ينشط التجار في مواسم معينة طلباً للمزيد من الأرباح مستغلين المواسم التي يكثر فيها البيع لتعويض أيام الكساد والخمول التجاري واستغلال المواسم للكسب المباح أمر مشروع ..
لكن المؤمن الحقّ هو من يستغل مواسم الخيرات فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات يستزيدون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى الله سبحانه وتعالى ، والرابح من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً. هاهي عشر ذي الحجة تطلّ علينا 0
فـ ينبغي على المؤمن أن يُحسن استقبالها وأن يجتهد فيها، ويتزود فيها من الأعمال الصالحة
فقد شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛ بل إن لله تعالى أقسم بها، إذ أنّ العظيم لا يقسم إلا بعظيم
إن استقبال العشر يكون بـ التوبة الصادقة و العزم الجاد على اغتنام العمل الصالح فيها والبعد عن المعاصي ..
ومن فضل عشر ذي الحجة أن الله تعالى أقسم بها: قال تعالى ( وَالْفَجْرِ , وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) ..
- وأنها الأيام المعلومات التي شرع الله فيها ذكره قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) [الحج:28] 3- وقد شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها افضل أيام الدنيا , وأن فيها يوم عرفة : وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وأنّ فيها يوم النحر : قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].
فهل من مشمّر لاستغلال مواسم الخيرات ؟ وهل من عامل يرغب في زيادة حسناته ؟