[align=center]إن هذه الأمة أعزها الله بالإسلام و رفعها وأكرمها بهذا الدين الذي يكسب النفس عزة و يعطيها قيمة مختلفة عن باقي الأنفس الكافرة و المشركة .
لذلك يجب علينا كمسلمين أن نرى في أنفسنا الأفضلية والتطلع للصدارة في غير كبر ٍ ولا غمط للناس ، ولا نرتضي التأخر ولا الإهانة في أي مجالٍ كان .
وهذا التفضيل جاء من عند رب العالمين ، فقال : ( كنتم خير أمة ٍ أخرجت للناس )
ولكننا وللأسف ، نجد أن أمتنا و أبناء الأمة قد أصيبوا بالهوان والوهن فذلّوا وخسروا و تأخروا ، بل أصابتهم عللُ الهزيمة بأشكالها ، فمن الهزيمة السياسية إلى الهزيمة النفسية إلى الإنهزام الفكري .
فهم منبهرون بما لدى الغرب و منبهرون بالشخصية الغربية الكافرة ، فأصبحوا يتطلعون لمشابهتهم بأي شكل ٍ من الأشكال ، إما باللباس أو بالتسيمة أو حتى في العادات أو في الأفكار وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقومٍ فهو منهم ) .
والحقيقة أننا نرى ذلك ملحوظاً بشكل كبير في الحياة المدنية ، فنجد اللباس الأفرنجي والشورتات والجينز في الشوارع كل يوم ، بل ونجد الأسماء المستعارة مثل ( لوسي ) و ( جيمي ) و ( جوزيف ) و ( نانسي ) و غيرها من الأسماء التي تدل على الإنحطاط الروحي ، ولو عرّجنا على العادات لوجدنا الكثير من أبناء هذا الدين قد اصابهم التغريب والإنبهار بما لدى الغرب حتى في أطعمتهم واشربتهم ، فتجده حين يصحوا صباحاً ، لابد ان يحتسي كوباً من القهوة ( الأمريكية ) او ( الموكا ) و قطع الدونات .
أما بالنسبة للتشابه الفكري وهو الأطم والأدهى والأمرّ .. فنجد هناك من تعجبه أفكار ( ماركس ) أو ( روسو) أو ( بيركلي ) و غيرهم ، أو من يتبنى أفكار العلمنه والإنفتاحية بلا قيود والتحرر من كل شيء ، سواءاً من الآداب العامة أو الأخلاقيات أو المُثُل أو القيم ناهيك عن الدين وهو الأهم .
لذلك أيها الأخوة والأخوات .. نجد بيننا من ينادي اليوم بنبذ الماضي بجميع مافيه ، وكأنه عيبٌ يجب ان يمحى و وصمة عار يجب ان ندس رؤسنا في التراب حينما نذكرها ، إنه وللأسف إنبهار ٌ أصاب الكثير ولم يبق إلا القليل ممن يؤمنون أن عندنا أفضلَ شرعة وأفضل منهج وأحسنُ قيم ، ولكن رياح التغريب و موجة نزع الهوية و زعزعة الثقة في النفس طالت أبناءَ هذه الأمة ، فخرج لنا أمثال ( تركي الحمد ) و ( تركي السديري ) و ( عبدالرحمن الراشد ) و ( ناهد باشطح ) و ( رجاء الصانع ) وغيرهم من الإمّعات والتوابع والمنهزمين والمنبهرين .
إن اعتزاز المسلم بدينه وشرعته و علو همته و الزهو بأفضليته واجبٌ عليه ، وليس َ نوعاً من الكماليات ، لأن في ذلك إقناعٌ للنفس بالأفضلية الحاصلة والواقعة ، كما أن فيه إقناع ٌ لغير المسلمين بأن ديننا يحفظ كرامتنا ولا يمتهنها كما يصورها الكثيرون من أعداء هذه الأمة ، والذين أصبح ينطق بمنطقهم الكثير من أبناء جلدتنا ، يقول الله تعالى ( أعزة على الكافرين ، يجاهدون في سبيل الله ) .
والحقيقة يا أخوتي ، إن جيل النصر الذي سوف يعيد للإسلام مجده و للدين مكانته في القلوب و لأمة الإسلام كرامتها وعزتها قادمٌ بإذن الله ، وأبشركم أنه الآن في طور التأسيس .
لا تعجبوا من كلامي ، فالشواهد كلها تدل على ذلك ، لأن الأجيال القريبة السابقة كانت أجيال إنحطاط معنوي و روحاني وفكري ، ولكن في ظل الإنفتاح الكبير الذي تعايشه الأمة وأبناءها أصبح عندها احتقان فكري ضخم أنتهى إلى وجود طبقتين و شريحتين في المجتمع ، هما ( الطبقة الدنيوية )و هي الطبقة السائدة وفيها تظهر علامات الإنحلال أو الإنسلاخ الديني أو على الأقل المراحل الأولى للإنسلاخ ، والإنسلاخ ليس بالضرورة إنسلاخاً متعمداً ، لأن الأمم لا تنسلخ متعمدة من جسدها ولكنه إنسلاخ غير مقصود ويحدث إما بالتبعية المطلقة أو الإنبهار أو على الأقل الإعجاب بما لدى الأمم الأخرى ، وهؤلاء جعلوا من الدنيا هدفاً فرضوا بها و اطمأنوا إليها .
وقد أخبر الله عنهم كثيراً في كتابه الكريم فقال ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا و أطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون ، أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون )
و قال تعالى ( فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا )
أما الطبقة الثانية وهي التي أعنيها في حديثي ، هي ( طبقة النصر ) أو ( جيل النصر ) والذي تأتّى نتيجة عوامل كثيرة ، لعلي أذكر منها مايلي :
1 - الحرب المعلنة ضد الإسلام في كل مكان .
2 - ظهور الفساد في أبناء الأمة وأفتتانها بالدنيا ، و بداية تخليها عن دينها الذي اختصها الله به .
3 - الإحساس بالخطر القادم على الأمة والوطن .
4 - ضياع الحقيقة و عدم القدرة على تحديد المجموعة الصحيحة التي تسعى لنصر الإسلام .
5 - تخبط الكثيرين في إطلاق الأحكام الشرعية والآراء والعلل والأسباب .
6 - الرغبة الصادقة في نصرة دين الله ، وإعلاء كلمة الحق .
وبما أنني جزمت بوجود اللبنات الأولى لهذا الجيل ، فإنني سأصوغ بعض الأسباب الهامة و الطرق الموصلة للنصر والتمكين بإذن الله ، معتمداً في ذلك على كتاب الله وسنة رسولة - صلى الله عليه وسلم - :
1 - تحقيق التوحيد لله :
وهو إفراد الله بالعبادة والربوبية و وصفه بالكمال في الذات والأسماء والصفات والأفعال كما جاء في الكتاب والسنة ، فلا يرجو إلا الله و لايخاف ولا يدعو ولا يتوسل ولا يحلف ولا يخلص عبادته إلا لله وحده ، دون وليّ أو نبي أو شفيع . ( قل اللهَ أعبدُ مخلصاً له ديني )
2- الإيمان بالله :
وهو التصديق بوعد الله والعمل لذلك ، يقول تعالى ( الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) .
3 - دعــاء الله :
وهو لب العبادة ، يقول تعالى ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) .
4 - التوبة والإستغفار :
وهما من أعظم اسباب تحقيق الخير و دفع البلاء في الدنيا والآخرة و هما أيضاً مفاتح النصر و السعة في الدنيا ، يقول تعالى ( وقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارا ، يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموالٍ وبنين ، ويجعل لكم جنات ٍ ويجعل لكم أنهارا ) .
فكل هذا الخير يأتي جراء الإستغفار ، كما أنه دافع ٌ للبلاء ، يقول تعالى ( وماكان الله ليعذبهم وانت فيهم ، وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون ) .
5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو علامة من علامات الإنتصار ، لأن فيه إنتصار على الدنيوية وإنتصار على النفس ورغباتها في ظل إشاعة أمر ِ الله و أهمية الإلتزام والإنصياع لطاعته سبحانه ، حتى لو وجد هناك من يعصي الله ، فيجب علينا أمره بالمعروف أولا ً ثم نهيه عن المنكر ، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من الإصلاح الذاتي للمجتمع ، و قد امرنا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - به فقال ( من رآى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) ، وقد قال تعالى ( و ماكان ربك ليهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون ) ، لذلك فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دافع ٌ للبلاء وجالبٌ للنصر بإذن الله تعالى .
ويجدر بي أن أشير إلى أن هناك فئات من المجتمع إنقسمت لحرب رجال الهيئة و إشاعة الأخبار السيئة عنهم وتشويه سمعتهم ، فالأولى منهم ( خبيثة نجسة ) تسعى لتدمير الهيئة و إنهاء أمرها ، ليخلو لهم الجو في تطبيق و نشر سمومهم وأفكارهم و إشاعة الفواحش بيسر وسهوله وهؤلاء يُعتقد ُ في كفرهم و خروجهم من الملّة لمخالفتهم الأمر الإلهي و أعتقادهم ببطلانه وعدم إرتضاءه ، أما الفئة الثانية فهي ( أجهل من حمار الخطاب ) ، لأنه توابع و إمعات ، فتجده يكره الهيئة وينادي بسقوطها ، لأن أحد أفرادها أخطأ عليه أو اساء فهم أمره أو حتى وجد عينة غير سليمة في رجال الهيئة ، فهو يطلق الحكم على كل العمل وعلى كل رجال الهيئة و تجذبه أفكار الفئة الأولى لحرب الهيئة ، فهو معهم يطبّل و ينادي بما ينادون به ، غير مدركٍ لخطورة ما ينادي به وما ينشره وما يشيعه من خلال المنتديات أو الجلسات الخاصة أو حتى في المنزل بين اخوته و والديه ،لذلك يجب أن يكون المؤمن مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر ، كما يقول - صلى الله عليه وسلم -- ( إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ مِغْلاَقًا لِلشَّرِّ وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ مِغْلاَقًا لِلْخَيْرِ ) ، فأتقوا الله ولا تقولوا بألسنتكم شيئاً يفك عروة من عرى الدين وأنتم لا تعلمون .
6 - اجتناب الظلم :
فإن الظلم يمحق البركة و العمل الصالح وهو اعظم أسباب العقوبات والرزايا يقول تعالى ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا و جعلنا لمهلكهم موعدا ) .
7 - الإعداد والجهاد في سبيل الله :
فهما أغلى التجارات مع ملك الملوك ، وهما أهم أسباب النصر ، قال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم ، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم ، الله يعلمهم ، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) ، و قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذابٍ أليم ، تؤمنون بالله ورسوله ، وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون ) .
وقال تعالى ( يا ايها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثقاقلتم إلى الأرض ، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ، فما متاع الحياة الدنيا إلا قليل ) .
ولتعلموا أن ترك الجهاد من أسباب الهوان والذل ، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (( اِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَاَخَذْتُمْ اَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا اِلَى دِينِكُمْ )) .
وقال صلى الله عليه وسلم (( أفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله ، بنفسه وماله ، ثم مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره )) .
وقال تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله ، فيقتلون ويُقتلون ، وعداً عليه حقاً في التوراة والأنجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله ) .
و قال تعالى ( إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ، ويستبدل قوماً غيركم ) .
والجهاد كونه أحد أهم أسباب النصر ، إلا أنه مناط ٌ بولي الأمر ، في غير خروج ٍ عن امره مع مناصحته .
ولتعلموا أيها الأخوة الكرام ، أن جيل النصر قادم ٌ بإذن الله ، فكونوا أحد أفراده ولا تكونوا من أفراد الهزيمة والتبعية و الرضوخ والهوان والتغريب ، يقول صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) .
فكونوا منهم ، ولا تكونوا تبعاً لغيرهم .
هذا والله أعلم وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد , خيرُ خلقة وأعزهم بالله ، و أكثرهم وفاءاً وصدقاً وأمانة .
وعشان الحقوق الإعلامية
منقول من الاخ العزيز والغالي
جمال بن ناصر بن عبيريد العضياني
تحياتي لكم ،،،،
اخوكم النـايــــــــــف[/align]