[ALIGN=CENTER]( تغريبة القوافل والمطر ) للشاعر محمد الثبيتي
ادرْ مهجة الصبحِ
صبَّ لنا وطناً في الكؤوسْ
يدير الرووسْ
وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابهْ
ادر مهجة الصبحِ
واسفح على قلل(1) القوم قهوتك المرَّةَ
المستطابهْ .
ادر مهجة الصبح ممزوجة باللظى
وقلِّب مواجعنا فوق جمر الغضا
ثم هات الربابةَ
هات الربابهْ :
الا ديمة زرقاء تكتظ بالدما
فتجلو سواد الماء عن ساحل الظما
الا قمراً يحمرُّ في غرة الدجى
ويهمي على الصحراء غيثاً وانجما
فنكسوه من أحزاننا البيض حُلةً
ونتلو على أبوابه سورة الحِمى
الا أيها المخبوء بين خيامنا
أدَمْتَ مطال الرمل حتى تورَّمَا
أدمت مطال الرمل فاصنع له يداً
وَ مُدَّ له في حانة الوقت موسما
ادر مهجة الصبحِ
حتى يئن عمود الضحى
وجدِّد دم الزعفران إذا ما امَّحى
ادر مهجة الصبح حتى ترى مفرق الضوءِ
بين الصدور وبين الِّـلحى .
أيا كاهن الحيِّ .
اسرت بنا العيس وانطفأت لغة المدلجينَ
بـوادي الغضا
كم جلدنا متون الربى
واجتمعنا على الماءِ
ثم انقسمنا على الماءِ
يا كاهن الحيِّ
هلاَّ مخرت لنا الليل في طور سيناء
هلا ضربت لنا موعداً في الجزيرهْ .
أيا كاهن الحيِّ
هل في كتابك من نبإِ القوم إذا عطلوا
البيد واتبعوا نجمة الصبحِ
مرّوا خفافاً على الرمل
ينتعلون الوجى
اسفروا عن وجوه من الآل
واكتحلوا بالدجى
نظروا نظرةً
فامتطى علسُ التيه ظعنهمُ
والرياح مواتيةٌ للسفرْ
والمدى غربةٌ ومطرْ .
أيا كاهن الحيِّ
إنا سلكنا الغمام وسالت بنا الارض
وإنا طرقنا النوى ووقفنا بسابع أبوابها
خاشعينَ
فرتل علينا هزيعاً من الليل والوطن المنتظرْ :
شُـدَّنـا في ساعديك
واحفظ العمر لديك
هب لنا نور الضحى
واعرنا مقلتيكْ
واطوِ احلام الثرى
تحت اقدام السُّـليكْ
نارك الملقاة في
صحونا ، حنَّت إليك
ودمانا مذ جرت
كوثرا من كاحليك
لم تهن يوماً وما
قبَّـلت إلاَّ يديكْ
سلام عليكَ
سلام عليكْ .
أيا مورقاً بالصبابا
و يا مترعاً بلهيب المواويلِ
اشعلت اغنية العيس فاتسع الحلمُ
في رئتيكْ .
سلام عليكَ
سلام عليكْ .
مُـطرنا بوجهك فليكن الصبح موعدنا
للغناءْ
ولتكن سدرة القلب فواحةً بالدماءْ .
سلام عليكَ
سلام عليكْ
سلام عليكَ فهذا دم الراحلين كتابٌ
من الوجد نتلوهُ ،
تلك مواطئهم في الرمالْ
وتلك مدافن اسرارهم حينما ذللت
لهمُ الأرض فاستبقوا أيهم يردُ
الماءْ
- ما أبعد الماءَ
ما أبعد الماءْ !!
- لا .. فالذي عتّـقته رمال الجزيرةِ
واستودعته بكارتها يرد الماءْ
يا وارد الماءِ عِـلَّ المطايا
وصب لنا وطناً في عيون الصبايا
فما زال في الغيب منتجع للشقاءِ
وفي الريح من تعب الراحلين بقايا .
إذا ما اصطبحنا بشمس معتقةٍ
وسكرنا برائحة الارض وهي تفورُ
بزيت القناديلِ
يا أرضُ كُـفِّـي دماً مشرباً بالثآليلِ
يا نخلُ أدرك بنا أول الليلِ
ها نحن في كبد التيه نقضي النوافلَ
ها نحن نكتب تحت الثرى :
مـطـراً وقـوافـلَ
يا كاهن الحيِّ
طال النوى
كلما هلَّ نجم ثنينا رقاب المطيِّ
لتقرأَ يا كاهن الحيِّ
فـرتل علينا هزيعاً من الليل والوطن المنتظرْ .
*****
مع تحيات/ أخوكم برق الحجاز [/ALIGN]