الوطن" تحصل على وثائق تثبت تكرر الكارثة قبل 12 عاماً من نفس مورد النخالة ودون الإفصاح عن نتائج
"الصحة" تعمم على المستشفيات والمديريات بالإبلاغ عن حالات التسمم خشية ارتباطها بتناول لحوم إبل مصابة
إبل نافقة في رنية أمس
أبها، وادي الدواسر، جدة، السليل، رنية، شرورة: عبدالله القحطاني، حسن مسرع، عمر المطيري، حامد بن محمد، رميزان السبيعي، معيض الوادعي
وجه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز اللجنة المشكلة للتحقيق في مدى صلاحية النخالة المصدرة من صوامع خميس مشيط والتي عدت عاملا مشتركا في كل حالات نفوق الإبل بعدة مناطق بالمملكة بالتوسع في التحقيقات بغية الوصول إلى الأسباب الدقيقة للكارثة غير المسبوقة التي لحقت بالإبل.
ووجه الأمير فيصل بالرفع بنتائج أعمال اللجنة وتحقيقاتها بصورة عاجلة.
ويأتي ذلك بعد أن رفعت اللجنة المشكلة في وقت سابق والمكونة من محافظة خميس مشيط والشرطة والزراعة التابعة للمحافظة وكذلك صوامع خميس مشيط تقريرها الأولي لإمارة عسير أمس، وقد تضمن التقرير أن السبب المرجح لنفوق وإصابة آلاف الإبل يعود إلى أن بعض موزعي النخالة للمناطق اشتروا كميات كبيرة من النخالة في وقت سابق وقاموا بتخزينها لديهم في مخازنهم وبمعرفتهم.
وجاء في التقرير: لكيلا تتعرض النخالة وقت تخزينها لديهم للتلف من القوارض وغيرها من الحشرات، عمد موزعو النخالة إلى رشها أثناء تخزينها لديهم بمبيدات حشرية، مما دفع اللجنة لترجيح أن تكون تلك المبيدات الحشرية قد أدت إلى تعرض النخالة للتسمم.
وذكرت اللجنة في تقريرها الأولي أنها لم تلاحظ أي أخطاء أو تجاوزات في عمليات التعبئة أو التوزيع في صوامع خميس مشيط، وأنه لا يوجد في الصوامع أي مكان لتخزين النخالة كون الكميات التي تنتجها الصوامع من النخالة "لا تكاد تكفي للطلب اليومي".
إلى ذلك، حصلت "الوطن" على معلومات جديدة ووثائق ترتبط بدور النخالة في كارثة نفوق الإبل، وتشير المعلومات إلى أن مورد النخالة الحالي المتهم بنقل النخالة المتسببة في تسمم الإبل هو نفسه من قام بتوريد كميات من النخالة عام 1417 تسببت وقتذاك بنفوق جماعي لعدد من الإبل.
وتبعا للمخاطبات الرسمية والوثائق التي تحتفظ "الوطن" بنسخ منها، فقد تشابهت ظروف الحالتين بصورة ملفتة، فقد باشرت في ذلك الوقت الجهات ذات العلاقة جميع الحالات وأخذت عينات وتم إرسالها إلى قسم المختبرات بالوزارة، غير أنه لم تعلن نتائج أبدا. ودعا ذلك المواطن راشد بن خلف بن مثقال، وهو الذي تكبد أكبر الخسائر من الإبل في الحالتين القديمة والجديدة، لأخذ عينات وإرسالها إلى مختبرات عالمية محايدة في ألمانيا ومصر، كما دعاه للقول: النخالة المتسببة في نفوق إبلي عام 1417 اشتريتها من سوق الأعلاف بوادي الدواسر ومن مورد النخالة وهو المتهم الحالي في جلب النخالة التي تسببت في نفوق الآلاف من الإبل، ولم يكن لوزارة الزراعة في الحالتين دور إيجابي.
وتخوف ابن مثقال من عدم الإفصاح عن نتائج التحاليل، ويقول: نخشى أن ننتظر 12 عاما أخرى.
وأكد كل من سلطان بن فهيد المخاريم وسالم الدوسري وهما من ملاك الإبل النافقة في كارثة التسمم الحالية أن إبلهم كانت قد أصيبت بتسمم بسبب نخالة تم شراؤها من سوق الأعلاف أيضا عام 1417.
ومن جهته، صرح لـ "الوطن" مدير قسم صحة البيئة بوادي الدواسر فهيد الشمري بأنه وبنهاية دوام أمس تم إحراق وطمر أكثر من 1100 من الإبل النافقة بوادي الدواسر، مشيرا إلى أن هيئة الرقابة والتحقيق كانت تأخذ صورا من محاضر طمر وإحراق الإبل النافقة طيلة الأيام الماضية.
على الصعيد ذاته، أكد مدير عام الطب الوقائي في وزارة الصحة فلاح المزروع لـ "الوطن" أمس، أن الوزارة عممت على المستشفيات والمديريات الصحية في جميع مناطق المملكة بضرورة الإبلاغ الفوري عن أي حالات تسمم بشري، للتأكد مما إذا كانت لها علاقة بسبب أكل لحوم الإبل المصابة.
وأوضح في هذا الصدد أنه لم يتم إلى الآن تسجيل أي حالة تسمم بشري في المناطق التي تم فيها تسجيل حالات نفوق للإبل، مشيرا إلى أنه تم تشكيل فرق عمل ميدانية لمباشرة أي بلاغ.
وأضاف المزروع أن وزارة الصحة تتابع مع وزارة الزراعة وتنتظر التقرير النهائي عن أسباب النفوق، وفي حالة التعرف على نوعية السموم من قبل "الزراعة" يتم تحديد خطورة ذلك على الإنسان من خلال اللحوم أو لبن النوق.
من جهته، صرح وكيل وزارة الزراعة للثروة الحيوانية المهندس محمد عبد الله الشيحة لـ "الوطن" بأن المادة الكيميائية السامة التي تسببت في نفوق الإبل لا تزال مجهولة من حيث نوعها أو مصدرها، مشيرا إلى أنه لم تتحدد إلى الآن أسباب وصول المادة الكيميائية السامة إلى الإبل النافقة وهل هي ناتجة عن مواد فطرية أو معدنية "وفي حالة تحديد مركبات المادة السامة ومعرفة النوعية الناتجة عنها يمكن التعامل مع هذه الظاهرة".
وقال الشيحة إن وزارة الزراعة أرسلت عينات من أحشاء ودماء الإبل النافقة وعينات من النخالة إلى مختبرات عالمية متخصصة للاستعانة بها في تحديد المواد التي كانت وراء ظاهرة التسمم والنفوق للإبل.
وبين أن مراكز السموم والمختبرات المحلية قامت بتحليل العينات، إلا أن مركبات المواد السامة تتطلب وقتا حتى يتم تحديد المادة المسؤولة عن تسمم الإبل "الأمر الذي دفعنا إلى إرسال العينات إلى مختبرات عالمية خارج المملكة لكشف نوعية المادة السامة والإسراع في الوصول إلى النتائج".
وأشار إلى أن عدد الإبل التي تعرضت إلى النفوق حتى أمس بلغ 2460 جملا في كل من منطقة جازان ونجران وبيشة ورنية.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2526&id=19718[/size][/color]