جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن أبى شمر واسمه المنذر بن الحارث وهو ابن مارية ذات القرطين وهو ابن ثعلبة بن عمرو بن جفنة واسمه كعب أبو عامر بن حارثة بن امرىء القيس, كتب إليه رسول الله كتابا مع شجاع بن وهب يدعوه إلى الاسلام فأسلم وكتب باسلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل شهد اليرموك مع الروم أيام عمر بن الخطاب ثم أسلم بعد ذلك فى أيام عمر فاتفق أنه وطىء رداء رجل من مزينة بدمشق فلطمه ذلك المزنى فدفعه أصحاب جبلة إلى أبى عبيدة فقالوا هذا لطم جبلة قال أبو عبيدة فيلطمه جبلة فقالوا أو ما يقتل قال لا قالوا فما تقطع يده قال لا إنما أمر بالقود فقال جبلة أترون أنى جاعل وجهى بدلا لوجه مازنى جاء من ناحية المدينة بئس الدين هذا ثم ارتد نصرانيا وترحل بأهله حتى دخل أرض الروم فبلغ ذلك عمر فشق عليه وقال لحسان إن صديقك جبلة ارتد عن الاسلام فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ثم قال ولم قال لطمه رجل من مزينة فقال وحق له فقام إليه عمر بالدرة فضربه ورواه الواقدى عن معمر وغيره عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس وساق ذلك بأسانيده إلى جماعة من الصحابة وهذا القول هو أشهر الأقوال وقد روى ابن الكلبى وغيره أن عمر لما بلغه إسلام جبلة فرح بإسلامه ثم بعث يستدعيه ليراه بالمدينة وقيل بل استأذنه جبلة فى القدوم عليه فأذن له فركب فى خلق كثير من قومه قيل مائة وخمسين راكبا وقيل خمسمائة وتلقته هدايا عمر ونزله قبل ان يصل إلى المدينة بمراحل وكان يوم دخوله يوما مشهودا دخلها وقد البس خيوله قلائد الذهب والفضة ولبس تاجا على رأسه مرصعا باللآلى والجواهر وفيه قرطا مارية جدته وخرج أهل المدينة رجالهم ونساؤهم ينظرون إليه فلما سلم على عمر رحب به عمر وادنى مجلسه وشهد الحج مع عمر فى هذه السنة فبينما هو يطوف بالكعبة إذ وطىء ازاره رجل من بنى فزارة فانحل فرفع جبلة يده فهشم أنف ذلك الرجل ومن الناس من يقول إنه قلع عينه فاستعدى عليه الفزارى إلى عمر ومعه خلق كثير من بنى فزارة فاستحضره عمر فاعترف جبلة فقال له عمر أقدته منك فقال كيف وانا ملك وهو سوقة فقال إن الاسلام جمعك وإياه فلست تفضله إلا بالتقوى فقال جبلة قد كنت أظن أن أكون فى الاسلام أعز منى فى الجاهلية فقال عمر دع ذاعنك فانك إن لم ترضى الرجل أقدته منك فقال إذا أتنصر فقال إن تنصرت ضربت عنقك فلما رأى الجد قال سأنظر فى أمرى هذه الليلة فانصرف من عند عمر فلما ادلهم الليل ركب فى قومه ومن أطاعه فسار إلى الشام ثم دخل بلاد الروم ودخل على هرقل فى مدينة القسطنطينية فرحب به هرقل واقطعه بلادا كثيرة وأجرى عليه أرزاقا جزيلة وأهدى إليه هدايا جميلة وجعله من سماره فمكث عنده دهرا ثم إن عمر كتب كتابا إلى هرقل مع رجل يقال له جثامة بن مساحق الكنانى فلما بلغ هرقل كتاب عمر بن الخطاب قال له هرقل هل لقيت ابن عمك جبلة قال لا قال فالقه فذكر اجتماعه به وما هو فيه من النعمة والسرور والحبور الدنيوى فى لباسه وفرشه ومجلسه وطيبه وجواريه حواليه الحسان من الخدم والقيان ومطعمه وشرابه وسروره وداره التى ثعوض بها عن دار الاسلام وذكر أنه دعاه إلى الاسلام والعود إلى الشام فقال أبعد ما كان منى من الارتداد فقال نعم إن الأشعث بن قيس ارتد وقاتلهم بالسيوف ثم لما رجع إلى الحق قبله منه وزوجه الصديق بأخته أم فروة قال فالتهى عنه بالطعام والشراب وعرض عليه الخمر فأبى عليه وشرب جبلة من الخمر شيئا كثيرا حتى سكر ثم أمر جواريه المغنيات فغنينه بالعيدان من قول حسان يمدح بنى عمه من غسان والشعر فى والد جبلة هذا
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="ridge,6,orange" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
لله در عصابة نادمتهم=يوما بحلق فى الزمان الأول
أولاد جفنة حول قبر أبيهم= قبر ابن مارية الكريم المفضل
يسقون من ورد البريص عليهم= بردى يصفق بالرحيق السلسل
بيض الوجوه كريمة أحسابهم=شم الأنوف من الطراز الأول
يغشون حتى ما تهر كلابهم=لا يسألون عن السواد المقبل[/poem]
قال فأعجبه قولهن ذلك ثم قال هذا شعر حسان بن ثابت الأنصارى فينا وفى ملكنا ثم قال لى كيف حاله قلت تركته ضريرا شيخا كبيرا ثم قال لهن أطربننى فاندفعن يغنين لحسان أيضا
ثم قال هذا لابن الفريعة حسان بن ثابت فينا وفى ملكنا وفى منازلنا بأكناف غوطة دمشق قال ثم سكت طويلا ثم قال لهن بكيننى فوضعن [poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="ridge,6,orange" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
عيدانهن ونكسن رؤوسهن وقلن=تنصرت الأشراف من عار لطمة
وما كان فيها لو صبرت لها ضرر=تكنفنى فيها اللجاج ونخوة
وبعت بها العين الصحيحة بالعور=فياليت أمى لم تلدنى وليتنى
رجعت إلى القول الذى قاله عمر=وكنت أسيرا في ربيعة أو مضر
ويا ليت لي بالشام أدنى معيشة=أجالس قومى ذاهب السمع والبصر
أدين بما دانوا به من شريعة =وقد يصبر العود الكبير على الدبر[/poem]
قال فوضع يده على وجهه فبكى حتى بل لحيته بجموعه وبكيت معه ثم استدعى بخمسمائة دينار
ثم لما كان فى هذه السنة من أيام معاوية بعث معاوية عبد الله بن مسعدة الفزارى رسولا إلى ملك الروم فاجتمع بجبلة بن الأيهم فرأى ما هو فيه من السعادة الدنيوية والأموال من الخدم والحشم والذهب والخيول فقال له جبلة لو أعلم أن معاوية يقطعنى أرض البثينة فانها منازلنا وعشرين قرية من غوطة دمشق ويفرض لجماعتنا ويحسن جوائزنا لرجعت إلى الشام؟؟؟؟.أسأل الله حسن الختام,,,,,