بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
وبعد قراءة ما كُتب في الموضوع لاحظت بعض المؤاخذات الشرعية
على الموضوع
فقول الكاتب((تجديد الأسلوب الدعوي أصبح ضرورة))
إليك هذا الخطاب الرباني الذي غفلت عنه أنت ومن اتبعتهم بلاعلم ولا بصيرة0
قال تعالى( ادعُ إِلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربّك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) [ النحل : 125 ]
فأي تجديد تتكلم عنه أم استدركت شيئاً لم يرد في الكتاب والسنة
تمعن في كلام الله فستجد أن عقلك لم يأتي بجديد ولن يأتي بجديد
في دين الله
قول الكاتب((العالم يتقدم بخطى واسعة فكل يوم فيه جديد و طغى حب التجديد على جميع نواحي الحياةو الذي يحقق هذه الرغبة للناس سوف يستمعون إليه بما في ذلك الخطاب الدعوي والذي يبقى متحجراً و متقوقعاً سوف يتعداه الزمن))
قلت وبالله التوفيق:-يريد الكاتب أن يوصل فكرة أنه لا بد أن نسير مع العصر والمستجدات لأن الزمن سوف يتعدى ويتطور
على هذا الخطاب الدعوي طبعاً الخطاب الدعوي قائم على الكتاب والسنة فسيتعداه الزمن زعماً منه
وكأنهم استدركوا –أي العقلانيين-شيئاً لم يستدركه النبي صلى الله عليه وسلم0
ولكن أريد ردك على هذا الخطاب فهل تراه متحجراً متقوقعاً
قال تعالى(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ) فالرد إلى الله الأخذ بمحكم كتابه، والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، الأخذ بسنته
فكم مضى من الزمن عليهما !!!
أم أصبح شيئاً منها لا يصلح مع تطور الزمن !!!!
قول الكاتب((نحن نعيش عصر العلم و التكنولوجيا فالذي يخاطب الناس بالأسلوب العلمي و المنطقي والعقلي مع غمسه بشئ من العاطفة يستمعون إليه و يستفيدون منه فالخطاب العاطفي فائدته لحظية و يزول تأثيره بعد فترة قصيرة في ظل الظروف الحالية المليئةبالإغراءات))
قلت بالله التوفيق:-ترك الدعوة لكتاب الله وسنة نبية واتخذ اسلوب الدعوة للمنطق والعقلانية وكأن كتاب الله وسنة نبيه لا يوافق عقولهم !!!!
والمنطق والعقلانية لو أخذنا بهما على حد زعم من يزعم لأصبح تصادم مع كثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية فأيهما نُحَكم العقلانية المزعومه أم الكتاب والسنة الذي سيتعداه الزمن !!!!!
وإليك أيها القارىء الكريم مع الآية السابقة هذا الخطاب النبوي
عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد." قال الشيخ الألباني : صحيح.
فهل قال الله ردوها للعقل والمنطق
وهل أوصى الرسول بما تمليه علينا عقولنا
وكم بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم من الزمن وإلى أن تقوم
الساعة ولا تعارض بينها وبين التطورات والتكنلوجيا التي على حسب الظوابط الشرعية فالشرع لم يحرم التكنلوجيا المنظبطة بظوابط الشرع0
أم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدرك ذلك وحاشى وكلا صلى الله عليه وسلم وهو الذي يقول تركتكم على البيضاء وهذا وصف لشدة الوضوح ولكن كما قال لا يزيغ عنها إلا هالك
فنصيحتي لك أيها الكاتب القدير أن تراجع نفسك وتحاسبها قبل أن تحاسب في ما تقول به
هذا والله أعلم