إن الحديث عن هذا الموضوع ، هو حديث عن مشكلة أرقت الكثير من الناس كباراً وصغاراً ذكوراً وإناثاً ، حتى أصبحوا في حرج اجتماعي، ومنهم من أصبح في عزلة نفسية وحرب طاحنة مع نفسه ، وأصبحت فرصة سانحة للشيطان ليلبس على هذا الإنسان الضعيف فمنهم من هجر أهله وأقاربه ومنهم من قاطع المساجد لعدم محبته لبعض المصلين أو عدم محبتهم له ، وقبل أن نذكر بعض الخطوات لأسلوب التعامل مع الناس ينبغي لنا أن نعرف العلاقات التي ستتعامل معها في حياتك، وهي :
-1 الله _جل وعلا_ ، فدائرة الإسلام أوسع من الإيمان والإيمان أوسع من الإحسان فعلاقتك مع ربك هي الفلاح في الدنيا والآخرة .
2- الوالدين ، فعلاقتك بهما ليست كعلاقتك بباقي الناس حتى الزوجة والأولاد ،وهي دعوة ربانية ونبوية .
3- الأقارب ، وتشمل الأسرة الصغيرة والكبيرة والأقارب وإن بعدوا .
4- الأصدقاء ، وهم كل من لك بهم صلة ود في هذه الحياة .
5- باقي الناس ، وهم من عرفت ومن لم تعرف .
ثم دعنا نضع بعض النقاط التي ستساعدك في كسب ود الآخرين :
1- أخلص عملك لله – سبحانه وتعالى – فإذا أحبك الله أحبك أهل السماء، وإذا أحبك أهل السماء أحبك أهل الأرض، والله هو الذي يضع القبول في قلوب الناس، وهو الذي يرفع المحبة من قلوبهم، يقول الله _تبارك وتعالى_ في الحديث القدسي: "ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فأكون سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، وعقله الذي يعقل به، فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وإن استنصرني نصرته، وأحب ما تعبدني به النصح لي".
وقد روى مسلم عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، قال : فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، قال: فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض".
وجاء في صحيح مسلم أن سهيل بن أبي صالح قال: كنا بعرفة فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرون إليه فقلت لأبي: يا أبت إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز قال: وما ذاك؟ . قلت: لما له من الحب في قلوب الناس، فقال: بأبيك أنت سمعت أبا هريرة يتحدث عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بكذا …. ثم ذكر الحديث السابق .
2- أفش السلام ، وسلم على من عرفت ومن لم تعرف ، قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ : "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم " رواه مسلم، وإذا صافحت فلا تكن مصافحة باردة، بل أشعره بشوقك له .
3- اترك ما يتنافس الناس عليه من حطام الدنيا الزائل ، واعلم أنك لن تصل لرزق كتبه الله لغيرك ولن يؤخذ رزق كتبه الله لك ولو اجتمع أهل الأرض والسماوات .
4- كن منصتا أكثر من كونك متحدثا ، فالناس بطبعهم يحبون من يستمع لهم ويستمتعون بحديثهم أكثر من استمتاعهم بحديثك. ولا تقاطع المتحدث حتى ينتهي من حديثه ، ولا تصرف بصرك عن محدثك وخاصة إذا كان ممن يقدر له قدره .
5- احذر أن تغيب الابتسامة عن وجهك ،فهي مفتاح القلوب ، فتقلب كرههم إلى محبة – بإذن الله تعالى - .
6- لا تعاتب كثيرا فتُعاتب كثيرا ، وكن لينا سمحا طيبا متنازلا عن حقك قدر المستطاع .
7- فكر بالكلمة قبل أن تقولها ، فإنك إن لم تقلها ملكتها ، وإن قلتها ملكتك .
8- اهتم بمظهرك ، فالنبي _صلى الله عليه وسلم_ كان يلبس الجميل ويتطيب بالطيب الجميل .
9- لا تكثر المزاح مع الناس فكثير منهم لا يحتمل المزاح ،وإن كان المزاح الزائد مع الكريم حط من قدره وإن كان مع اللئيم حط من قدرك ، ولا تكن عبوسا جامدا في المجلس كالجبل فالتوازن واختيار الوقت المناسب مطلوب.
10- استعمل الهدية من حين لآخر فهي رباط من روابط الأخوة وهي هدي نبوي .
11- شارك الناس أفراحهم ففرح لفرحهم ، وشاركهم أحزانهم فاحزن لحزنهم .
12- أحسن الوفادة لمن زارك وكن كريما جوادا بما عندك – قدر استطاعتك - .
13- عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به .
14- احذر الغيبة والنميمة فهي تحط قدرك عن الله وعند الناس ، فمن اغتاب عندك ، اغتابك عند غيرك .
15- تواضع للناس، وخاصة إذا كنت صاحب منصب أو جاه ، وهو عنوان عزة لا ذلة .
16- سم الناس بأحب الأسماء لهم وبأحب الكنى لهم .
17- أثناء النقاش اطرح رأيك بأدب وبدون مقاطعة لأحد وبدون تعصب أو تشنج لرأيك .
19- استخدم كلمة ( نحن ) أكثر من كلمة ( أنا ) ، فهي تجعل الآخرين معك لا ضدك .
20- لا تكن صاحب وجهين ، فمن كان صاحب وجهين مات ولا وجه له ، وصاحب الوجهين كالحرباء
تتلون بحسب طبيعتها فكن صادقاً مع الرجل في حضرته وفي غيابه .
هذا قليل من كثير
اتمني الكل يشارك برأيه
ودمتم لي