ياأخوه نحن لسنا نشكره ونحبـه بسبب الأمور المادية الدنيوية فحسب، فنحن لسنا خوارج؛ إن أعطينا رضينا وإن مُنعنا سخطنا.
نحن أهل سنة متبعين لما أدبنا الله تعالى في كتابه ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم في سنته، والشكر للناس علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف يكون فقال صلى الله عليه وسلم : (وَمَنْ أتى عليكم [وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ] مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لم تَجِدُوا ما تُكَافِئُوهُ فَادْعُوا له حتى تَعْلَمُوا أن قد كَافَأْتُمُوهُ).
فهذا الدعاء في حق المرء العادي فكيف إذا كان ولياً للأمر فحقه أعظم من ذلك، و الدعاء له أوجب، فبصلاح الإمام صلاحٌ للبلاد والعباد، قال الفضيل بن عياض: "لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام، قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: متى ما صيرتها في نفسي لم تحزني ومتى صيرتها في الإمام؛ فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد، قيل: وكيف ذلك يا أبا علي فسر لنا هذا؟ قال: أما صلاح البلاد فإذا أمن الناس ظلم الإمام عمروا الخرابات ونزلوا الأرض، وأما العباد فينظر إلى قوم من أهل الجهل فيقول قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره فيجمعهم في دار خمسين خمسين أقل أو أكثر يقول للرجل: لك ما يصلحك وعلم هؤلاء أمر دينهم، وانظر ما أخرج الله عز وجل من فيهم مما يزكى الأرض فرده عليهم. قال: فكان صلاح العباد والبلاد، فقبل ابن المبارك جبهته، وقال: يا معلم الخير! من يحسن هذا غيرك؟!. ا.هـ.
فلو أن المسلمين جعلوا من دعائهم لحكامهم لعل الله أن يستجيب لأحدهم فيهم؛ لكان ذلك خيراً للمسلمين من أن يتكلموا في الحكام و ينابذوهم ويدعون عليهم بالويل والثبور، ويهيجوا الرعية عليهم بحق أو بغير حق.
ونحن نقول لأبي متعب الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ـ خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ من قبل ومن بعد ـ:
اللهم زده تقوى وصلاحاً وورعاً، وخوفاً منك يا ذا الجلال والإكرام وإخوانه وأعوانه، وزده توفيقاً وسداداً في الرأي والقول والعمل.
واجعله ناصراً للإسلام والمسلمين في كل حين. واغفر له ولوالديه. آمين.
فيا أهل هذه البلاد شيبا وشبانا، رجالاً ونساءً، لا تحرموا أنفسكم أجر الدعاء لولي أمركم ـ حفظه الله ورعاه ـ فأقل ما في الدعاء له ـ وليس بقليل ـ أن تحافظوا على النعمة التي نحن نتفيء ضلالها، وأكبر هذه النعمة؛ نعمة دعوة التوحيد وإقامة السنة على منهج السلف الصالح ـ قولاً وعملاً ـ، وتحكيم الشريعة، ومن ثمرة إقامة التوحيد وتحكيم الشريعة؛ الأمن الذي تعيشه بلادنا ـ المملكة العربية السعودية ـ من بين دول العالم قاطبة، ودليل ذلك قوله تعالى:" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ". [النور: 55].
وقال تعالى: "الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ. [الأنعام : 82].
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،