[align=center]
سقطت الأقنعة وظهرت الحقيقة
بقلم د. محمد صالح المسفر[/align]
[align=right]تتعاظم تضحيات الشعب الفلسطيني يوما بعد يوم، الأمر الذي أدى إلى تطور مراحل المقاومة، فمن مرحلة المظاهرات والاحتجاجات إلى مرحلة استخدام الحجر والمقلاع ثم إلى مرحلة استخدام السلاح وتصنيع الصواريخ وأصبح لشباب المقاومة في الداخل قيادة ميدانية تختلف اختلافا جذريا عن القيادات المكتبية ذات الياقات المنشاة والمتجولين في سرادق الفنادق الخمس نجوم عبر عواصم العرب وغيرهم. خشي هؤلاء أصحاب ربطات العنق الراقية أن يأفل نجمهم عن الساحة الفلسطينية والإعلام الدولي في مقابل صعود نجم قيادات شابة ميدانية، حماس والجهاد، وآخرون، الذين لم تتلوث أيديهم بالسمسرة والرشوة و تغليب المصالح الآنية والفساد بجميع أنواعه.
لا سبيل لهؤلاء في المحافظة على غنائمهم التي تحققت لهم عبر ثلاثة عقود على حساب المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني إلا بتغيير اتجاهاتهم ولن يكون ذلك يسيرا إلا بقبول قيادات الكيان الإسرائيلي لهم بشروط إسرائيلية فكان اتفاق أوسلو المهين.
في الوقت الذي تتعاظم فيه تضحيات الشعب الفلسطيني الجبار في مواجهة الاحتلال، نجد فريقا من القيادات الفلسطينية يتفانى لخدمة مصالح العدو وأهدافه بل ذهب إلى ابعد من ذلك وهو إشهار السلاح في مواجهة العمل الفدائي ضد الكيان المغتصب لفلسطين وملاحقة المناضلين الشرفاء والنيل منهم أو الوشاية بهم عند العدو من أجل اصطيادهم في مقابل كسب مادي زهيد لا يتناسب حتى مع مستوى الجريمة التي يرتكبونها ضد أهلهم ووطنهم.
أشهر هذه الطائفة الملعونة، اذكر منهم على سبيل المثال السيد عبد ربه ** ورياض منصور وغيرهما واذكر أنهم عندما كانوا في صف اليسار كانوا أكثر راديكالية وأكثر تشنجا وطنيا، وعندما غيروا جلودهم كالثعابين أصبحوا أكثر راديكالية وأكثر تحمسا لصالح الكيان المغتصب للأرض والعرض. الأول كانت مواقفه أكثر انحرافا نحو العمالة والاستسلام عندما أشهر مواقفه المتخاذلة ووقع على وثيقة جنيف مع عصبة من الصهاينة تقضي تلك الوثيقة بالتنازل عن حق العودة وغيرها. الثاني رياض منصور وقف أمام ممثلي المجتمع الدولي في الأمم المتحدة بمشروع قرار طلب من ممثلي 193 دولة تبنيه واعتماده كقرار من قرارات الشرعية الدولية ذلك المشروع ينص على «اعتبار حركة المقاومة الفلسطينية حماس مليشيات خارجة عن القانون»، معنى ذلك أن حركة المقاومة الوطنية الإسلامية حماس حركة إرهابية بموجب تصنيف فلسطيني. لم يقف الأمر عند ذلك الحد بل تعداه بالخروج عن ممارسات المجموعة العربية في مثل هذه المواقف ليتقدم بمشروعه القذر عبر المجموعة الأوروبية وليس العربية الأمر الذي تصدت له المجموعة العربية المكونة من المندوبين الدائمين في الأمم المتحدة وأفشلت مشروعه الصهيوني.
السيد رياض منصور بالتعاون مع المندوب الإسرائيلي افشل مشروع قرار تقدمت به كل من قطر واندونيسيا إلى مجلس الأمن يطلب ذلك المشروع رفع الحصار عن قطاع غزة. السؤال الذي يطرح نفسه، هل رياض منصور ينفذ تعليمات صادرة من رام الله؟ أم انه يمثل الفصيل التنظيمي الذي ينتمي إليه؟ أم استرضاء القيادات الصهيونية في المنظمة الدولية لينال منهم خير الجزاء ولو على حساب حقوق الشعب الفلسطيني في مقاومة العدو المغتصب.
إن كان السيد منصور ينفذ أوامر صادرة من رام الله أي من السيد محمود عباس وفياض بمشروعه ذلك فان المصيبة أعظم وأكثر إجراما في حق الشعب الفلسطيني الذي يدعون أنهم يناضلون لصالحه وهنا على السلطة القابعة في رام الله تقديم اعتذار إلى الشعب الفلسطيني عن تلك الجريمة ويجب أن يخضع من اصدر تلك التعليمات لمساءلة من قبل كل الفصائل التي يعتبرون أنفسهم شركاء في منظمة التحرير لان هذه سابقة خطيرة في مسيرة العمل الوطني الفلسطيني. أما إذا كان تصرفه ذلك صادرا عن اجتهاد شخصي فالمساءلة هنا تكون مزدوجة رسمياً من سلطة محمود عباس وتنظيميا من الجبهة الديمقراطية إن كان مازال عضوا بها والجزاء في هذه الحالة يكون مزدوجا.
في كل الحالات إذا كان رياض منصور ما برح عضواً في الجبهة الشعبية الديمقراطية فعلى التنظيم طرده من ذلك التنظيم عقابا لما اقترفه في حق الأمة العربية والشعب الفلسطيني.
اذكر هنا بموقف وطني شجاع للسيد أحمد الشقيري رحمه الله عندما كان مندوبا للسعودية في الأمم المتحدة كانت المواجهة شديدة بين السعودية ومصر في اليمن إبان قيام الثورة اليمنية، وطلبت المملكة من مندوبها الشقيري دعوة مجلس الأمن للانعقاد للنظر في الشكوى المقدمة من السعودية ضد مصر، وقف الشقيري بكل شجاعة وابلغ القيادة السعودية في حينه أن هذه مسألة عربية ـ عربية على أرض عربية ولا يجوز عرض هذا الأمر على مجلس الأمن ويمكن حل ذلك النزاع في القنوات العربية وتفهم صانع القرار لرأي مندوبه أحمد الشقيري واخذ به وكان الأفضل لمنصور أن يرفض تلك التعليمات ويشرح لقيادته المخاطر اللاحقة إذا طرح الموضوع على الجمعية العامة.
[/align]
[align=center]المصدر: فلسطين مباشر[/align]
[align=center]
**اضغط هنا
[/align]