هذا أنا,,,
أكتب نفسي على الورق ، ربما لأزيد من وعيي بالحاجة إلى الفرح والبهجة ، وأنثر أحزاني بكل هذه العفوية والشفافية ربما لكي أنسى ، وربما لكي لا أنسى أيضاً .
حينما أكتب لا أجد ثمة فرق ما بين قلمي وقلبي ، وحرفي وجرحي ، فكلاهما أنا بكل عفويته وبساطته وبراءته وأنانيته وسذاجته .
نحن عادة ما نكتب عن الناس والحياة ، لكننا قليلا ما نكتب عن أنفسنا ..
فهل يحق لي أن أقول أنني هنا وعبر هذا البوح الدافئ ، أقص الشريط وخطوة البداية وأفتح الباب على مصراعيه أمامك ، للكتابة هنا عن الذات بشيء من الصدق والعمق والشفافية والموضوعية ، لعلنا نمنح الآخرين شيئا من الضوء والهواء ، لقراءة شخصياتنا ومعرفة ولو قليلا من خصوصياتنا ، وبعضا من تفاصيل حياتنا الصغيرة والهامشية
قلبي مخزن ملئ بأشياء معنوية في ثقل الرصاص وكثافة الزئبق ، وذاكرتي لا تحتفظ دائما إلا بمن ذكرني في ساعة ضعفي وسقوطي إن كان هناك ثمة مجال للذكرى .
لازالت أشعر أنني أحتفظ ببقايا الطفولة بداخلي رغم كل الخبرات والتجارب .. فأشعر أنني برئ كالطفل ، عفوي كالطفل ، أحب كالطفل وأتكلم عن الحب كطفل .. وأحيان يخيل إلي أنني أبدو راجح العقل كفيلسوف .
أؤمن أن الحياة قصيرة وأن العمر أقصر منها .. لذلك لا أسمح لنفسي بالانسياق خلف أنانيتي وعاطفتي في الانتقام ممن أساء إلي أو ظلمني بل أدعه لله ثم للزمن .
ويكفي في النهايه أنه خسرني أكثر مما خسرته ويكفي أنني في الأخير احتفظت بسلامة الصدر وراحة الضمير ولم أثقل نفسي بمشاعر الكراهية والحسد والحقد .
أحب التعامل مع الأشخاص الطيبين والعفويين ، وأهرب من الناس الذين لديهم اعتزاز بالنفس أكثر مما يجب ، أو الذين يتصفون بالغموض أو عدم الثقة بالآخرين .
لدي يقين مضحك بأن الإنسان قد يكذب إذا تكلم لكنه لا يستطيع الكذب إذا كتب .
لأنني أعرف الحزن ، أتقن الدخول إلى الفرح .
تغمرني أحيانا تعاسة هي أكبر من أن اعبر عنها أو أحيط بأبعادها ، أدخل محارتي أتدثر بها ، لأن من حولي لن يفهم سر تعاستي أو ربما سيعجزون عن الفهم .
قلبي تفاحه يقضمها الحزن ، ومهنتي اختراع التفاؤل .. علمني الزمن الحنان على الضعف البشري ربما لأبرر لنفسي ضعفي أحيانا .
كلما خذلني صديق أو غدر بي حبيب أبتسم بهدوء لأنني تعلمت درسا جديدا من الحياة ، وأحزن بصمت لأنه خسر محبتي ومودتي وطيبتي لكنني رغم ذلك كله أحتفظ فيما بيني وبينه " بشعره معاوية " فمن يدري .. ماذا يخبئ الزمن لي ، وله .
أؤمن أن الكلمة الجارحة توازي أحيانا إطلاق رصاصه
كميه العاطفه في كتاباتي ليست مصطنعه لأنها شئ اصيل في كتاباتي ، جزء مني لا افتعله سواء كان يستحق الاطراء او الذم . انا اكتب نفسي في كل موضوع وان كنت لم اكتب بعد النص الذي هو " أنا " كله . وحين اكتب عاده لا اكتب حزني لذاتي وانما اكتب حزن الاخر ووجع الاخر ان حزني وعاطفتي هو ثوره على الذات ووتر لتحريك الهم . ان في اعماقي تكمن تلك الالآم العتيقه التي تحولت الى احزان لا الى دموع ، الى معرفه لا الى جرح متعفن ، الى وعي لا الى وشم .
لدي احساس عميق منذ الطفوله بان اترك اثرا طيبا في هذا العالم وان اجعله اكثر طيبه وموده ووداعه مما وجدته حينما ولدت .. ووجدت في الكتابه والبوح طريقا لايصال هذا الاحساس الذي يلازمني في كل زمان ومكان . انني احلم دوما بالنقاء ، بزمن نقي ، بقلب نقي ، بصديق نقي ، بوطن نقي ، بمطر نقي . المهم في نظري كما ذكرت لك ان اغادر هذا الكون وقد خففت عنه بؤسه ولم اضف اليه المزيد من البشاعه على الاقل . واعلم ان هذا الحلم كبير وشاسع لكن من يستطيع ان يسرق مننا احلامنا التي ترافقنا كظلنا وتلازمنا كدورتنا الدمويه .
الحب موجود كي نعيشه لا كي نفلسفه. الحب هو الشئ الذي يفسده التفسير وايضاحه غير ممكن الا بعد انقضائه . لكنني اشعر ان في السؤال تحريك لوتر القلب واضاءه لدهاليز الحب فاشعر بمتعه اكتشاف الاشياء واستخراج ماهو غامض ومحير . ان السؤال نور ومعرفه واضاءه وبصيره للذات والاخر والحب نفسه .
لي قلب طفل يحب الوضوح ، لكن عقلي المسكون بالشك يرفض الوضوح السهل ..
والحب لم يكن يوما هاجسي الاوحد .. لكنه ايضا بعض هواجسي وحينما اقول الحب لا اعنيه بالمعنى الضيق بل بالمعنى الشاسع للكلمه وحينما انفرد بصوت قلبي اجد ان هواجسي كلها تصب في بحر واحد شاسع لضفافه اسماء عديده : الطيبه ،ا لتسامح ، فهم الذات والاخر ، الصدق ، النقاء ، الحزن ، الامل
الحياه بضخامتها وزخمها ربما تكون هي اكثر الاشياء التي اثرت فيني وطبعت ببصماتها على روحي ، غدر الصديق ، خيانه الحبيب ، موت الامل ،الاحساس بعدم جدوى ،ولعل من اشد الحقائق التي اكتشفتها ايلاما ادراكي التام بان على الانسان ان يكون وحيدا حينما يحس انه بحاجه للاخرين وانه يجد نفسه محاطا بالاخرين حينما لا يحس انه بحاجه اليهم .
نكتب عن الحب بصدق وعمق حينما نستطيع ان نرى الحب كموقف وكحياه وليس فقط كشخص او حبيب ،حينما نرى الحب كاسلوب في الحياه تجاه لكل مانراه وكل مانفعله حينها نصل الى مرحله الكتابه بحب .
اننا لا نستطيع ان نفهم سر جمال الزهره اذا لم نحبها ، ولا نستطيع الدخول الى اللون اذا لم نحبه ، ولانستطيع سماع موسيقى الاشياء اذا ظل تعاملنا معها من الخارج . ان الحب بمفهومه الواسع والشاسع يفجر طاقه الانسان على الالمام بهذا الكون بصوره اكثر كثافه . الحب يرفع درجات الوعي لدى الانسان بما يحيط به . الحب خروج من التثاؤب الى التوهج ، من السرداب الى الشمس ، من الذهول عن روعه الكون الى الاستغراق فيه . الحب حراره في " التعاطي " مع الاشياء وضؤ كشاف في دهاليز النفس البشريه ومعميات اسرار الوجود . الحب محبره وبدونها تأتي الكلمات مكتوبه بقلم حبر فارغ وجاف . الحب هو الفرق بين انسان ينبض وآخر كجثه سريه الموت تؤدي دورها
لقد تألمت طويلا وبصمت ، لكن ذلك لم يتحول الى ستار يحجب عني حقيقه الاشياء ، كل مافي الامر ان الطبيعه البشريه لم تعد تسحرني او ترعبني صرت اتعامل معها بوضوح قطاع الطرق وحنان الندى
دوما يغمرني حزن غريب كالبحر ، دون ان يكون هناك سبب واضح ومحدد لهذا الحزن ، فاشعر بتفاهه الحياه والاشياء واتوق الى العزله والوحده والصمت والانفراد وحيدا بصوت هذا الحزن والجرح حينها اتوقف
حينما أكتب عن الحب فلا أقصد من وراء ذلك أن من الواجب تقبيل الناس أو أن نرتبط معهم برفقة أو صداقة . ولكني أريد أن أقول إنه يجب أن نربي بالحب عاطفة الطيبة حيال الإنسانية بكاملها . وهذا يعني أن نهتم بهموم الغير إهتمامنا بهمومنا ومتاعبنا .
حينما لا أجد فرصة للحديث مع من أحب ... أحدث نفسي عنه .
عندما يرحل الظلام أفقد العزلة مع ذاتي
عندما تضيق العبارة على قلبي المثخن بالجراح يضيق صدري عن نبضه
مأساتي أني أعتبر أي حادثة قتل مأساة كونية ..
قطف زهرة هو بالنسبة لي حادثة قتل
.. وحينما يهديني أي إنسان باقة من الزهور
أشعر بحزن عظيم لأنهم إغتالوها من أجلي .
أحرص على أن لا أثقل على الناس بألامي .. فألمي لي لوحدي
أؤمن أن لكل إنسان في هذه الحياة تؤم روحي وربما يكون حبيب وربما صديق أو حتى ربما يكون مكان يجد فيه الراحة والارتياح والانشراح .. معه فقط يكتشف سر روحه وبلسم جرحة ويفهم سر الحياة ومعنى الحب والحاجة الى الحنان والقدرة على العطاء بسخاء والتضحية دون انتظار الوفاء .