[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أخواني و أخواتي
قبل فترة قراءت موضوع عجبني في جريدة البيان جميل جداُ عن الصحوة الدولية على عالمنا العربي و الأسلامي بوجة الخصوص موضوع شيق وجميل وحبيت انقله لكم في المنتدى للفائدة.
لا أعلم، على وجه الدقة، وربما أعلم ـ وأتوجس مما أعلمه ـ لماذا هذا الاهتمام الدولي، المفاجئ بالوطن العربي بدءاً بالأمم المتحدة، مروراً بأميركا وصولاً الى أوروبا. ولعل، قلقي يجد مبرراته الذاتية والموضوعية وسط هذه الصحوة الغريبة راهناً، بعد غياب عن وطننا العربي ناهز أو كاد يناهز العقود.
فبالأمس القريب، والبعيد، كنا ومن وجهة نظر بعض هؤلاء أو معظمهم، شيعاً، وشتاتاً ودولاً قائمة كيفما اتفق، كنا بنظر هذا الغرب، اشباه مجتمعات، واشباه شعوب، ولم يكن يلفتهم أو يثير لديهم في حواضرنا، سوى النفط، ومياهنا الدافئة، وسوقنا الاستهلاكي لمنتوجاتهم. حتى ثقافتنا وعاداتنا، تراثنا، تطلعاتنا، احلامنا، طموحاتنا، رغبتنا بالتحرر والانعتاق، لم تكن مسائل تستدعي من هذا الغرب أية وقفة أو سؤال.
لعقود طويلة، عانينا من استنكاف الغرب، بل أقول اننا عانينا أكثر من تدخلاته، حتى امسينا نطالب أن «يكفنا شره»، لأننا ووسط السياسة الدولية المزمنة تجاه وطننا العربي، لم يعد طموحنا أن «ننعم» بتداعيات هذه السياسة، بقدر ما نطمح الى تخفيف أذاها، أو على الأقل تقنينه، فإسقاطات الأمم المتحدة، ومراكز القرار الدولي على وطننا ادت الى ضياع فلسطين، كما أدت الى ضياع العراق، والعلم عند الله وحده حول الأوطان المرشحة للضياع بفعل، وبفضل السياسة الأميركية في عالمنا العربي.
اذن، أعود الى السؤال الكبير: لماذا هذا الانشغال الدولي العام بالوطن العربي، وعلى ماذا «ينشغل بال» هؤلاء حاليا في وضعنا العربي. ولماذا يترك هؤلاء، العالم كله ليصبوا اهتمامهم حصرا، على أمتنا العربية؟ لماذا، وفجأة يريدون أن يعرفوا؟ كيف نفكر؟ وكيف نخطو؟ كيف نصلي؟ كيف نفهم آياتنا القرآنية؟ كيف نمارس شعائرنا الدينية؟ كيف ندير حياتنا السياسية؟ كيف نجري انتخاباتنا؟ وكيف تقود النساء سياراتهن؟
وكيف يتم تدريس مناهجنا الوطنية والتعليمية والتربوية؟ وما هي المواد التي يتم تدريسها؟ وكيف لا يتم تدريس مواد أخرى... الخ. لماذا يصرون على تسمية الوطن العربي تارة بالشرق الأوسط وتارة بالشرق الأوسط الكبير؟ لماذا تريد هذه الادارات أن لا تغدق علينا بمسمياتنا التاريخية والواقعية والمستقبلية؟ لماذا لسنا أمة من وجهة نظر الغرب؟
ولماذا يتم التعريف عن افريقيا مع احترامنا الكامل لهذه القارة بإفريقيا، او بالقارة الافريقية، أو القارة الآسيوية، وفي مجال اخر بالأمة الأوروبية، أو بالقارة الأوروبية، ولماذا الإصرار على مصطلح الشرق الأوسط؟ وهل تلجأ الأمم المتحدة وأميركا وأوروبا الى استعمال هذا التعبير الوقائي، لاضفاء نوع من الشرعية بحكم الأمر الواقع على الوجود الصهيوني على أرض فلسطين العربية، في محاولات لتمرير هذه التسميات الهجينة والمستغربة، ام ان وراء الأكمة ما وراءها؟
وثمة خشية واعاقة من هذا الغرب لأية محاولة عربية توحيدية، حتى على مستوى المسميات الطبيعية والجغرافية والتاريخية. بمقاربة بسيطة، ودون أية سوء نية لديّ حول هذا الموضوع، ومن دون أية خلفيات سوى الرغبة بتأكيد اننا أمة وأننا عرب، وان لنا تاريخنا، وحاضرنا ومستقبلنا.
اقول لهذه المنظمات والدول حبذا لو ينصب اهتمامهم على مشكلة البطالة، ومشاكل التمييز العنصري، حبذا لو يضعون في أولوياتهم المشاكل الاجتماعية والسياسية، ويصبون جهودهم على خدمة السلام العالمي، وتطوير العلوم في خدمة البشرية، والتركيز على وضع هذه الامكانيات الهائلة في سبيل حياة أفضل للشعوب، وفي سبيل مجتمعات مستقرة وآمنة. حبذا لو يحاول هؤلاء معالجة مشكلات الفقر، والجوع، والأمراض والأوبئة التي تفتك بقارات بكاملها، بدل الانشغال اللا مجدٍ بهويات الأمم وبتسمياتها.
نحن أمة، وأمة عربية يا سادة، أمة عريقة، وستبقى عريقة رغم ما تمر به حاليا. ولكن السؤال الأكبر، هل يدري بعض حكامنا، وانظمتنا العربية الأهداف الفعلية لمحاولات الغرب تجهيل وطمس حتى ألواننا، ومعتقداتنا، وتراثنا؟ ألا يخافون من حساب الأجيال، وحساب الأحفاد؟ هل يدرك البعض ان أحدا لا يملك أن يقرر عن الأجيال القادمة في الوطن العربي هويتها، ومستقبلها؟
علهم يدركون.. علهم يدركون.
جريدة البيان 14/04/2005
بقلم :خلف أحمد الحبتور[/align]