[glow=FF9999]
انتبه...إنه يرحل..أمسك بيديه..لا تدعْه..ألا يمكنك؟ لماذا؟ إنه يسحب نفسه بعنف..إذاً تمسكْ بما تبقّى من ثوبه..رباه..إنه سحب ثوبه من بين يديك أيضاً.عفواً يا كريم..انتظر لحظة..
عذراً..إنه لا يزال يصرّ على الرحيل..
تِكْ..تِكْ..تِكْ..توقّفي أيتها الساعة..أيتها الشمس اتئدي..تمايلي في السماء..لا تفرّي بهذه السرعة..
عذراً-أيضاً-أيتها النفس فلست"سليمان"لكي توقفيها زمناً عن الغروب..
***
انظر إلى التقويم..انظر إلى التلفاز..انظر إلى عمرك يا أخي..رمضان بدأ..وها هو..كما بدأ يمضي ..ولأنه يمضي..فسوف يرحل..ويتركنا..
لحظات من الندم...إن كنت تشعر بالندم..
***
هل أسرد الآن فيما قلته خاطرة عاطفية؟ هل أحاول استدرار دمع القراء؟كلا..أعيد وأقول..انتبه..إنه يمضي..افتح عينيك..تخيّل أنك اليوم في آخر ساعة من رمضان..تذكّر بكاء المصلين..تذكّر حسرة المفرطين..تذكّر دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم"رغم أنف...."
تخيّل أن كل شيء قد انتهى..فما أنت فاعل..ردّد الآن: أستغفر الله..أستغفر الله..اللهم اغفر لي وتبْ عليّ..اللهم اهدني وزدني هدى..اللهم إنك عفو تحبّ العفو فاعفُ عني..اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى من الجنة.
عذراً-وللمرة الثالثة- إن كنت أتدخل في شؤونك الخاصة..ولكن..هل لديك عمل مهم الآن؟ وهل يمكن أن تنتهي كل أعمالك الليلة بانتهاء هذا العمل؟
عذراً-وللمرة الرابعة- سيدتي..ولكن..هل تغيّر شيء منذ سنين؟ هل انتهى بكاء الأطفال..وغسيل الصحون..والاستعداد للإفطار..وطلبات العيد؟
تموت مع المرء حاجاته..وتبقى له حاجة ما بقي..
هل تسمحون بأن تلقوا بالدنيا خلفكم هذا الشهر؟رمضان كريم..ضيف عزيز..أحسنوا لقياه.. أكرموا مثواه..والعيش في نجواه..
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طـه:132]
عذرا إخوتي-وللمرة الخامسة-رمضان يمضي..
فـــــ:
وا أسفا على رمضان..
ضاع بركضة الأيام..
فهل للتائب المحروم..
فرصة في شهر الصوم..
لكي يعتق..فلا يحرق..
لا والله..
بل يسبق..
وا أسفا على رمضان..
ضاع بركضة الأيام..[/glow]