.
.
.....كان المحققون مرتاحون..وكأن طريقتي أقنعتهم..
وكانوا يتكلمون في مواضيع أخرى..وأجاوبهم بكل سرور..
غير أن هذا لم يدم طويلا..فقد شعرت بالخوف يتسلل إلى قلبي..
وتمنيت لو أنهم ذهبوا..أصبت بصداع..
وتخيلت أني أسمع رنين في أذني
..ولكنهم جلسوا يثرثرون ويثرثرون...والرنين يعلو أكثر فأكثر
..واستمر الصوت..حاولت التكلم بصوت أعلى,
لأتخلص من هذا الشعور..
لكنه استمر أكثر..وازداد وضوحا..واكتشفت أن الصوت لم يكن في أذني
..لا لم يكن كذلك..لم يكن هناك شك بأن الاضطراب بدأ يظهر علي
..ولكنني استمررت في الكلام بطلاقة..ولكن الصوت يزيد..ماذا أفعل؟
..كان صوتا منخفضا وسريعا..وبغيضا..مثل صوت حركة عقارب الساعة
...ولم ينتبه المحققون..تنفست بشدة..وتحدثت بقوة..
والصوت يرتفع ويرتفع..نهضت وبدأت أتحدث في مواضيع تافهة
..وقمت بحركات عنيفة..وكنت أتساءل..لماذا لم يغادروا حتى الآن؟
..قطعت الأرض جيئة وذهابا..بخطوات ثقيلة..
كما لو كنت متضايقا منهم..وبصراحة..لقد كنت خائفا ومتضايقا
من مراقبتهم الخفية لي..ولكن الصوت يرتفع أكثر فأكثر
..أوه..يا إلهي..ما لذي يمكنني فعله؟..انفعلت..وصرخت..
وأمسكت بكرسي وحطمته على جدران الغرفة..واستمر الصوت يعلو
..ومازالوا يثرثرون بكل بهجة و راحة..هل من الممكن أنهم
لم يسمعوا هذا الصوت إلى الآن..لا..لا..لابد أنهم
سمعوا الصوت البغيض..ولكنهم يسخرون من الفزع الذي تملكني
..هذا ما أعتقد..كل شيء يمكن تحمله..
ماعدا هذه السخرية البغيضة..لم أستطيع أن أتحمل أكثر..
وشعرت انه يجب علي أن أصرخ أو أن أموت..
ولا يزال الصوت يعلو..ويعلو..ويعلو...
’’أيها الأشرار..أيها المنافقون..الكاذبون..,,هكذا صرخت فيهم بكل قوتي..
’’لا أريد المزيد من هذا النفاق..إني أعترف بما فعلته..
كسروا هذه الألواح الخشبية..هنا..هنا فقط..يوجد هذا الخفقان البغيض....!
ادجار آلان بو
الرواية كاملة
هنا