[align=center]
معلومات مهمة عن روضة (السبلة) دونها الدانمركي رونكيير قبل حوالي قرن مضى
من المعلومات التي دونها الرحالة الدانمركي رونكيير قبل 95عاما أثناء مروره بروضة السبلة شرق الزلفي ما ذكره عن أعشابها التي كانت ترتفع بطول قامة الرجل وهو بالتأكيد كان يتحدث عن أعشاب موسمية أو ربيعية تؤكد لنا إمكانية تحويل هذا الموقع الى واجهة ربيعية تضاهي روضة خريم أو التنهات متى ما وفر لها الحماية الكافية، وهذا الأمر قد تنبه إليه المسئولون هناك ويتم حاليا إقامة حواجز حماية حول هذه الروضة مما يبشر بإيجاد محمية طبيعية فريدة من نوعها وبموقعها خلال السنوات القليلة القادمة لن ينحصر نفعها على المحافظة فقط بل سيشمل كل المحافظات والمناطق المجاورة.. يقول رونكيير:
في 13مارس 1912م تركنا محطتنا الرابعة عشرة في الساعة السادسة الا ربعا أخذت الأرض المغطاة بالصخور فقط الصفراء تتلاشى تدريجيا وبدأنا نرى بعض النباتات هبطنا وأديا غطته الحشائش الكثيفة. أنخنا ركائبنا هنا لنتناول القهوة ونودع بعض الرفاق المتوجهين الى شقراء. انفصل عن القافلة أكثر من ثلث أفرادها اتجهوا جنوبا عبر واد متعرج وسرعان ما اختفت خلف المرتفعات الصخرية إبلهم.
استأنفت بقية القافلة طريقها عبر سهل يشبه الدلتا في المنطقة الواسعة المسماة السبلة، حيث ترتفع الأعشاب الى ما يقرب من طول قامة الرجل كما ان هناك دلائل تشير الى ان المياه غمرت المنطقة لمدة طويلة لأنه لا يوجد لها منفذ تفلت منه. مررنا على سلسلة من التلال الرملية المنخفضة انتهينا بعدها من عبور السبلة ووصلنا منطقة جرداء صخرية ترتفع تدريجيا أمامنا. كانت جمالنا بأحمالها تشق طريقها بصعوبة عبر الطريق الوعر المرتفع، بينما شمس الظهيرة ترسل أشعتها الحارة فتزيد من حجم المعاناة. أخيرا توقفنا لبعض الراحة ولإعطاء الفرصة لجمالنا لعلها تجد بين الصخور ما تتقوت به من النباتات.
كانت الشمس تميل نحو المغيب عندما أقبل راكبان من رجالنا المكلفين بالمراقبة ينقلون إلينا أنهم رأوا شيئا يتحرك في السبلة كان على وشك ان يقدم لي عشائي الممتاز الا انني بسرعة خطفت بندقيتي ومنظاري وأسرعت مع اثنين آخرين نحو التلال القريبة لاستطلاع الأمر صحيح هناك شيء ما، نقط سوداء بعيدة تتحرك عبر السبلة مقبلة نحونا مضى وقت قصير قبل ان تكشف تلك النقط السوداء عن سرها فقد استطعنا ان نراها عندما اقتربت ولم تكن الا اثنين وعشرين جملا كانت تسير بخط واحد خلف بعضها.
أصبح مخيمنا المحتمي بأسفل الوادي مثل خلية دبابير، رجال يركضون هنا وهناك وجمال تساق كيفما اتفق بين سحب الدخان ومواقد النار بينما اصطف رجالنا المسلحون في صف واحد عبر الوادي.
اقترب الغرباء أكثر فأكثر دون ان يتأكدوا من خلو المكان وسرعان ما أصبحوا بين الصخور المشرفة على موقعنا. خفتت الآن صيحات رجالنا وحل بدلها همس تخلله كثير من اللعنات التي توقعنا ان تطالنا عندما تثار الطلقة النارية الاولى، اتخذ رجالنا وضع الرمي وهيأوا بنادقهم وصوبوها نحو مدخل الوادي الذي سيلجه القادمون الغرباء، أقبل الجمل الأول واضحا مع خطوط شمس قبل المغيب، وما ان رأى راكبه ان البنادق مصوبة نحوه حتى خلع عباءته بسرعة ولوح بها فوق رأسه: علامة السلام.
عدنا الى المخيم في انتظار بقية القادمين الغرباء دون ان نتخلص من أسلحتنا وصل الباقون واستقروا في مخيمنا وتجمعوا حول ناري، ولكنهم سرعان ما أشعلوا نارهم وبدأوا تحضير قهوتهم. لم نطمئن لجيراننا الجدد. لم يكن بصحبتهم جمال محملة كما لم يكن معهم نساء والرجال أنفسهم وكلهم مسلحون يسوقون أمامهم عددا من الجمال الصغيرة السمينة والعارية الظهور. كان علينا بالاختصار أن نتعامل مع واحد من أشرس الغزاة ومعه مجموعة من رجاله وهم ينتسبون الى منطقة جنوب عنيزة. كان أولئك الناس الطيبون في طريقهم الى بلدهم، بعد ان قاموا بإحدى غاراتهم على الدهناء وعادوا بذلك القطيع من الجمال الجيدة أضافوه الى ممتلكاتهم. أمضيت ليلتي تلك قلقا، لقد وصل أولئك الرجال في وقت غير مناسب. لقد نقص عدد رجالنا بانفصال أهل شقراء كما انه ينقصنا الرجال ذوو الخبرة الجيدة لأن عبدالعزيز أيضا وقد أضناه الغرام لإحدى زوجاته التي تعيش في الزلفي غادر القافلة ولم يمض وقت طويل حتى بدأت علامات المشاكل تظهر في الأفق، حيث انفجر شجار بين اللصوص وهم من إحدى القبائل وبين أحد رجالنا وهو من قبيلة أخرى كانت طبيعة الشجار ساذجة طفولية إذ أخذ الفريقان يتفاخران في من هم الغزاة الأحسن من الآخرين ويعدد كل منهما عدد الأغنام التي سرقوها من المناطق الأخرى.[/align]