برضا الله عز و جل
و الله أعلم ..
يا الله ما أروع الإحساس بقيمة تلك الليلة و لذة أدراكها
إخوتي أخواتي في الله فلنجتهد في ما بقي من الشهر الفضيل
لترجح كفة حسناتنا بما كان من صيام و قيام و صدقات
فالحسنات مضاعفة و الأجر مضاعف بإذن الله
و في الأخير أسأل الله لي و لكم
أن يبلغنا ليلة القدر فندركها طائعين قائمين خاشعين تائبين ثابتين
و أن يكتبنا في قائمة العتقاء من النار
اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين لنا و لكم و لكل المسلمين
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
و لا تنسونا من خالص دعائكم فلكم بمثل ما دعوتم لنا