حذر أساتذة الهندسة الكهربائية من مخاطر الصعق الكهربائي وما يترتب على ذلك من كوارث مأساوية وحوادث مميتة نتيجة سوء استعمال الطاقة الكهربائية داخل المنازل،وطالبوا بضرورة التعامل مع الطاقة الكهربائية وفق شروط السلامة لتجنب مكامن أخطارها.
وطالب الدكتور عبد العزيز بن عبدالله السليمان أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة الملك سعود بضرورة اختيار النوعية والمواصفات الجيدة من الأجهزة الكهربائية من أسلاك وأفياش ولمبات والأجهزة الأخرى ذات العزل الكهربائي الجيد، وشدد على دور المهندسين والفنيين في التمديدات وربط التوصيلات الكهربائية بأسلوب فني معترف به، وأضاف: على المهندسين والفنيين مسؤولية كبيرة تجاه اختيار أجهزة الحماية والتوصيلات ودراسة مدى تحملها لكمية التيار المار فيها، وحذر الدكتور السليمان من الأخطار المترتبة على شراء قطع الغيار غير الأصلية لان من مساوئ الصناعات المقلدة الرديئة للأجهزة الكهربائية التسبب في كوارث كبيرة، وقدم عدة أمثلة على ذلك مثل بطاريات الجوال المقلدة ذات المواصفات الرديئة قد تنفجر اثناء الاستعمال، وهذا ناتج من المواد الكيميائية المصنعة لهذه البطاريات كما أنها ذات عمر أقصر من البطاريات ذات المواصفات العالية.
وقال: على الموردين لهذه الأجهزة الاهتمام بمصالح المواطنين والدولة وليس الأرباح فقط كما أن دور وزارة التجارة وهيئة المواصفات والمقاييس مهم جدا في كبح دخول البضائع الرديئة، وسرد بعض النصائح الوقائية للمستهلك كي يتقي مشاكل الكهرباء: بأن لا تحمل التوصيلات الكهربائية أكثر من طاقتها، وذلك بتوصيل مجموعة من الأجهزة إلى نقطة كهربائية واحدة مما يؤدي إلى انهيار المواد العازلة ومن ثم إلى نتائج وخيمة، ويجب أن يتأكد المستهلك من الأسلاك والكابلات والأجهزة من منشأها واسم المصنع وعلامته التجارية ونوعية العزل الكهربائي ودرجة تحملها للتيار والجهد والحرارة وكافة الظروف التشغيلية، وعلى المواطن التحري وتثقيف نفسه في مجال الكهرباء . وان لا يعبث في التمديدات الكهربائية حتى لو اعتقد أنها سهلة ولا تحتاج إلى فني متخصص فأقول، وأضاف: على المسؤولين في شركة الكهرباء وضع نظام للتأكد من تمرس وخبرة وكفاءة المهندسين والفنيين العاملين في مجالات التوصيلات الكهربائية في المنشأة والمنازل وتطبيقهم للمواصفات القياسية الصادرة في هذا الخصوص.
واقترح الدكتور السليمان إرساء نظام فحص التمديدات الكهربائية والتأكد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة من خلال مفتشين رسميين ذوي خبرة قبل إيصال التيار الكهربائي للمنشأة أو المنزل وقال: آمل أن يكون لهذا المقترح اولوية عالية في التطبيق كي تحقق السلامة المطلوبة من مخاطر الكهرباء ويجب تركيب جهاز إنذار على شبكة المنزل أو المنشأة لكشف التسرب الكهربائي ومن مميزات هذا الجهاز الفصل المباشر للتيار عند حدوث أي مشكلة في الشبكة، وحذر الأطفال من العبث بالأسلاك والأجهزة الكهربائية وأهمية الإشراف عليهم عندما يستخدمونها لأن البديل هو ما لا تحمد عقباه .،وهناك نقطة أخرى أساسية وهي تأثير المجال المغناطيسي على الإنسان والبيئة خاصة للذين يسكنون قريبا من الخطوط الكهربائية ذات الجهد العالي، حيث إن لها تأثيراً صحياً على المدى الطويل مما تسببه بتكسير خلايا الدم الحمراء، ولا يظهر هذا التأثير إلا بعد سنين طويلة كما تقول بعض الدراسات وهذا غير مرغوب به فلذلك من باب سد الذرائع أوصي بتغيير خطوط الجهد العالي إلى كوابل تحت الأرض وهذا أخف الضرر.
وقال الدكتور عبد الله بن محمد الشعلان أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة الملك سعود: إن الكثير من حالات الحرائق والانفجاريات والوفيات والإصابات المؤسفة كان يمكن تفاديها لو أحسن مستخدمو الكهرباء التعامل معها من خلال مراعاة شروط سلامتها وتجنب أخطارها من خلال إتباع المتطلبات التي أوجدتها وسائل الوقاية والأمان وحددتها المواصفات القياسية لتحديد هذه الغاية.
سلامة التمديدات الكهربائية «التاريض»
تنص كافة الأنظمة الكهربائية المختلفة وتعليمات المهنية على وجوب التأريض لأهميته البالغة في حماية الإنسان ووقايته من الأخطار الكهربائية المحتملة بسبب الأخطاء التصميمية أو التشغيلية أو العوامل الجوية أو انهيار العزل الذي يحققه الخط الأول للدفاع المشار إليه آنفا. ويعرف التأريض بأنه توصيل الأجسام الموصلة الناقلة كهربائيا والتي هي غير مخصصة لنقل التيار الكهربائي مثل هياكل وأجسام الآلات والمحركات والحواجز الشبكية بالخط الأرضي أو سلك نحاسي ينتهي إلى القطب الأرضي،والقطب الأرضي هو الطريق ذو المقاومة الأقل الذي يسمح بمرور التيار الكهربائي إلى الأرض وذلك عند حدوث عطل كهربائي بسبب انهيار العازلية في الآلات والأجهزة الكهربائية، وأن الغاية من التاريض هو حماية الإنسان من الصدمات الكهربائية لان التيار الكهربائي المتجمع على جسم الآلات كالبرادة والغسالة يسلك الطريق الأسهل والأقل مقاومة، والطريق الأسهل هو سلك ارضي عبارة عن قضيب معدني ناقل جيد للكهرباء كالقضيب النحاسي مقطعه لا يقل عن 35 سم 2 وطوله بحدود 2 متر يغرس على التربة بعمق لا يقل عن متر واحد يتصل بالمأخذ الأرضي بسلك نحاسي معزول يخرج من الحفرة إلى سطح الأرض ويتفرع مع التمديدات الكهربائية إلى كل المآخذ الكهربائية ولكل اللوحات والتجهيزات المعدنية المحيطة بنواح أقل كهربائية .
تأثير التيار الكهربائي على جسم الإنسان .
نظراً للأهمية البالغة لهذا الموضوع فإن التعليمات المتعارف عليها تنص على أن مرور التيار الكهربائي في جسم الإنسان أو ما يسمى بالصعقة الكهربائية (يسبب آثاراً حرارية وتحليلية وبيولوجية لجسم الإنسان ويتمثل الأثر الحراري في الاحتراق الذي يصيب الأجزاء الخارجية للجسم وكذلك سخونة الأوعية الدموية، ويتمثل الأثر التحليلي في تحلل الدم والسوائل الحيوية الأخرى مما يؤدي الى إتلاف تركيبها الفيزيائي والكيميائي ويتمثل الأثر البيولوجي في تهييج الخلايا والأنسجة الحية الذي يمكن أن يترافق مع تقلصات تشنجية غير إرادية للعضلات بما فيها عضلات القلب (الأذين والبطين) والجهاز التنفسي (الرئتين) مما يؤدي لتمزق الأنسجة واختلال عملية التنفس ودورة الدم، وقد تختلف شدة تلك الآثار ودرجة خطورتها تبعاً لثلاثة عوامل رئيسية هي مسار التيار في جسم مصاب وشدة التيار المار في جسم المصاب والفترة التي يبقى المصاب خلالها تحت التأثير، ويتفاوت الخلل الناتج عن الإصابة بالصعقة الكهربائية من حروق بسيطة إلى حروق إلى رجفة دائمة حيث صحته العامة وسنه وكذلك مقاومته الكهربائية الخاصة به .
تأثيرات التيار الكهربائي
ومن المعروف أن للتيار الكهربائي آثاراً ثلاثة تدل على مروره في المواد المختلفة، وهذه الآثار هي الأثر الحراري - الأثر الكيميائي - الأثر المغناطيسي - وأضرار الكهرباء في جسم الإنسان هي حروق بسبب الأثر الحراري أو تحلل الدم والخلايا العصبية بسبب الأثر الكيميائي للتيار ويمكن مناقشة هذه الآثار من خلال العاملين التاليين :مسار التيار الكهربائي في جسم الإنسان ويتحدد بمنطقتين أو نقطتين هي مكان دخول التيار لجسم الإنسان ومكان خروج التيار من جسم الإنسان وقد يكون هذا المسار قصيراً بين نقطتين على اليد أو القدم أو قد يكون المسار طويلاً من يد إلى اليد الأخرى أو بين اليد اليمنى والقدم اليسرى أو القدم اليمنى، ولعل المسار الأكثر خطورة هو من يد إلى يد عبر الصدر مروراً بالقلب أو الرئتين حيث قد تحدث الوفاة الفورية والعامل الثاني هو شدة التيار المار في الجسم: إن خطورة الكهرباء وآثارها على جسم الإنسان تزداد بازدياد شدة التيار المار فيه وتتحد قيمة التيار الكهربائي التي يلامسها المصاب، أما المقاومة الكهربائية لجسم الإنسان فإنها تؤثر على تحديد شدة التيار ولكن بتناسب عكسي أي يكون تيار الإصابة كبيرا إذا كانت المقاومة الكهربائية لجسم الإنسان صغيرة ويكون تيار الإصابة صغيرا إذا كانت المقاومة لجسم الإنسان كبيرهةوتتأثر قيمة مقاومة جسم الإنسان أيضا بمقدار الجهد المسلط عليه حيث تتناسب هذه القيمة عكسيا مع ازدياد الجهد كما تتأثر هذه القيمة أيضا بمدى رطوبة الجلد وجفافه.
الوقاية من الصعق الكهربائي
وقال الدكتور الشعلان: للوقاية من الصعق الكهربائي في المنزل يجب أن تكون التمديدات الكهربائية سليمة ونظامية وقبل تغيير أي مصباح كهربائي يجب فصل الكهرباء عن الخطين بواسطة القاطع الرئيسي أو بواسطة نزع المنصهرات وقبل نزع المنصهرات يجب فصل الأحمال (الأجهزة) عن الشبكة مثل نزع فيش الغسالة أو السخانات.ولا يجوز إصلاح أي آلة كهربائية توقفت عن عملها بسبب انقطاع التيار الكهربائي من الشبكة لأن هذه الآلة قد تدور فجأة بمجرد عودة التيار إليها وقد يسبب هذا التشغيل المفاجئ إصابة يد منظف الآلة، لذلك يلزم قطع التيار الكهربائي،كما يجب أن تكون جميع الأجهزة الكهربائية مؤرضة، ويجب تنبيه أفراد الأسرة إلى أخطار الكهرباء ومنع الأطفال من العبث بالمآخذ(المقابس) الكهربائية، وإذا حصل حريق لا سمح الله بسبب كهربائي فيجب أولا قطع الكهرباء مباشرة من مصدرها ثم محاولة إخماد الحريق لأن صب الماء على الموصلات الكهربائية بوجود التيار الكهربائي يعتبر عملاً خطراً، حيث إن الماء لا ينفع في إخماد الحريق إلا بعد قطع التيار الكهربائي من منبعه.
اخــــــــوكـــــــم
الشـامخ