جـــــــــــــددحياتك
النفس تعشق كل جديد,وتأنس به إلاّ هادم اللذات
رأيت كل جديد فيه للنفس لذة ً…إلاّ جديد الموت ليس لذيذ ُ
الموت تكرهه النفوس ,وتفر منه لأنه يقطع اللذات ويفنيها.
النفس تأنس بكل جديد وتحبه ..لأن الإنسان خلق هلوعاً ملولاً
يمل حتى من النعيم وهونعيم ,وهكذا يصل الملل بالإنسان
فهو يمل النعيم , ويمل الشقاء إذا طال ويمل الحر إذا دام والبرد
إذا دام.بل يمل الأكل اللذيذ إذا داوم عليه...فسبحان من جعل الدنيا
داراً متقلبة على أهلها يفرون من الملل ويستعينون على طرده بالتنويع
والتجديد والتغير والتنقل ,حتى لوكان من حسن إلى ردئ.
فالمترف يمل الترف الذي يعيشه , بل يتمنى أحياناً لونام على الحصير
أو أكل خبزاً يابساً, وترىالناس يشتهون الطعام التافه على الجيد,
ويشتاقون للسكن في البر والخيام فراراً من القصوروالدور ,لأن الحياة الرتيبة صعبة
على النفوس وشاقة,بل تميت القلب ,وتبعث على الخمول ,والكسل ,تميت
الابتكار.
ولماّ كانت هذه طبيعة النفس البشرية جعل الله لها مايناسبها في هذا الكون
الملئ بالتجديد ,والتغير ,الطارد للسآمة لذلك تجد الليل والنهار,والشروق
والغروب والحر والبر …تصور لوكان الليل سرمداً أو النهار..كيف تمله
النفوس..لذا من نعمة الله علينا أن نوّع بين العبادات..هذه عبادة قلبية ,
وهذه بدنية ,وهذه مالية..يتنقل المؤمن بينها ليأخذ نصيبه منها..حج,وجهاد..صلاة وصيام,
,تسبح وتهليل ,ولوكان هذا الكون ومافيه من عبادات على نسق واحد!!
لتعرض الناس لملل لايطاق ولكانت الحياة عبئاً ًثقيلاًلايحتمل
إن الذي اقصد به هذه الكلمة(التجديد)هـــــــــو التغيير إلى الأفضل
,والأنتقال إلى الأحسن في كل أمورحياتنا..
لماذالانجدد؟ لماذا لانحدث؟ لماذا لانطور؟لماذا لانبدأصفحة جديدةمع ربنا؟
ومع أنفسنا..صفحة جديدة في علاقتنا مع ربنا وخالقنا,في عبادتنا.في تجاربنا,في حياتنا,
في إنتاجياتنا في مسيرتنا كلها.
إن الإنسان مهما كان مستواه وموقعه يستطيع بهمته,وعزيمته,,وإرادته
أن يبني حياته من جديد…
يخطئ من يظنُ أن الراحة في الكسل والخمول,ولوكان الأمر كذلك لماّ
ملّ الناس هذه الراحة وتضجروا منها.
إن الراحة هي التغير من حال إلى حال,ومن عمل إلى عمل.
ولوكانت الراحة في عدم العمل لكان السجن أروح مكان..فما أحلى الراحة
بعد التعب,والنوم بعد الإرهاق,والجلوس بعد الوقوف
,وما أحسن النظر إلى الصحراء بعد طول النظر إلى البحر والعكس وهكذا.
إن أفضل الناس وأقدرهم هو من استطاع أن يتغلب على السآم والملل بالتغيرالمناسب
والتجديد الحميد, في نفسه وفي غيره.ولورأيت شرور العالم
لوجدت أن أكثرها سببه الملل والضجر..
إن البعد عن الله وعن سنة رسوله صلى الله عيه وسلم لايثمر إلاّعلقماً ومرّاً
ولا تنفتح مواهب الذكاء والدهاء والفطنة إلاّ بنور من الله وتوفيق يمنحه لعباده الطائعين والقانتين.
.ومن أعرض عن ذكره سبحانه ولوكان ذا ذكاء
ومعرفة فستنقلب هذه إلى نقم ومصائب ويحرم توفيقه وبركته..
إن الواجب على كل عاقل أن يجدد نفسه,وأن يعيد تنيظيم حياته,
وأن يستأنف مع ربه علاقة أقوى من قبل,وأفضل وعملاً أكمل ,وعليه أن يفكر
بجدية وتجديد ماذا سيقدم لأمته ودينه من جديد؟؟
بل يجب على المسلم أ، يجددفي إيمانه ,في صلته بربه, أن يغير في طريقة حياته,
وأعماله حتى تتجدد حياته,وتجري دماء التجديد في عروقه.
يقرأ القرآن ليجدد إيمانه…
يتأمل حياة الرسول عليه الصلاة والسلام ليجدد في أخلاقه وتعامله..
يزورالمرضى ليكسب الأجر…
يعطف على الفقراء…
يسأل عن الأيتام…ينفس عن مكروب,يفرج عن مهموم.
.إلى غير ذلك من الأعمال العظيمة التي يتجدد بها الإيمان ,
وتتحرك فيها المشاعر.وتأنس بها النفوس..
وفي الختام أسأل ربي أن يجددالإيمان في قلوبكم ..وأن يعيذنا وإياكم من الملل والكسل والخمول ,
وأن يرزقنا الهمة والعزيمة على طاعته
والحمد لله رب العالمين…
محبكم الداهوم,