العودة   منتديات عتيبه > الأقسام العامة > المنتدى العام

المنتدى العام المواضيع العامة والمنقولات والحوادث اليومية وأخر المستجدات العربية والدولية

 
كاتب الموضوع شمووخ مشاركات 4 المشاهدات 642  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 07-21-2006, 08:06 PM   #1
معلومات العضو
عضو جديد

الصورة الرمزية شمووخ
رقم العضوية : 4109
تاريخ التسجيل: Jul 2006
مجموع المشاركات : 15
قوة التقييم : 0
شمووخ is on a distinguished road
.× لــمــحــة عــن حيــــ البــــدو ــــــــــاة ×.

[align=center]
.× لــمــحــة عــن حيــــ البــــدو ــــــــــاة ×.



ارتبطت حياة البادية بالتنقل والترحال بل إن التنقل والترحال هو الذي يميز حياتهم ومجتمعهم عن بقية المجتمعات وهو الذي خلع عليهم مسمى البدو وصبغهم بصبغة فنجد البدو في حركة دائمة غير مستقرة طوال فترات العام وفصوله بحثاً عن الماء والكلأ والمرعى المناسب لمواشيهم التي هي عماد حياتهم
.




ولبعض التنقلات في البادية خصوصية ترتبط بالحاجة الملحة للانتقال.. ومن ذلك ما يسمى التشريق والتغريب أو المشراق والمغراب.
فالمشراق هو رحيلهم من مكان اصطيافهم وما يسمونه "المقيظ" وهي مسيرة جماعية تتجد كل عام مع بداية فصل الخريف يتنقلون بها من ضيق أرض المقيظ المحدودة إلى رحابة البادية وسعتها اللامتناهية، والمشراق أو التشريق محبب جداً إلى أهل البادية لأنها تأتي بعد قضاء أشهر الصيف الطويلة في مكان واحد.


فهذه الاقامة تعتبر اقامة جبرية عند البدو لا يحبونها لكن قلة مصادر المياه في البادية صيفا تضطرهم إلى ذلك. ولذا ما ان يأتي فصل الخريف وترتفع المزن في السماء متجهة نحو الشرق حتى يبدأوا بمراقبتها فإذا جاء الليل ولمع البرق فيها شدهم لمعانه وأهام في نفوسهم الحنين إلى أماكن مشتاهم ومرابعهم في السهول الواسعة والأودية الدافئة والغدران الصافية وإلى رائحة الشيح والقيصوم والخزامى والنفل التي تنعش القلب وتشرح الصدر ولطالما تغنى الشعراء بالمزن وتمنوا ان تسقى بمائها أرض من يحبون.


قال الشاعر:

يا مزنة غراء من الوبل مبدار
اللي جذبنا من بعيد رفيفه
ترعى بها وضحاء من الذود معطار
لا دررت للضيف عجل عطيفه


وقال الشيخ بن قبلان:

عـــز العزيز وعز برق يهل
يــم الغراب ويم رجم الحدالي



*الغراب ورجم الحدالي أماكن في الحماد
*وعز العزيز أي عزه الله




فما ان يرى البدو المزن في السماء متجهاً شرقاً حتى تسير معها أبصارهم وقلوبهم فيعدون عدتهم للمشراق حتى إذا انتهوا من تدبير أمورهم اجتمعوا في بيت من بيوت وجهائهم ليقرروا اليوم الذي يرتحلون فيه، فبعد تحديدهم موعدا للرجل يبدأون بتحميل رحالهم في الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم فيكثر في الحي الضجيح والحركة ويختلط رغاء الإبل بقرقعة العمد وبكاء الصغار وأصوات الرجال الذين يحملون المتاع على ظهور الجمال حتى إذا انتهوا من التحميل ونفضوا عن امتعتهم غبار الصيف الطويل سارت بهم الإبل تاركين وراءهم آثاراً تدل عليهم كأماكن القدور والحجارة ومبارك الإبل فتبدو كأنها مخطط قديم لمدينة بادت وعفا عليها الزمن.. وعلى هذه الرسوم وقف قدامى الشعراء يبكون الديار وأهلها واصفين تلك المنازل بأجمل الكلام:

قال امرؤ القيس:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل


*وهي الأماكن التي ارتحلت عنها حبيبته.

قال طرفة بن العبد:


لخولة اطلال ببرقة ثهمد
تلوح كباقي الوشم باليد


*برقة وثهمد: أماكن سكن حبيبة الشاعر

وقال الشاعر:


يا حمود وجدي على ربعنا العام
هذي منازلهم على العين خلوات
توحي رزيح نجورهم تقل دمام
ونيرانهم من كثر الأوقاد حيات



وعند مسير قافلة المشراق يسير السلف في مقدمتها وخلفه الأظعان أو المظاهير ويتألف السلف من الفرسان على الخيل والركاب ويسير معهم الرجال المشاة أو ردفاء لأهل الركاب. فإذا كانت الأرض المقصودة بعيدة ويستغرق الوصول إليها عدة أيام يسمى هذا النوع من السير "حوله" والقدم فيه "محيلون". ويستمر المسير حتى الساعات الأخيرة من النهار ويسمى مسير يوم كامل "مرحلة" وفي نهاية المرحلة يتوقف السلف وينتقي كل واحد منها مكانا في الأرض لنزول أهله فيه وعند وصول الأظعان يستقبل الواحد السلف أهله ويدلهم على المكان الذي اختاره لهم وتفك الرمال من الابل. ولا تبنى الخيام ويبيت القوم في العراء.. وفي الصباح الباكر لليوم التالي يتابعون المسير فإذا وصلوا الأرض المقصودة تفرق السلف ليقيم كل منهم منزلا لأهله وينبغي ان يكون الانتقاء دقيقا لأن الاقامة ستطول فيتجنبون منخفضات الأرض ويختارون الأراضي المرتفعة قليلا والتي تسمى "عدوة" ليتقوا خطر السيول عند هطول الأمطار فإذا وصلت الأظعان استقبل السلف أهلهم بالفرح وأنزلوهم بالأماكن التي اختاروها فتنصب بيوت الشعر والخيام ويبادر الكرماء إلى حفر حفرة مستطيلة في ربعه البيت وهي مجلس الرجال وتوقد في الحفر النار التي تعد
عليها القهوة.. وبعد القهوة يأتي الطعام الذي يعد تقديمه أمرا ضروريا.. وخصوصا في حالتين
هما الأولى: عند اجتماع الرجال على قهوة الصباح يجب على صاحب البيت تقديم الطعام لأنه قد يأتي من لم يتناول طعام الافطار عند أهله.
الثانية: عند اجتماع الرجال على القهوة ما بعد الرحيل في المنزل الجديد لأنه قد يأتي من أجهده التعب ولمسه الجوع بعد يوم طويل.. ففي تلك الحالتين يجب تقديم الطعام من صاحب البيت.

وإذا اشتد البرد عليهم اتخذ البدو منازل على أطراف الأودية وفي التلال المتجهة نحوها وذلك لتقيهم من شدة الرياح.
وفصل الشتاء هو أقسى فصول السنة وأشدها على البدو لما يعانون فيه من شدة البرد. والنار هي الوسيلة الوحيدة للتدفئة عندهم يحفرون حفرة في مجلس الرجال "الربعة" وحفرة في مجلس النساء "المحرم" توقد فيها النار يجلسون حولها على شكل دائرة.. والقريب من كومة الحطب يوقد النار كلما خبت.
وسكان الصحراء النفود من البدو يحفرون حفراً في الرمل تسمى "دحاميل" ومفردها دحمول ويغطون أنفسهم بالرمل حتى اكتافهم ليتقوا به البرد وفي الصبح ينفضون ثيابهم عن الرمل.
ويلعب تقلب الرياح من جهة لأخرى دوراً مزعجاً عند البدو ساكني بيوت الشعر فيقومون عند شدة الرياح بإغلاق الجانب الذي تأتي منه الرياح كل مرة تهب فيها من جهات مختلفة بالرواق.


ويرتحل البدو في الأيام الباردة إذا أجدبت الأرض وقل الماء. وإذا كان الماء بعيدا يشكلون عند ورودهم له قافلة مكونة من جمل أو جملين أو ثلاثة من كل بيت وحسب حاجة كل منهم كن الماء وتسمى هذه القافلة "الصميل" والرجل فيها يسمى "صمال" والمرأة "صمالة".
فإذا كان الماء بعيداً أو لا يستطيعون العودة في اليوم نفسه يبيتون قبل الماء بمسافة قصيرة ثم يردونه في الساعات الأولى من الصباح ويدعى هذا النوع من الورد "القرب" ويصدرون منه في اتجاه أهلهم فيصلونهم وقد انتصف النهار. اما إذا وردوا الماء ليلا وباتوا عنده وصدروا في الصباح فيسمون هذا النوع من الورد.. الخمير.
وعند تجمد الماء من شدة البرد في الشتاء يضطرون إلى كسره والخوض فيه ليملأوا قربهم ورواياهم.


ويحفر البدوي حول بيته خندقا صغيرا اسمه "النيا" وهو مجرى لمياه الأمطار الآتية نحو البيت.
وتصنع البدوية شجر الشيح تحت فراش أولادها لتقيهم رطوبة الأرض. وعند مجيء الضيف ليلا يرحبون به ويزيدون النار اشتعالا لينعم بدفئها والنار خير ما يقدمه المضيف لضيفه في الشتاء وهي أولى بنود الكرم وحسن الضيافة في الشتاء ثم تقدم القهوة والطعام.
ولا يأكل البدوي اللحم في فصل الشتاء إلا ما ندر وخاصة أهل الإبل منهم إلا ما يصطاد.. وينحر الموسرون منهم صغار الإبل إذا حلّ في ضيافتهم أحد الشيوخ أو وجهاء القوم.. اما من يربون الشياه فيذبحون إذا ضافهم من يستحق الذبيحة
.

وقد اعتاد البدوي العيش البسيط معتمدين على انتاج مواشيهم من الألبان ومشتقاتها والسمن.
[/align]

التوقيع : شمووخ
شمووخ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
► لــكِ وحــدكِ أقــول عــن قـراري أنــا مـســئـول ◄ عازف الكلمات نُونْ وَ مَا يَسْطُرُون 20 11-17-2007 12:15 AM
مــاذا تعرف عــن الغــــــزال سود العيون منتدى الــرحـلات والــقــنــص 6 07-26-2006 10:29 AM
كـلامـهــا (لـبـيــه) عــن قـولــة هـــاه نوف نُونْ وَ مَا يَسْطُرُون 7 05-01-2006 10:40 AM
كــــلام عــن الحـــــــب نوف المنتدى العام 9 10-22-2005 03:06 PM
كــلام عــن الحــــــــــب نوف المنتدى العام 10 10-15-2005 10:44 AM




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها