صور من شجاعة السلف
شجاعة سماك بن خرشة يوم " أحد "
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفاً يوم أحد فقال: من يأخذ مني هذا ؟ فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا، أنا، قال: فمن يأخذه بحقه؟ فأحجم القوم، فقال أبو دجانة رضي الله عنه: أنا آخذه بحقه، فأخذه ففلق به هام المشركين - أي: شق به رؤوسهم. رواه مسلم (2470) .
شجاعة طلحة بن عبيد الله يوم " أحد "
عن قيس بن أبى حازم قال : رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت. البخاري ( 3518 ) .
شجاعة الزبير بن العوام يوم " الأحزاب " و " اليرموك "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب : من يأتينا بخبر القوم ؟ فقال الزبير : أنا ، ثم قال : من يأتينا بخبر القوم ؟ فقال الزبير : أنا ، ثم قال : من يأتينا بخبر القوم ؟ فقال الزبير : أنا ، ثم قال إن لكل نبي حوارياً وإن حوارى الزبير . رواه البخاري ( 2691 ) ومسلم ( 2415 ) .
عن عروة بن الزبير أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك : ألا تشد فنشد معك ، فقال: إني إن شددت كذبتم ، فقالوا : لا نفعل ، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد ، ثم رجع مقبلا ، فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر .
قال عروة : كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير .
قال عروة : وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ ، وهو ابن عشر سنين فحمله على فرس ، ووكَّل به رجلاً . رواه البخاري ( 3756 ) .
تقطعت أسيافه الستة ( رضي الله عنه ) وبقية معه صفيحة يمانية :
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ لَقَدْ انْقَطَعَتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ فَمَا بَقِيَ فِي يَدِي إِلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ ( البخاري رحمه الله / 4256 ) وفي رواية قال لَقَدْ دُقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَةٌ .
قال ابن حجر رحمه الله : وَهَذَا الْحَدِيث يَقْتَضِي أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَتَلُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ كَثِيرًا , وَقَدْ رَوَى أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيث عَوْف بْن مَالِك " أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْل الْيَمَن رَافَقَهُ فِي هَذِهِ الْغَزْوَة , فَقَتَلَ رُومِيًّا وَأَخَذَ سَلَبَهُ , فَاسْتَكْثَرَهُ خَالِد بْن الْوَلِيد , فَشَكَاهُ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَدَلَّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ بَعْد أَنْ قَامَ خَالِد بْن الْوَلِيد بِالْأَمْرِ , وَهُوَ يُرَجِّح أَنَّ خَالِدًا لَمْ يَقْتَصِر عَلَى حَوْز الْمُسْلِمِينَ وَالنَّجَاة بِهِمْ بَلْ بَاشَرَ الْقِتَالَ , فَيُمْكِن الْجَمْعُ كَمَا تَقَدَّمَ .
شجاعة جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه
عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : أمَّر النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤته زيد بن حارثة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن قُتل زيد فجعفر ، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ، قال ابن عمر: كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب وجدناه في القتلى ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية . رواه البخاري ( 4013 ) .
شجاعة أنس بن النضر رضي الله عنه
عن أنس رضى الله عنه قال :" غاب عمى أنس بن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله ، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ، لئن أشهدنى الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون ، قال : اللهم إني أعتذر مما صنع هؤلاء - يعنى أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعنى المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إنى أجد ريحها من دون أحد . قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس : فوجدنا به بضع وثمانين ضربه بالسيف أو طعنه برمح أو رميه بسهم ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببناته قال أنس كنا نرى - أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفى أشباهه "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه …… " إلى آخر الآية " . رواه البخاري ( 2651 ) ومسلم ( 1903 ) .
شجاعة البراء بن مالك بن النضر رضي الله عنه
روى البيهقي في " سننه الكبرى " ( 9 / 44 ) وغيره قال : وفي يوم اليمامة لما تحصن بنو حنيفة في بستان مسيلمة الذي كان يعرف بحديقة الرحمن أو الموت ، قال البراء بن مالك لأصحابه : ضعوني في الجفنة - وهي ترس من جلد كانت توضع به الحجارة وتلقى على العدو - وألقوني ، فألقوه عليهم فقاتل وحده وقتل منهم عشرة وفتح الباب ، وجرح يومئذ بضعاً وثمانين جرحاً ، حتى فتح الباب للمسلمين .
شجاعة عمار بن ياسر رضي الله عنـه
قال ابن عمر : رأيت عماراً يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح : يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون ؟ أنا عمار بن ياسر هلموا إلي ، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهى تذبذب وهو يقاتل أشد القتال .
رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 254 ) والحاكم في " المستدرك " ( 3 / 453 ) .
شجاعة جليبيب رضي الله عنه
عن أبي برزة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له فأفاء الله عليه فقال لأصحابه : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : نعم ، فلاناً وفلاناً وفلاناً ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا نعم فلاناً وفلاناً وفلاناً ، ثم قال : هل تفقدون من أحد قالوا : لا ، قال : لكنى أفقد جليبيباً فاطلبوه : فطُلب في القتلى فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فوقف عليه فقال : قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه ، هذا مني وأنا منه ، قال : فوضعه على ساعديه ليس له إلا ساعداً النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فحفر له ووضع فى قبره ولم يذكر غسلاً . رواه مسلم ( 2472 ) .
أحمد بن إسحاق . السير (13/37)
الإمام الزاهد العابد المجاهد فارس الإسلام ، من قرى بخارى ، حدث عنه أبو عبد الله البخاري في صحيحه وكان أحد الثقات وبشجاعته يضرب المثل . وكان مع شجاعته من العلماء العباد العاملين . قال عنه الإمام البخاري : ما بلغنا أنه كان في الإسلام ولا الجاهلية مثله .
أخرج سيفه فقال : أعلم يقينا أني قتلت به ألف تركي [كافر] وإن عشت قتلت به ألفاً أخرى ، ولولا خوفي أن يكون بدعة لأمرت أن يدفن معي .
وكان يقول : ينبغي لقائد الغزاة لو دخل صيده النار لدخل خلفه .
قتل أحد الكفار وكان يعدونه بألف فارس ، فأرسلوا في طلبه خمسين فارساً نقاوة فقتل منهم تسعة وأربعين وأمسك واحدا قطع بعض أعضائه وأطلقه ليخبر قومه الخبر .
طارق بن زياد :
دخل طارقَ بن زياد إلى الأندلس في ألف وسبعمائة رجل ، وكان ( تذفير ) نائباً عن اللذريق فقاتلهم ثلاثة أيام ، ثم كتب إلى اللذريق ، أن قوماً وصلوا إلينا ما أعلم من الأرض هم أم من السماء ؟ وقد قاتلناهم ولا طاقة لنا بهم ، فأدركنا بنفسك فأتاه لذريق في تسعين ألف فارس فقاتلوهم ثلاثة أيام ، واشتد بالمسلمين البلاء ، فقال طارق : إنه لا ملجأ لكم بعد الله غير سيوفكم ، أين تذهبون وأنتم في وسط بلادهم ، والبحر من ورائكم محيط بكم ، وأنا فاعل شيئاً إما النصر وإما الموت ، فقالوا : وما هو ؟ قال : أقصد طاغيتهم ، فإذا حملت فاحملوا بأجمعكم معي ، ففعلوا ذلك ، فقتل اللذريق وجمع كثير من أصحابه ، وهزمهم الله تعالى ، وتبعهم المسلمون ثلاثة أيام يقتلونهم قتلاً ذريعاً ، ولم يقتل من المسلمين إلا نفر يسير) .(ابن النحاس)
علي بن أسد
كان قد قتل حراما وصنع أموراً عظاماً ، فمر ليلة بالكوفة ، فإذا برجل يقرأ في جوف الليل : ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) إلى آخر الآية ، فقال علي : أعد ، فأعاد ، ثم قال أعد ، فأعاد ، ثم قال أعد فأعاد ، فعمد فاغتسل ثم غسل ثيابه فتعبد حتى عمشت عيناه من البكاء ، وصارت ركبتاه كركبتي البعير ، فغزا البحر فلقي الروم ، فقرنوا بمراكب العدو ، قال علي : لا أطلب الجنة بعد اليوم أبداً ، فاقتحم بنفسه في سفائنهم ، فما زال يضربهم ، وينحازوا ويضربهم وينحازوا حتى مالوا في شق واحد فانكفأت عليهم السفينة فغرق وعليه درع الحديد ) ابن النحاس).
أبو الفادية
((رمى العدوُّ جند المسلمين بالنفط ( مادة مشتعلة)، فقال معاوية رضي الله عنه : أما إذا فعلوها ، فافعلوا فكانوا يترامون بها ، فتهيأ رومي لرمي سفينة أبي الفادية في طنجر ، فرماه أبو الفادية بسهم فقتله ، وخر الطنجر في سفينتهم ، فاحترقت بأهلها ، وكانوا ثلاثمائة فكان يقال : رمية سهم أبي الفادية قتلت ثلاثمائة نفس .
ابن فتحون
كان ابن فتحون أشجع العرب والعجم ، وكان المستعين بن المقتدر بالله يرى ذلك له ، ويعظمه ، وكانت النصرانية بأسرها قد عرفت مكانه ، وهابت لقاءه ، فيحكى أن الرومي كان إذا سقى فرسه فلم يشرب ، يقول له : ما بك ؟ اشرب أو رأيت ابن فتحون في الماء ؟
غزا المستعين بلاد الروم ، فتواقف المسلمون والمشركون صفوفاً ، فبرز علج وسط الميدان ينادي ، هل من مبارز ؟ فخرج إليه فارس ، فتجاولا ساعة فقتله الرومي فصاح الكفار سروراً وانكسرت نفوس المسلمين ، ثم برز له آخر فقتله وآخر فقتله ، فجعل الرومي يكر بين الصفين ويقول : هل من مبارز واحد لاثنين ، واحد لثلاثة ، ثلاثة من المسلمين لواحد من الفرنج ؟ فضج المسلمون حيرة ، فقيل للمستعين : ما لها إلا أبو الوليد بن فتحون ، فدعاه ، وقال له : ما ترى ما يصنع هذا العلج ، فقال : هو بعيني ، قال : فما الحيلة فيه ؟ فقال أبو الوليد : ماذا تريد ؟ قال : أن يكفى المسلمون شره ، قال : الساعة يكون ذلك إن شاء الله .
فلبس قميص كتان واسع الأكمام ، وركب فرساً بلا سلاح وأخذ بيده سوطاً طويل الطرف ، وفي طرفه عقدة معقودة ، ثم برز إليه ، فعجب النصراني منه ، وحمل كل منهما على صاحبه ، فلم تخط طعنة النصراني سرج ابن فتحون فتعلق ابن فتحون برقبة فرسه ، ونزل الأرض - لا شيء منه في السرج - ثم استوى على سرجه ، وحمل عليه فضربه بالسوط على عنقه فالتوى على عنقه ، وأخذه بيده من السرج فاقتلعه ، وجاء به نحو المستعين فألقاه بين يديه .
صاحب النقب :
حاصر المسلمون حصنا في إحدى غزواتهم إلا أن هذا الحصن لم يفتح.. فقام قائد جيش المسلمين (مسلمة بن عبد الملك) مناديا.. من منكم سيدخل النقب (وهي فتحة إلقاء الفضلات والقاذورات إلى الخارج) فإن كتبت له الشهادة فاز بالجنة وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن فيفتحه ويكبر فيدخل جند الإسلام منتصرين بإذن الله.
فخرج رجل ملثم وقال أنا من سيدخل النقب.
تقدم الرجل من الحصن ودخل النقب وسمع المسلمون صوت التكبير ورأوا الباب يفتح فدخلوا وافتحوا الحصن....وهذا مثال واحد من أمثلة التضحية والإخلاص.. سواء في الجهاد أو في الدعوة.. أو في إنكار المنكر وإظهار الحق.. أو في غيرها من المجالات.
صور من شجاعة النساء
سمية بنت خياط أول شهيدة فى الإسلام
أم عمار بن ياسر كانت سابعة سبعة في الإسلام ، وكان بنو مخزوم إذا اشتدت الظهيرة والتهبت الرمضاء خرجوا بها هي وابنها وزوجها إلى الصحراء وألبسوهم دروع الحديد وأهلوا عليهم الرمال المتقدة وأخذوا يرضحونهم بالحجارة ، واعتصمت بالصبر ، وقرَّت على العذاب ، وأبت سمية أن تعطي القوم ما سألوا من الكفر بعد الإيمان ، فذهبوا بروحها وأفظعوا قتلتها فقد أنفذ النذل أبو جهل بن هشام حربته فيها فماتت رضي الله عنها ، وكانت أول شهيدة فى الإسلام .
أم سليم تحمل خنجراً للقتال
عن أنس قال : اتخذت أم سليم خنجراً أيام حنين فرآها النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم والخنجر معها فقال : ما هذا يا أم سليم ؟ قالت : اتخذته حتى إذا دنا مني أحد من المشركين بقرتُ بطنه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ، فقالت : يا رسول الله أقتل من بعدنا من الطلقاء الذين انهزموا بك ، فقال لها : يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن . رواه مسلم ( 1809 ) .
المقاتلة الشجاعة أم موسى اللخمية
شهدت مع زوجها اليرموك فقتلت حينئذ علجًا وأخذت سلبه وكان عبد العزيز بن مروان يستحكيها ذلك فتصفه له وتقول :
بينما نحن فى جماعة من النساء إذ جال الرجال جولة فأبصرت علجًا يجر رجلاً من المسلمين فأخذت عمود الفسطاط ، ثم دنوت منه فشدختُ به رأسه ، وأقبلت أسلبه ، فأعاننى الرجال على أخذه . " الإصابة " ( 8 / 314 ) .
منقول