اليكم هذا المقال الجميل للكاتب المتميز الدكتور عبدالمحسن العتيبي الذي تم نشره اليوم .. وانني استمحيح سعادة الدكتور عذرا في نقل مواضيعه الى هذا المنتدى فقط لكي اجره الى أن يشترك في هذاالمنتدى .. واذا كان لديه مانع فما عليه الا أن يعلن هناعدم رضاه عن نقلي للمواضيع.. احترامي لكم وله وهذا هو مقاله الجميل. فمن لديه تعليق فليتفظل.
أؤكد للقاريء انني لست مهندسا ولا اعرف عن الهندسة الا النزر اليسير من خلال الدراسة في المراحل الاولية من التعليم. ولكن اصدقاء كثيرين حدثوني عنها وقال احدهم ان اهم شيء في البناء هو أسسه ومرتكزاته الاساسية. وأن الاخلال بالاسس معناه اخلال بالمبنى ككل. فقلت ان ذلك عام وشامل لكل شيء في الحياة. فتدمير الفكر، مثلا، يأتي من تدمير مرتكزاته الاساسية والعبث في محتواه ولعله من المناسب مناقشة موضوع حساس تدور رحاه على الساحة العالمية لنتمكن جميعا، مفكرين وادباء ونقاد على اختلاف المشارب الثقافية من فهم الواقع الذي تعيشه البشرية. فمن الامور السهلة والتي لا تحتاج الى براعة في الفكر والتفكير وإعمال العقل واللب هو وصم الضد بعبارات نابية وبذيئة تقود في النهاية الى معركة خاسرة للطرفين وهذا للاسف الشديد ما يمكن ان يخرج به كل من اطلع على افرازات الانتاج العالمي عموما. والعالم الاسلامي والعربي على وجه الخصوص في مجال التفكير الإنساني والذي بدوره ولد أجيالا تحرم وتكفر وتقتل. وهذا الثلاثي هو سرطان التفكير لان الإنسان اذا حرم شيئا من عنده تدخل في امور ليست من اختصاصه وشارك في أمر خطير جدا. وفي التنزيل الحكيم يقول ( ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله ) لأن هذا الأمر يقود الإنسان الى ان يكفر ويقتل كل من يعارضه كائنا من كان. بالطبع هذا ليس جديدا. وقد استخدمه اناس كثيرون عبر التاريخ البشري وقد اُتهم رسلٌ وانبياء ومصلحون ومفكرون وأدباء شنت عليهم اعتى الاسلحة الفكرية.
المحرمون والمكفرون والقتلة يجدون مبرراتهم الواهية حيث يلوون أعناق المتون التي يستندون اليها وان لم يجدوا اتجهوا الى من يبرر لهم افعالهم وسيجدون المنتفعين واصحاب المصالح الذين يشجعونهم على افعالهم بل قد يصل الامر بهم الى تسليمهم مفاتيح الجنة وتزويجهم بالحور العين جزاء قيامهم بقتل النفس ايا كان نوعها حتى ولو كان اقرب المقربين إليه كوالده او والدته أو إخوته في الدم او العرق او الدين.
انه لواقع مؤلم جدا. يحتاج الى فهم متعمق والى تعرية لنعرف سر التخلف الذي عشعش في اذهان كثيرة من هؤلاء المروجين للقتل والتكفير والتحريم. والذي جعلهم لا يفرقون بين الحق والباطل والمسيء والمحسن والهادئ والصاخب. الذي يبدو ان هؤلاء المروعين للاخرين لديهم أجندة خاصة يريدون أن يصلوا اليها وحسبوا حساباتهم ان الطريق الى هذه الاجندة هو بث الذعر في النفوس وتخويف الاخرين وترويع الناس عن طريق غسل الادمغة بعبارات حقة يراد بها باطل لكثير من الشباب الذين شوهت افكارهم مما حدى بهم الى ركوب المطايا لقتل بعضهم البعض وكأن لسان حالهم يردد "الاقربون اولى بالمعروف". فقتل الإنسان لاخفاء جريمة معينة حتى لو كان ابوه او صديقه في غاية السعادة لدى هؤلاء لان ذلك مدعاة لدخول المقتول الجنة على حد زعمهم والى وصولهم الى دفة الحكم.
جماعة التحريم والتكفير والقتل يتعلقون باي انسان يفتي لهم بصحة عملهم بغض النظر عن حرفته ومكانته لانه قال مثلا كلمة تدغدغ مشاعرهم وحسبوه هو المنقذ من الغرق فيا له من "زمن" اصبح الكل مفتيا" وشيخا" ومجاهدا وطبيبا"؛ زمن كان المفروض ان يكون أفضل الازمنة والذي يحتاج الى تكوين فرق تستفيد من العولمة الالكترونية والى تفعيل فكرة إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دعي له في مؤتمر التصدي للإرهاب والذي عقد بمدينة الرياض في الخامس من شهر فبراير عام / 2005م، فهل يعي الشباب الهوة التي حفرها منظرو التحريم والتكفير والقتل. فكروا وتدبروا الأمر لتعرفوا الحقيقة "استفت قلبك وإن إفتاك الناس او أفتوك".
انتهي مقال الدكتور مع جزيل شكري لشغصة العزيز.