--------------------------------------------------------------------------------
عندما نظرت إليك أول مرة ،أحسست أنني أعرفك منذ زمن ،نعم بدوت لي وابتسامتك الغامضة لا تفارق محياك
كم أنت ساحر يا بحر .....
سحرتني بزرقتك الزمردية البراقة ،وبهدير أمواجك التي تبوح عن أسرار لا يعلمها أحد سواك ،
سحرتني بعبق نسماتك التي نمتطيها لتحملنا إلى بلاد مجهولة الهوية ...
سحرتني بإتساعك الرهيب ،فلا أدري من أين بدأت وأين انتهيت ......
سحرتني بصخورك التي نحت عليها ملحمة القوة والجبروت .....
فكم من غريب الأهل والأوطان كوته نار البين ...وحالت دونه ودون أهله الأسفار .....تلاقفته أمواجك بكل مهارة فأصبح فجأة بين أهله وخلانه .....
ماذا أرى أخيام نصبت فوق ماء؟؟!!!! كفى خداعا يا بحر......كم هي عجيبة قصة الزوارق التي تسير على ظهرك خاوية البطون ...فترجع شبعه مما حملتها به من كنوز ودرر.....
ذلك الودع المنثور على رمالك الذهبية ذكرني بتلك المنازل التي هجرها أهلها ليس كرها لها بل أجبرهم شظف العيش على تركها ...هاهو قرص الشمس قد عزم على الأفول ، بعد أن نثرت الياقوت على صفحه وجهك ذكرى منها ......فغدوت كوردة حييّة خجلت من تلك العيون المنبهرة التي ما فتأت تنظر إليك إلى أن اسدل الليل ستاره عليك معلنا عن نهاية اللقاء .....
انتظر يا بحر ....لقد رحلت ولم تنتهي عجائبك بعد .......!!!
فسبحان من سواك وبث في جنباتك الآيات .........